قبل عام، شمر المصريون عن سواعدهم وقبلوا التحدى بالإنتهاء من حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس فى اقل من 365 يوماً. عندما أعُلن عن المشروع العملاق فى الخامس من أغسطس الماضى كان القلق من عدم الانتهاء فى الموعد المحدد يساور البعض لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى ومن خلفه كتيبة من رجال القوات المسلحة كانوا على ثقة من تحقيق الإنجاز فى موعده وتقديم هدية لشعب مصر العظيم وشعوب العالم ومثلما قدمت مصر القناة الأولى بسواعد ودماء أبنائها فى القرن التاسع عشر، جاءت القناة الجديدة لتجدد الشعور بالوطنية والانتماء لدى ملايين المصريين الذين كانوا فى أمس الحاجة إلى عمل كبير يعيد إليهم الثقة فى قدرة بلدهم على قهر الصعاب وعلى هزيمة تيارات ظلامية سعت إلى اختطاف مقدراتهم. قبل عام، كانت قناة السويس الثانية حلما جميلا، اليوم تحولت إلى واقع يليق بأحلامنا الكبيرة. بعد 48 ساعة، يجلس العالم آمام الشاشات مشدوها إلى الحدث المصرى الأكبر فى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين وستكون مراسم الاحتفال عنوان مصر الجديدة التى تريد أن تعوض ما فات من انكسارات وتضمد جراحا كثيرة وتصلح ما أفسده الدهر وتعيدنا إلى أيام الفخار والعزة والإيمان أننا شعب يصنع معجزاته عندما يريد..