حقائق الواقع والتاريخ تقول إنه من المستحيل أن يفترق البلدان الشقيقان الكبيران، مصر والسعودية، اللذان يمثلان قطبى الأمة العربية والإسلامية، وركيزة الأمن القومى العربى ورمانة الميزان فى المنطقة، أو أن تكون هناك قوة على الأرض قادرة على أن تفرق بينهما أو تتصور أنه يمكنها المساس بالروابط التاريخية وأواصر القربى الممتدة عبر القرون بين البلدين الشقيقين وشعبيهما، وذلك لأسباب عديدة يطول ذكرها وعوامل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها. وجاء «اعلان القاهرة» الذى صدر عقب مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولى ولى عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بالقاهرة أمس الأول ليؤكد قوة ومتانة العلاقات الثنائية ورسوخها رسوخ الجبال الرواسى ويرد بقوة على بعض المحاولات اليائسة والفاشلة لدق الأسافين بين البلدين الشقيقين واطلاق الشائعات لتوتير الأجواء بينهما وتعكير صفو العلاقات والروابط التاريخية الوثيقة ومحاولة النيل منها، ويؤكد فشل رهانات بعض القوى والدول لاختراق هذه العلاقات ومحاولة اضعافها. كما كان حضور الأمير محمد بن سلمان حفل تخريج دفعات فى الكليات والمعاهد العسكرية وترحيب الرئيس السيسى به فى كلمته خلال الحفل رسالة قوية ومعبرة عن عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وتأكيد العزم والإرادة المشتركة لدعمها وتوطيدها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، وكما قال الرئيس إن حضور الأمير محمد بن سلمان رسالة مهمة للشعوب العربية نؤكد من خلالها أننا سوف نكون دوما معا فى مواجهة التحديات، مضيفا أن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومى العربى وأن الشعوب العربية لن ترانا إلا معا. وفى اطار تأكيد عمق العلاقات والسعى إلى دعمها وتعزيزها اتفق الجانبان المصرى والسعودى على عدة آليات فى هذا الصدد، أهمها تطوير التعاون العسكرى والعمل على انشاء القوة العربية المشتركة وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات فى مجالات الطاقة والكهرباء والنقل وتحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين والعمل على جعلهما محورا رئيسيا فى حركة التجارة العالمية وتكثيف التعاون السياسى والاقتصادى والاعلامى بينهما لتحقيق الأهداف المرجوة فى ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين ومواجهة التحديات والأخطار التى تفرضها المرحلة الراهنة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام