في سباق مع الزمن, كثف الجيش السوري هجماته ومداهماته أمس علي حمص وحماة وإدلب وريف دمشق ودير الزور, وذلك قبل أيام من موعد انسحاب القوات الذي وافق عليه بشار الأسد و ذلك في إطار الخطة التي وضعها المبعوث الدولي كوفي عنان. . والتي حددت يوم10 ابريل الجاري موعدا لسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن ويوم12 ابريل لوقف إطلاق النار بشكل نهائي. واشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة وأطلقت النار علي ثلاث مناطق علي الاقل هي بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق ومدينة حمص المضطربة والرستن الي الشمال من حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات السورية تقاتل الجيش السوري الحر المعارض في دوما والرستن وأيضا علي الطريق السريع الرابط بين مدينتي حمص وحماة.كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل أربعة أشخاص برصاص قوات الأمن والجيش في مناطق متفرقة في كل من حمص وحماة وريف دمشق ودير الزور.وكان ناشطون سوريون قد دعوا إلي الخروج في مظاهرات لتكريم دور النشطاء الذين قتلوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد علي مدي13 شهرا. وعلمت الأهرام- في السياق نفسه- أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قامت قبل أيام بتنفيذ مجزرة جديدة,لم يتم الكشف عنها,حيث قامت بقتل نحو50 شخصا حاولوا التسلل الي سوريا من تركيا عبر الطريق الممتد من الحدود التركية الي منطقة در كوش داخل سوريا,وأشارت المعلومات الي أن أحد المتسللين الذين تم قتلهم صحفي جزائري يحمل الجنسية البريطانية. ونقلت مصادر في المعارضة السورية عن قائد أحد كتائب الثوار في الداخل أن قوات الأسد قامت يوم أمس الأول بإبادة قرية تفتناز القريبة من الحدود التركية في ريف إدلب, التي كانت تعد أحد المناطق التي يتم استغلالها للتسلل الي داخل سوريا, وجرت عملية تهجير جماعي للأسر منها الي تركيا,بينما اضطر من تبقي من مقاتلي الثوار الي الهروب الي أماكن أخري, بعد أن تم تدمير المنطقة بالكامل, وقالت المصادر لالأهرام ان تفتناز سقطت بعد أن كان فيها أبطال كثيرون, وحتي الطيور غادرتها. وأدي قصف الجيش السوري النظامي لقري في محافظة إدلب الشمالية الغربية الي زيادة في اعداد اللاجئين السوريين. وقال مسئول تركي إن اكثر من2800 سوري عبروا الحدود أمس الأول وهو ما يزيد علي ضعف المتوسط اليومي السابق. ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو- في السياق نفسه- الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي إرسال ممثلين ليطلعوا بشكل مباشر علي الأزمة الإنسانية المتفاقمة علي الحدود التركية السورية, كاشفا عن أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلي23 الفا و800 مواطن سوري. وعلي الصعيد السياسي, واجهت سوريا ضغوطا متزايدة من كل الأطراف في الأممالمتحدة أمس الأول, بعد أن حدد المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان موعدا نهائيا دقيقا لإنهاء الصراع مع تأييد واضح للخطة من روسيا والصين وبقية أعضاء مجلس الامن الدولي. وأبلغ عنان الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من193 دولة أنه دعا الحكومة وقادة المعارضة في سوريا لإصدار تعليمات واضحة حتي تعم الرسالة أنحاء البلاد وتصل الي المقاتل والجندي علي المستوي المحلي بحلول الساعة السادسة صباح يوم12 من ابريل بتوقيت سوريا. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف في سوريا ضد المدنيين لم يتوقف وان الصراع المندلع منذ عام والذي أسفر عن مقتل الآلاف يزداد سوءا. وأضاف مون أنه رغم قبول الحكومة السورية خطة عنان, التي تتضمن مقترحات مبدئية لحل الازمة, لم يتوقف العنف والهجمات علي المناطق, فإن الوضع علي الارض يواصل التدهور. ومن جانبها, عبرتالجامعةالعربية عن أملها في تجاوب الحكومة السورية معخطة عنان بشكل حقيقي,مؤكدة أهمية تنفيذ هذه الخطة لتجنيب سقوط المزيد من الضحايا من ابناء الشعب السوري والانحدار نحو المجهول. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية إن عنان علي تواصل مستمر مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية, كما وجه تقريرا للامين العام خلال اليومين الماضيين حول مهمته ونتائج اتصالاته في هذا الصدد. وأكد أنه من المهم أن يكون التجاوب لخطةعنان حقيقيا, موضحا ان الجهود التي تبذل علي المستوي العربي والاقليمي كلها تسير باتجاه العمل علي وقف كافة اعمال العنف خاصة من جانب الحكومة السورية, والسعي كذلك الي توفير المناخ المناسب للعملية السياسية وحل هذه الأزمة في جوانبها السياسية.