دخل السينارست والروائى عبدالرحيم كمال أرض القصة القصيرة بأولى مجموعاته القصصية «أنا وأنت وجنة وشهد» الصادرة مؤخرًا , كغريب يبحث عن اسمه، عن بيت كان لعائلته أو عن رمز الطريقة الصوفية الحائر فى تفسيره. كمال (44 سنة) الذى لمع اسمه كسيناريست بعد مسلسله الثانى «شيخ العرب همام.. آخر ملوك الصعيد» كرس لنفسه بأعمال فنية هامة هي: سيناريو فيلم «على جنب يا أسطى» ومسلسل «الرحاية» والخواجة عبدالقادر و«دهشة», وهى أعمال صنعت منه كاتبًا متمكنا فى فن السيناريو، إلا أن عبدالرحيم كمال قرر أن يدخل فن القصة، بتهيب شديد لذلك الفن الأدبى الراسخ، كمبتدئ يسعى للتجريب فى 26 قصة، هى عدد نصوص المجموعة. للنص الأدبى عتباته، فبالنظر إلى عنوان المجموعة القصصية «أنا وأنت وجنة وشهد» التى تحمل اسم أحد نصوصها، سنجد أنها قصة تنتمى إلى الواقعية الذاتية، يحكى الكاتب فيها عن علاقته بابنتيه جنة وشهد، ويبدو السارد وكأنه يبحث فيهما عن ملامحه/ طباعه الشخصية, مجترًا علاقته السابقة بأبيه، عبر حادثة تجرى فى حياة الطفلتين بمدرستيهما. هذا الخط من البحث عن الذات هو المسيطر على أجواء المجموعة، التى تبدأ صفحاتها ب «البسملة» المكتوبة بخط «الرقعة», وهى تحيلنا إلى خلفية الكاتب الصوفية التى تظهر بجلاء فى أعماله الدرامية، فالمجموعة تبدأ بقصة «حارس المسطاح», وهى قصة لا يعدم فيها الكاتب الإشارة إلى الصعيد بعوالمه الشديدة الخصوصية التى توحى بسرد تفاصيل حياته منذ كان طفلا, متدرجًا بالقارئ بعد ذلك إلى ما هو أبعد من مراحل حياته المختلفة، إلا أن ذلك لا يتم, سواء بالنسبة لترتيب القصص فى المجموعة - والتى تختلف كثيرًا فى خطابها بين ضميرى المتكلم و الغائب - أو التيمات السردية المطروحة فى النص، فلا تيمة سردية ثابتة فى الكتاب، إنما يبدو «كمال» كمن يسعى لتجريب كل التقنيات كما يجنح فى كثير من الأحيان إلى تدوين الخاطرة الرمزية، فيجد قارئ المجموعة أنه - فى النهاية - أمام عمل لا يطلعه على نفس كاتبه وحياته كما أوحت عتبات النص، وإنما هو عمل يلقى بقارئه كلية إلى هواجس كاتبه الفنية والوجودية!. الكتاب: أنا وأنت وجنة وشهد المؤلف: عبدالرحيم كمال الناشر: دار «غراب» 2015