«خطف الأطفال والتجارة بأعضائهم» أصبحت قضية مهمة تمس المجتمع فهناك الكثيرون ممن يختفى أبناؤهم فى ظروف غامضة وعلى إثرها يتغير مصير حياتهم من هدوء واستقرار إلى أقصى درجات الاستنفار والتوتر .. «الأهرام» حرص على فتح هذا الملف الخطير مع أسرة مسلسل «ذهاب وعودة» الذى وضعه الجمهور ضمن أهم المسلسلات التى تعرض هذا العام, والتقت أبطال العمل فالكل بدا مهموما بكشف كواليس تلك القضية ضمن أحداث المسلسل فى سياق شيق ملئ بالإثارة والغموض. كان على رأس اللقاء من أبطال العمل النجوم أحمد السقا ومجدى كامل وإنجي المقدم وفريال يوسف وإيهاب فهمى وإسلام جمال والمخرج أحمد شفيق والسيناريست عصام يوسف والمنتج صادق صباح والناقدة أنس الوجود رضوان التى بدأت بتوجيه الشكر لأسرة العمل والتأكيد على أهمية القضية التى يطرحونها من خلاله وتحدثت عن نجاح كل فنان فى تجسيد دوره والاختيار المناسب من جانب المخرج لكل شخصية. في البداية قال الفنان أحمد السقا أن قصة المسلسل مستوحاة من مجموعة قصص واقعية تمس قطاعا كبيرا من المجتمع ممن يتعرض أولادهم للاختطاف أو الاختفاء, مؤكدا أن المسلسل لم يكتب بتوجيه من أى أجهزة أمنية نافيا تعرضهم لأى ضغوط أو مضايقات بل كان هناك الكثير من التعاون, مشيرا إلى أن المسلسل لا يمجد لأى قضية بقدر ما يمجد لأخلاقيات المواطن والمواطنة المصرية. عن مدى تخوفه من خوض تجربة درامية جديدة أكد السقا: دائما ما أبحث عن عمل يحترم المتلقى، وأعتقد أننا فى الفترة الحالية محتاجون إلى عناصر إيجابية، وكنت من الممثلين الذين ألقوا الضوء على موضوع العشوائيات فى فيلمى «الجزيرة» و»إبراهيم الأبيض»، وهوجمت بسببها، وحاليا أسلط الضوء على قضية مهمة تعمل عليها جهات عديدة داخل الدولة، أقدمها من خلال خلق وقيم، وهو شئ لا يعيبنى، وأنا هنا لا أتحدث عن فن نظيف أو غير نظيف .. «الدراما تفرض نفسها فى النهاية». وعن سر عودته للدارما بعد «خطوط حمراء» قال: أفكر جيدًا فى اختياراتى، وأعتبر نفسى استثمارا للجمهور, وأفضل الدراما التى تكون مستوحاة من الواقع الذى نعيشه, ووجدت تفاصيل المسلسل دقيقة ومتعددة وكان السيناريو محسوبا بالحرف .وأشار إلى أن نجاح المسلسل جاء لتوافر عناصره المتكاملة من مخرج أثبت جدارته وسيناريو جيد وأبطال كبار ومجموعة كبيرة من الشباب الموهوب, وكذلك من هم خلف الكاميرا, وكان دورى استشاريا فى اختيار الأبطال فكيف أدير وأنا قبلت أن أدار؟ فلكل عنصر وظيفته التى يتقنها، والمخرج هو صاحب الرؤية ومَن يتحمل مسؤولية الصورة النهائية للعمل، وفخور بالتعاون مع فريق العمل، فكلنا أصدقاء على المستوى الشخصى وبيننا تفاهم أمام الكاميرا، ولا توجد بيننا عقد, و»ذهاب وعودة» بها ترابط إجتماعي رائع وعلاقات حميمية وجانب انساني وقيم بلا الفاظ خارجة او عرى وابتذال. وعن التنوع الذى حرصا على الظهور به بعيدا عن الأكشن والحركة أضاف: التنوع مطلوب ومهم وكممثل أبحث دائما عن النواقص والأدوار التى لم أجسدها، إلى أن وجدت شخصية «خالد» رجل الأعمال الناجح فى شركته الذى يعيش حياة كريمة، وينعم بالسعادة مع زوجته وابنه، ولكن لكثرة أعدائه يتم خطف ابنه بشكل مفاجئ وأعتبر هذا الدور تحديا كبيرا بالنسبة لى، ودون شك كانت هناك بعض جوانب التقصير أحتفظ بها لنفسى، وهو منهج أتبعه بعد كل عمل أجسده، وأرى عيوبى جدًا، كما أننى أهتم بالنقد فأنا بكالوريوس إخراج وتمثيل ونقد مسرحى، وأقدر هذه الكلمة جدا أما عن اسم الطفل «ياسين» فهو الاسم المكتوب فى الرواية والأن أقول إنه كان الأصح لأنه أفادنى كثيرا على مستوى المشاعر فى المسلسل رغم أننى طلبت من السيناريست تغييره، لكنه رفض. السيناريست عصام يوسف كاتب العمل أشار إلى أنه كتب مسلسل «ذهاب وعودة» بهدف توعية الناس بقضية التجارة بالأعضاء البشرية وجوانبها المختلفة, مؤكدا أن المسلسل فى الأساس رواية كنت أنتوى كتابتها للسينما ولكنى تجنبت هذه الفكرة لأن القضية مليئة بالدراما, وذهبت للسقا فى منزله لأطلعه على فكرة المسلسل وبعد موافقته قمت بتحويلها إلى مسلسل مأخوذ من قصة حقيقية قد يكون بها بعض التطويل فى الاحداث ولكنه فى النهاية عمل مكتمل جدير بالاحترام, معلنا عن أنه قام بدراسة الموضوع جيدا والبحث عن معلومات من مصادر مختلفة وجلست مع عدد من أهالى تم اختطاف أطفالهم, حتى ألتمس معاناتهم أستطيع من خلاله أن أقدم عملاً أقرب إلى الواقع، وحتى تكون حلقات العمل متجددة باستمرار. من جانبها أكدت الفنانة إنجى المقدم أن موافقتها على العمل جاءت بمجرد أن قرأت دور «غادة» بسبب كم المشاعر الهائلة فى الشخصية خاصة وأن غادة «أم» مخطوف ابنها وهى مشاعر متضاربة ما بين الأمل والخوف والقلق وإحساسها يكون مرهفا تجاه سماع أى معلومة عن ابنها المخطوف, وعن استعدادها للدور قالت: شعرت بالتحدى والقلق وتخوفت من المسؤولية الكبيرة التى أحملها. وأكدت أنه من أصعب المشاهد مشهد التعرف على جثة طفل فى المشرحة ومشهد رؤية ملابس طفلها وشعره بالحمام. أما الفنان مجدى كامل فقال: من المواقف الصعبة التى مررت بها خلال تصوير المسلسل تتمثل فى مشهد زوجته «شهيرة»، وتجسدها الفنانة فريال يوسف، عندما أجهضت حملها، مشيرًا إلى أنه تأثر به كثيرًا، وذكر أن عمل الممثل دائمًا به نوع من الإرهاق والمجهود الكبير، وهو أمر طبيعى، ولابد أن يكون الممثل متقنًا له على أكمل وجه. وأكد الفنان الشاب إسلام جمال، أن المسلسل يعد نقلة مهمة فى حياته خاصة وأن المخرج أحمد شفيق والفنان أحمد السقا قدماه بشكل جديد من خلال دور الشاب الطيب الذى يمثل جزءا كبيرا من الشباب المصريين. أما عن مجازفة منتج العمل صادق صباح فى عمل اجتماعى أكد أنه كان لديه يقين داخلي بأن العمل سينجح، بعد توفيق الله له، مشيرا إلى أن هناك نجما كبيرا يقوم ببطولة المسلسل الذى يعتبر «جوكر» دراما رمضان هذا العام، ووجود كل مقومات النجاح من إخراج وتأليف وتمثيل فلا مكان للمجازفة. وأعرب الفنان إيهاب فهمى عن سعادته بردود الأفعال عن تجسيده لدور «طارق» وهي شخصية محورية في أحداث العمل، وشخصية شريرة ولكن بشكل جديد، مؤكدا أن العمل ككل عمل يحترم المشاهد والأسرة المصرية بلا ألفاظ خارجة أو مشاهد عارية. وأشارت الفنانة فريال يوسف إلى أنها استمتعت بكواليس العمل, وشكلت «شهيرة» التى أجسدها فى المسلسل مع «سماى» الذى يقوم ببطولته مجدى كامل ثنائيا وعلاقة مميزة يغلفها الحب والصبر والمشاركة. مخرج العمل أحمد شفيق اختتم اللقاء وقال: كان هدفى الوحيد تقديم موضوع جيد نفيد به الجمهور خاصة فى رمضان، فلا أميل إلى تقديم أعمال درامية تحمل أى نوع من الابتذال، واتفقت مع المؤلف والسيناريست عصام يوسف، على ضرورة تقديم عمل مختلف يعالج قضية مهمة، وبمجرد أن طرح علينا الفكرة بدأت خطوات العمل وترشيح الأبطال، فى سرية تامة حفاظا على نجاحه، معربا عن سعادته بردود الفعل من الجمهور عن نجاح المسلسل حتى الآن. وعن الصعوبات التى واجهها قال شفيق: واجهتنى عدة صعوبات فى أثناء التصوير وهى التعامل مع جنسيات مختلفة لأبطال العمل من مصر وسوريا وقبرص وفلسطين، والأردن, فكنت دائما حريصا فى التعاملات لأنهم نجوم فى بلادهم، ومن الصعوبات التى واجهتها أيضا تصوير المشاهد الخارجية فى 3 دول مختلفة وكذلك المحافظات داخل مصر منها الفيوم وشرم الشيخ والغردقة، وتغيير الديكورات.