خلال جولة ل «الأهرام» داخل موقع قناة السويس الجديدة وتفقد موقع الاحتفال المنتظر يوم الخميس المقبل، كشف الفريق مهاب مميش عن تفاصيل برنامج الاحتفال بالقناة، حيث أكد أن الحدث سيكون مصريا خالصا، كما كشف عن رؤيته للشباب المشاركين فى تنفيذ المشروع وقيمته بالنسبة لمصر. وحول تفاصيل برنامج الاحتفال، أوضح مميش أنه تمت إقامة 30 منصة سيمثل فيها فئات الشعب المصرى بالكامل بما فيهم أسر الشهداء وأبنائهم وكل من ضحى فى سبيل الوطن تكريما وتخليدا لذكراهم، كما ستخصص منصة للإعلاميين والصحفيين وأخرى لملوك ورؤساء الدول والشخصيات الهامة. وأشار مميش إلى أن الحفل سيبدأ باستقلال الرئيس عبد الفتاح السيسى سفينة «المحروسة» فى عرض بحرى تتوسطه السفينة وأمامها وخلفها وحدات بحرية مختلفة، كما سيتم مراعاة تطبيق الاحتفالات والتقاليد البحرية العالمية، بالتزامن مع انطلاق عروض جوية ضخمة تضم طائرات الرافال وإف - 16. وكشف أنه من المنتظر أن يصطحب الرئيس السيسى معه على ظهر سفينة «المحروسة» عددا من المصريين الذين يمثلون مختلف طوائف الشعب بمختلف فئاتهم العمرية كتمثيل شعبى باعتبارهم أصحاب الحدث. وأوضح أنه عند وصول سفينة «المحروسة» لنقطة الوصول سيصطحب الرئيس الضيوف ورؤساء وملوك الدول إلى المنصة الرئيسية، وسيتم عزف السلام الجمهورى واستعراض حرس الشرف ليبدأ الاحتفال بعدها بعرض فيلم وثائقى حول الفترة التى مر بها المشروع منذ إعطاء الرئيس إشارة بدء حفر القناة الجديدة حتى مرور أول سفينة بها. وأشار الفريق مميش إلى أنه سيلقى كلمة ترحيب بالضيوف سيعرض تقريرا مبسطا عن أعمال حفر القناة الجديدة، كما سيدعو الرئيس السيسى للتوقيع على وثيقة بدء تشغيل القناة الجديدة. وعقب كلمة مميش، سيلقى الرئيس السيسى كلمة للعالم والشعب المصرى يختتمها بعبارة «نحن عبد الفتاح السيسى نأذن ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة»، حيث تمر بالتزامن قافلة من ثلاث سفن بالقناة. وعقب كلمة الرئيس، سيتم عرض أربع أغنيات تعبر عن فرحة المصريين بالحدث بالتزامن مع التقاط صورة تذكارية للرئيس السيسى مع ملوك ورؤساء الدول وفى الخلفية قناة السويس الجديدة . وأوضح مميش أنه عقب الصورة التذكارية يعود الرئيس والضيوف إلى فندق «ميركور» لحضور مأدبة العشاء. وعقبها، ينتقل الرئيس السيسى وجميع الضيوف إلى المنصات لحضور الحفل الغنائى الليلى الذى يتضمن حفلا للأوبرا تغنى خلاله مجموعة من الشباب المصريين الأغانى الوطنية الخالدة، كما يعزف خلاله الموسيقار العالمى عمر خيرت مقطوعات موسيقية مصرية وعالمية ، ثم مشهد النصر من أوبرا عايدة بالتزامن مع إطلاق الألعاب النارية. وعقب انتهاء الحفل سيصعد جميع المشاركين فى الحفل إلى المسرح لعزف السلام الوطنى إيذانا باختتام الاحتفالية الكبرى، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتم اليوم إجراء بروفة على الشكل النهائى الذى سيتم عرضه خلال الحفل. وأكد مميش أن الرئيس يركز بشدة على إجراءات تأمين الاحتفال، حيث قال مميش: «لن نسمح حتى بكسر ضافر مدعو واحد». وأوضح أنه من المقرر أن يعلن الرئيس خلال الحفل تدشين مشروعات تنموية جديدة، كما سيكلف مميش بتكليفات جديدة بدء من 7 أغسطس. وأشار إلى أن الحفل الأول لبدء حفر قناة السويس حفر فى ذاكرة التاريخ ونهدف إلى أن يحفر حفل الافتتاح أيضا فى ذاكرة التاريخ. وحول مشروع القناة الجديدة، كشف الفريق مميش عن إعجابه الشديد بالشباب المشاركين فى المشروع، مشيرا إلى أنه تعامل للمرة الأولى خلال المشروع مع الشباب المدني، واصفا إياهم بشباب واعدين وقمة فى الشجاعة والانضباط، معربا عن فخره بالتعامل معهم، مشيرا إلى أن الجميع مدنيين وعسكريين كانوا يعملون على قلب رجل واحد بما يؤكد أن الجيش من الشعب وأن الشعب من الجيش وأن الجميع أدوا دورهم على أكمل وجه. وأشار مميش إلى ان المصريين قادرون على الإنجاز، موضحا أن الفكرة مصرية خالصة والقرار مصرى خالص والتخطيط مصرى والتمويل مصرى وهو سر نجاح المشروع. وأضاف أنه لولا التمويل الشعبى للقناة لكانت مصر فى موقف صعب، مؤكدا الحفاظ على أموال الشعب المصرى بصورة كاملة. وكشف عن أنه لم تخصص ميزانية الدولة مليما واحدا للاحتفال، مشيرا إلى أنه تم فتح باب التبرع للمشاركة فى تكاليف الحفل، حيث تم تلقى تبرعات ضخمة من مختلف فئات المصريين٫ سواء من قبل المصريين الشرفاء أو رجال الأعمال الذين تبرعوا بالملايين. واستبعد مميش أن تصل تكلفة قناة السويس الجديدة إلى 30 مليون دولار كما تردد مؤخرا، مشيرا إلى أن هذا الرقم مبالغ فيه تماما وأن الرقم الفعلى الذى يتم حسابه الآن يقل كثيرا عن هذا الرقم. وقال إن النجاح فى حفر القناة يرجع إلى التخطيط السليم منذ البداية إلى النهاية والانضباط وتوزيع المهام داخل الخطة دون تدخلات بين الإدارات المختلفة. وكشف أن التحالف المنفذ لأعمال القناة كان يقاوم فكرة تجربة التشغيل فى القناة الجديدة بسفن عملاقة، إلا أن مميش أصر على هذه التجربة على أن تكون عبر قافلتين فى الاتجاهين. وأشار إلى أن هذه التجربة تعد أسعد يوم فى عمره، على حد وصفه، مشيرا إلى أنه تحمل المسئولية كاملة وأدى المهمة بنجاح. وأكد مميش أن السفن التى تمر فى القناة أمانة فى رقبتنا ويجب أن نحافظ على أمنها وسلامتها لأن السفن تحمل بضائع لشعوب شقيقة وصديقة. وأشار إلى أن فرحة المصريين فرحة مستحقة، قائلا: «من الواجب أن نمسح عن مصر دموعها بعد أن بكت مما حدث لها خلال السنوات الماضية والكثير يرغبون فى حضور حفل الافتتاح ومن المهم أن يعبر الحفل عن مصر وما يحدث فى مصر». وأوضح أن الاحتفال يرسل رسالة بعالمية الحدث وأن مصر تخدم العالم أجمع، حيث تمر سفن كل دول العالم من خلال هذا الشريان الحيوي. وردا على سؤال حول عدد الكراكات المشاركة فى تنفيذ المشروع، قال إن المشروع تضمن تنفيذ أكبر عملية تكريك فى التاريخ بإجمالى 45 كراكة التى تمثل 75% من عدد الكراكات فى العالم. وأوضح أنه تم التفاوض مع بعض الشركات المالكة للكراكات باستمرار عملها فى مشاريع أخرى بتكلفة منخفضة بدلا من استئجار كراكات جديدة. وأضاف أن ضغط الوقت الذى تم خلاله تنفيذ المشروع قطع فكرة تنفيذ أى قنوات جديدة فى المنطقة، مشيرا إلى أنه لو كان قد تم تنفيذ المشروع على مدار 3 سنوات كانت ستظهر خلاله قنوات جديدة فى المنطقة. وخلال شرحه لفكرة قناة السويس الجديدة، عرض الفريق مميش فيلما تسجيليا حول مراحل تنفيذ المشروع، وقال إن هذه الفكرة تعتمد على النظرة المستقبلية لوضع مصر وتصنيفها الدولى كممر ملاحى عالمي. وأشار إلى أن القناة الجديدة تقلص الوقت للسفن المارة وهو ما يعنى تقليل استهلاك الوقت والوقود، وبالتالى وصول بضائع تلك السفن للجهات المحددة بشكل أسرع. وأوضح أن مصر لا تفرق بين علم دولة وعلم دولة أخرى ولا يتم منع أى سفن سوى التى تحمل مخدرات أو متورطة فى تجارة الرقيق أو سفن تابعة لدول فى حالة حرب معلنة ضد مصر. وحول وجود هيكل إدارى يدير مشروع تنمية محور القناة، أكد مميش أن الرئيس سيصدر قرارا جمهوريا خلال الفترة المقبلة بأن تقوم هيئة قناة السويس بأعمال الهيئة التى ستشرف على مشروع تنمية محور القناة بشكل مؤقت حتى يتم تشكيلها. وأضاف أن هيئة قناة السويس لديها إدارات مالية وتنفيذية جاهزة لتشغيل وإدارة مشروع تنمية محور القناة حتى تستقر الأمور ويتم تشكيل الهيئة الجديدة، كما أوضح أنه سيتم إصدار قرارات من مجلس الوزراء بتحديد المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة التى ستعمل فى إطار المشروع. وحول فرص العمل التى سيوفرها المشروع، قال مميش إن مشروع محور تنمية قناة السويس سيوفر أكثر من مليون فرصة عمل بحلول عام 2030. وحول إمكانية إقامة مصانع تصنيع السيارات فى محور تنمية القناة، أكد أن الدخول فى مرحلة التصنيع يحتاج إلى خبرة كبيرة وعمالة مدربة تدريبا محترفا لإنتاج سيارات متطورة تنافس فى السوق المصرية، مشيرا إلى أنه سيتم الاستعانة بشركات ذات خبرة فى هذا المجال، حيث إن صناعة السيارات تقوم حولها 30 صناعة مكملة أخرى. وأكد أنه بعد فترة من الزمن سيتم تصنيع سيارة مصرية خالصة تنافس فى السوق المصرية، حتى لا تتكرر تجربة السيارة نصر 128 التى قامت مصر بتجميعها فقط ولم تقم بتصنيعها. وردا على سؤال حول منافسة منطقة مشروع محور تنمية قناة السويس لمنطقة جبل على بالإمارات، أكد مميش أن الإمارات دولة عزيزة على مصر ولن تنسى مصر وقوفها بجانبها مؤخرا، موضحا أن الجانب الإماراتى كان له توجيهات واضحة بضرورة إنجاح مشروع قناة السويس الجديدة. وأكد أن مصر لديها الحق فى تطوير نفسها، مشيرا إلى أن الشركة الإماراتية العاملة فى مشروع قناة السويس كانت تعمل بمنتهى الانضباط.
