في تدهور جديد للأوضاع في اليونان, اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين آلاف المتظاهرين اليونانيين وقوات مكافحة الشغب في العاصمة أثينا عقب انتحار مواطن في السابعة والسبعين من عمره أمام البرلمان. احتجاجا علي إجراءات التقشف التي تفرضها الحكومة لمواجهة أزمتها المالية. وأشارت وسائل الإعلام إلي أن الصيدلي البالغ من العمر77 عاما صرخ قبل أن يرمي نفسه بالرصاص قائلا,إنه لا يريد لأولاده ان يعشيوا في الفقر, وترك رسالة مفادها أن الحكومة اليونانية قضت علي أي أمل له في مواصلة الحياة بشكل كريم بعد تخفيض معاشه, فاضطر للانتحار قبل أن يضطر للبحث عن الطعام في صناديق القمامة. وشبه حكومة البلاد بالنظام الذي فرضه الاحتلال النازي علي اليونان إبان عام.1941 وفي غضون دقائق, انطلق آلاف المتظاهرين للشوارع ليضعوا الزهور ويضيئوا الشموع في موقع انتحار المسن اليوناني,تاركين رسائل تحث الشعب علي الانتفاضة في وجه الحكومة, واندلعت الاشتباكات العنيفة في أعقاب إلقاء المتظاهرين الزجاجات الحارقة علي قوات الشرطة ورشقوهم بالحجارة, وهو ما دفع الشرطة لاستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. يذكر أن ميدان ساينتجما ظل علي مدي العامين الماضيين الطريق الأساسي لمرور كل المظاهرات والمسيرات المنددة بالاجراءات التقشفية التي تفرضها الحكومة لإنقاذ البلاد من إعلان إفلاسها. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة المالية اليونانية اعتزامها مبادلة سندات حكومية تصل قيمتها إلي20 مليار يورو. ضمن صفقة مبادلة السندات مع دائني القطاع الخاص التي خفضت الدين اليوناني بقيمة الثلث. وأضافت أنها ستؤجل اتمام المرحلة الاخيرة من الصفقة الي20 ابريل الحالي لإعطاء مهلة لمن لم يشارك في المبادرة لاتخاذ قرار نهائي. وكانت الحكومة اليونانية قد أجلت الموعد النهائي للصفقة مرتين من قبل. ومن جانبه, دافع وزير الخزانة الأمريكية تيموثي جيثنر عن موقف بلاده من عدم المشاركة في حزم الانقاذ الاوربية, مؤكدا أن أوروبا لديها ما يكفي من الموارد لحل أزمة الدين العام. وقال في مؤتمر بولاية شيكاجو: إن زعماء أوروبا تعهدوا فيما مضي بأنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لإنقاذ منطقة اليورو, وأعتقد أنهم لديهم الموارد الكافية والقدرة علي فعل ذلك. وعلي الصعيد نفسه, أكد جيثنر- في مقابلة تليفزيونية- أن المخاوف بشأن ايران وأسعار النفط المرتفعة إلي جانب تداعيات أزمة الديون الأوروبية تعد من أكبر التهديدات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي. وأوضح أن هناك مخاوف حقيقية لدي الإدارة الأمريكية بشأن إيران وأسعار النفط التي لا يشعر بها سوي المواطنيين في مواردهم المالية اليومية. وتابعذلك بالإضافة إلي أن اوروبا ما زالت تواجه فترة شديدة الصعوبة وحافلة بالتحديدات, ومن المرجح ان يكون لديها نموا ضعيفا فيما سيؤثر علي الاقتصاد الامريكي.