لم أكن أتخيل أن سواعد الرجال يمكن أن تحقق هذه المعجزة في تلك الفترة الزمنية القصيرة، أعرف تماما أن إرادة المصريين وعزيمتهم قادرة علي صنع المستحيل، غير أن الأمر لم يكن هينًا.. عندما دعتني الشئون المعنوية للقوات المسلحة مع الزميلين محمد عبد الهادي رئيس تحرير الأهرام وفهمي عنبة رئيس تحرير الجمهورية لزيارة قناة السويس الجديدة، ساورتني أفكار عديدة، سألت نفسي وهل يمكن أن يتحقق الحلم ونعيد مجد الجدود الذين حفروا القناة بدمائهم مرة أخري؟! لم أكن في حاجة إلي التفكير كثيرا، ها هي مرافقتنا الإعلامية العسكرية 'يمني' تشير إلينا من نافذة الطائرة الهليكوبتر إلي القناة الجديدة التي تم حفرها كان المشهد رائعا. ظل الطيار يتجول بنا، بينما عيوننا تتابع هذا الانجاز الاسطوري الذي سيكون حديث العالم في السادس من أغسطس المقبل.. عندما هبطنا في مدينة الإسماعيلية وعلي بعد دقائق عديدة من القناة، مضينا إلي هناك، التقينا الرجال، أشار ضابط كبير إلي مكان المنصة الرئيسية لتي ستشهد الاحتفال علي الجانب الآخر من ضفة القناة الجديدة. أرقام ورجال، امكانات بشرية، تعمل ليل نهار، رجال وقادة عسكريون أخذوا علي عاتقهم تحويل الحلم إلي حقيقة. بعد شرح مسهب من كبار المسئولين بالمواقع المختلفة، كان ختام اللقاء وسط العاملين بمدينة الاسماعيلية الجديدة، الشمس الحارقة لم تمنعهم من مواصلة العمل، كان اللواء طارق السيد يتابع كل كبيرة وصغيرة، ينادي الرجال بأسمائهم، قال سنسلم في أغسطس 34 ألف شقة كمرحلة أولي. كانت تلك أيضا هي معجزة جديدة، الكل يعمل ليل نهار، الرئيس قرر أن يفتتح تلك المدينة في نفس التوقيت أيضا.. لن أتحدث عن فوائد حفر قناة جديدة لمصر وللعالم، فالفريق مهاب مميش رئيس القناة واللواء كامل الوزيري رئيس أركان الهيئة الهندسية والمشرف علي مشروع القناة والشئون المعنوية للقوات المسلحة لم يتركوا لنا فرصة، أنهم يتواصلون مع الإعلام، يقدمون الحقائق بلا مبالغة. ساعات قليلة قضيناها هناك، لكنها تقدم الصورة المبهرة، تمنحنا المزيد من الثقة في الذات، تؤكد لنا أن مصر قادرة علي تجاوز المستحيل وتبعث فينا روح التحدي من جديد. أنني أدعو كل مصري، ادعو المحبطين والمنتقدين، أن يذهبوا إلي هناك، ليروا كيف تحقق الحلم علي أرض الواقع، وكيف استطاع الرئيس السيسي أن يفجر طاقة كافية في المصريين، لتتحقق المعجزة في فترة لا تزيد عن العام؟!