أدهشنى التغيير الجديد لإسم اليخت الرئاسى ملك الدولة "الحرية"، وتسميته مرة ثانية بالاسم القديم "المحروسة" الذى يرمز لعهد ثار عليه المصريون ونبذوه. إن هذا اليخت كان رمزا لاستغلال الملك فاروق أموال هذا الشعب لمصلحته الشخصية، وقد ثارت بسببه مشاكل كثيرة فى الوزارة والبرلمان. وكما يقول عبدالرحمن الرافعى فى كتابه "مقدمات ثورة 23 يوليو 1952".. أمر فاروق بإصلاح اليخت المحروسة على حساب الدولة، وطلب فتح اعتماد أول بمبلغ مليون جنيه لهذا الغرض، فرفض محمود فهمى النقراشى الطلب. وكتب الى الخاصة الملكية يقول: "فى هذا الوقت الذى تفتك فيه الشيوعية بعقول الشباب المصرى، ويشتد التذمر من الفاقة التى تحيط بأفراد الشعب، فإن الناس لن يقبلوا منا التفكير فى مثل هذا العمل؛ ولذلك فإنى لا أستطيع – ما دمت رئيسا للوزارة– أن أوافق على طلب هكذا، واستقالتى بين يدى جلالتكم". وبعد اغتيال النقراشى فى ديسمبر 1948 على يد الإخوان المسلمين، عاود فاروق طلباته تدريجيا حتى أجيب. وبلغ ما أنفق على إصلاح هذا اليخت العتيق مبلغ مليون ونصف من الجنيهات فى الترسانة البحرية بجنوة فى إيطاليا، ذهب الجانب الأكبر منه الى فاروق وعملائه، وكان وسيطاه فى هذه الصفقة أنطونيو بوللى الكهربائى بالقصر، وإدموند جهلان أحد سماسرته. وكان ذلك بعد مشادة فى البرلمان تزعمتها المعارضة فى أثناء وزارة الوفد برئاسة مصطفى النحاس، وذلك وسط الاستهجان الشعبى. وقد تم تغيير الاسم الى "الحرية" عقب عودة اليخت الى مصر بعد أن غادر الملك فاروق على متنه منفيا خارج البلاد فى 26 يوليو 1952، ثم أمر مبارك فى عام 2000 بعودته الى اسمه الأول! فهل نحن الآن فى عهد "الحرية" أم "المحروسة"؟! لمزيد من مقالات د.هدى جمال عبدالناصر