نحن المصريون نريد أن نعيش في هذا العالم المضطرب سعداء لذا أصبح يتعين علينا ان نراجع جذورنا وتاريخنا وأخلاقياتنا وحضارتنا القديمة فنتأمل أقوالهم ونتعرف علي سبب ازدهار تلك الحضارة العريقة التي كانت نتيجة لعلاقة حميمة ربطت الانسان القديم بنهر النيل شريان الحياة لمصر التي أصبحت به «هبة النيل» ونذكر هنا ما جاء في كتاب الموتي عند قدماء المصريين حيث يقول المصري مبرئا نفسه يوم الحساب (أنا لم ألوث مياه النيل). هذا النهر الذي يتدفق من هضبة اثيوبيا (يمثل 84% من اجمالي تدفق النهر) ويأتي الينا هادئا داخل ارضي مصر حاملا بين جنباته مياهه العذبة واليوم نتساءل ماذا فعلنا بهذا النهر العظيم خلال القرن الأخير بات الامر يدعو الي القلق والحزن نتيجة الممارسات الخاطئة للانسان التي ادت الي تلوث النهر وصرف المخلفات علي مجراه حتي أصبح ماؤه مسكوبا بالرمم بجانب الاعتداء علي حرمه بالردم والبناء رغم صدور القانون رقم 48 لسنة 1982 وقانو ن البيئة رقم 9 لسنة 2009 بشأن حماية نهر النيل والممرات المائية. وأخيرا ادركت الحكومة الخطر القادم من ازمة المياه العالمية وكانت المبادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وقع (وثيقة النيل) لانقاذ النهر من الموت البطيء وايذانا بإطلاق الحملة القومية لحمايته ولزيادة وعي الناس وحثهم علي الحفاظ عليه وترشيد وتعظيم الاستفادة من مياهه وتشديد العقوبة لتصل الي الجناية وليس الجنحة مع الحفاظ علي حقوق مصر التاريخية من مياه النهر (55٫50 مليار م 3 سنويا) خاصة مع بناء سد النهضة الاثيوبي لذلك فإن ادارة الموارد المائية تتطلب منا وعيا حقيقيا واحتراما لقانون البيئة لأنه طوق النجاة من وصول مصر الي حالة العطش والجوع. محاسب فوزى بغدادى الإسكندرية