في مشهد تاريخي مهيب عبرت 3 سفن عملاقة أمس قناة السويس الجديدة في اول تشغيل تجريبي لهذه القناة ولتتجه انظار العالم بكاملة إلي الافتتاح الرسمي لها يوم 6 اغسطس المقبل، إيذانا بوجود شريان جديد لمصر والعالم، تم حفره وتدشينه بأموال وسواعد المصريين. إن هذه القناة الجديدة تعبر بصدق عن ارادة المصريين عندما يرغبون في بناء مستقبلهم، وهي ارادة تجلت في مواقف كثيرة عبر تاريخ مصر الحديث وكانت نقطة تحول مهمة لمسار الاحداث، وظهر ذلك عند بناء السد العالي، وعمليات اعادة بناء الجيش المصري عقب نكسة 1967 ليستطيع تحقيق النصر في 1973، ويظهر اليوم ونحن نبني مصر الجديدة التي تبهر العالم بصورها وقدرتها علي التعبير ومواجهة كل المعوقات من الفاشية إلي الإرهاب . وإذا كانت هناك فائدة اقتصادية مباشرة من خمسة مليارات دولار سنويا، سترتفع بعد القناة الجديدة إلي 15مليار دولار بحلول عام 2023. فإن الفائدة الأكبر هي في اعادة تخطيط إقليم قناة السويس بكاملة ليتحول إلي مركز صناعي ولوجستي دولي، من المتوقع أن يمثل نحو ثلث حجم الاقتصاد المصري . لكن الدرس الأهم من تنفيذ مشروع حفر القناة الجديدة في وقت قياسي لايتعدي سنة، هو أننا نملك المقومات اللازمة للنهوض بمصر في مختلف المجالات، وفي زمن قياسي لايتوقعه أحد، إذا توافر حسن الإدارة والإرادة والاستغلال الامثل للموارد، وهو مافعلته القوات المسلحة في مشروع قناة السويس الجديدة، ومانحتاجه من جميع الجهات والافراد لبناء مستقبل واعد لمصرنا الحبيبة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام