بعد أربعة أيام على الهجوم الانتحارى على بلدة "سورتش"، شن سلاح الجو التركى أمس أولى غاراته على مواقع تابعة لتنظيم"داعش" الإرهابى فى سوريا، حيث قصفت ثلاث مقاتلات من طراز "إف-16" ثلاثة مواقع فى المنطقة الحدودية المقابلة لمدينة "كيليس" جنوبتركيا. وذكرت محطة "إن.تي.في" الإخبارية التركية أن القرار تم اتخاذه بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة وذلك خلال اجتماع أمنى عقد برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو فى القصر الجمهوري، وبمشاركة الجنرال نجدت أوزال رئيس هيئة الأركان العامة، وقادة أفرع القوات المسلحة، ووزير الداخلية، ورئيس جهاز المخابرات ومدير الأمن العام. وتركزت أعمال الاجتماع حول التدابير الأمنية تجاه العمليات الإرهابية التى شهدتها تركيا من قبل منظمة حزب العمال الكردستانى داخليا وتنظيم داعش خارجيا. وأضافت المحطة الإخبارية أن قرار القصف الجوى وتدمير مواقع داعش القريبة من الحدود التركية تم اتخاذه بعد تلقى جهاز المخابرات معلومات عن تجمع لأعضاء من التنظيم الإرهابى فى منطقة قريبة من الحدود التركية. وتم تنفيذ العملية الجوية وفقا للصلاحية التى يتمتع بها الجيش التركى الممنوحة له من قبل البرلمان التركى بتاريخ 2أكتوبر الماضى لشن عمليات عسكرية خارج الحدود فى الحالات الضرورية والقصوى. كما استهدفت العملية أيضا عناصر من حزب العمال الكردستانى الذى أعلن تبنى مقتل شرطيين الأربعاء الماضى فى بلدة جيلان بينار على الحدود مع سوريا، ردا على هجوم سورتش. وقال التليفزيون الحكومى إن الطائرات التركية التى أقلعت من قاعدة عسكرية فى بلدة"ديار بكر"لم تنتهك المجال الجوى السورى وإنها قصفت من داخل المجال التركى المواقع المستهدفة فى بلدة سورية مجاورة لبلدة كيليس التركية. جاء هذا فى الوقت الذى شنت فيه وحدات مكافحة الإرهاب حملة مداهمات أمنية شملت 13محافظة فى مقدمتها إسطنبول وبورصا وأزمير بتوقيت متزامن صباح أمس، حيث تم القبض على 251شخصا من المشتبه فى انتماءهم لتنظيم "داعش" ومنظمتى حزب العمال الكردستانى الانفصالية وجبهة التحرير الشعبية الثورية اليسارية المحظورة. لكن من جانبه، قال أوغلو - فى مؤتمر صحفي- إن 297شخصا بينهم 37أجنبيا اعتقلوا خلال المداهمات التى نفذت فى أنحاء مختلفة من البلاد. وأضاف أن العملية أعقبت غارات جوية نفذتها مقاتلات تركية ضد التنظيم الإرهابى فى سوريا ونجحت فى تدمير أهدافها بالكامل. وأشار إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات ملموسة تجاه داعش خلال الأيام المقبلة بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة. وأوضح إن العمليات الأمنية ضد تنظيم"داعش" والمتشددين اليساريين والأكراد ليست عملية منفردة لكنها تأتى فى إطار حملة شاملة وستستمر. وأكد أن الجيش التركى لم يدخل الأراضى السورية لتدمير أهداف تابعة للتنظيم، لكنه تم قصفها من داخل الأراضى التركية. وفى أول رد فعل على الهجمات، قال الرئيس التركى رجب طيب إردوغان إن الضربات التركية لقواعد تنظيم"داعش" فى شمال سوريا ما هى إلا "خطوة أولى". وأوضح:"كان على تركيا أن تتخذ خطوة مختلفة نظرا للمستجدات فى شمال سوريا". وأكد أردوغان -للصحفيين فى إسطنبول- أنه "على الجماعات المتشددة أن تلقى أسلحتها أو أن تواجه العواقب"، مشيرا إلى أن:"الاجراءات ضد المتشددين من الأكراد واليساريين ستستمر". وفى غضون هذا، أكدت رئاسة الوزراء -فى بيان لها- أن الدولة التركية عازمة على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل حماية أمنها الوطني. وسيقوم مركز التنسيق التابع لرئاسة الوزراء والجهات المعنية بتقديم المعلومات اللازمة للرأى العام التركى فى توقيته. وعلى الصعيد الدولى، رحب جيم أوزدمير رئيس حزب الخضر الألمانى المعارض بالتحول فى سياسة الحكومة التركية تجاه الحرب ضد "داعش". وقال أوزدمير فى تصريحات لإذاعة "برلين-براندنبورج" الألمانية إن القرار جاء متأخرا للغاية، مضيفا أن تركيا ساهمت فى تصعيب مكافحة داعش لفترة طويلة. وقال أوزدمير: "السماح باستخدام قاعدة انجرليك حاليا، وشن السلاح الجوى التركى بنفسه ضربات جوية على داعش قد يكون تغيير فى قواعد اللعبة". على جانب آخر، وصل آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى إلى أربيل عاصمة أقليم كردستان العراق فى زيارة غير معلنة. واجتمع كارتر خلال الزيارة مع مسعود البرزانى رئيس الإقليم، كما قام بتفقد القوات الأمريكية التى تقدم المشورة والتدريب لقوات الأمن الكردية فى المنطقة المعروفة باسم البشمركة. وجاءت زيارة كارتر لأربيل بعد يوم من زيارة لبغداد للاجتماع مع الزعماء العراقيين الذين يعكفون على وضع خطط لاستعادة مدينة الرمادى من أيدى تنظيم"داعش".