اختتمت قمة مجموعة "شنجهاي" للتعاون أمس أعمالها فى مدينة أوفا الروسية بإصدار استراتيجية تطوير المجموعة حتى عام 2025، والتوقيع على الإعلان الختامى الذى يحدد إطار نهج موحد للدول الأعضاء بهدف تطوير عمل المنظمة والتعامل مع القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها قضية الإرهاب. وتهدف استراتيجية 2015 إلى تحويل المنظمة إلى "مجموعة ثمانى كبار جديدة" على غرار مجموعة الثمانى الكبار الصناعية التى تضم الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الجلسة الموسعة لرؤساء بلدان منظمة شنجهاى إن المنظمة وبعد إطلاقها لعملية انضمام الهند وباكستان إلى العضوية الكاملة للمنظمة لأول مرة فى تاريخها، تعلن عن اتفاق الرؤساء حول تصعيد بيلاروسيا من شريك فى الحوار إلى وضعية"مراقب" ، فيما تقرر أيضا انضمام أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال بصفة "شركاء فى الحوار". وحول طلب مصر الانضمام إلى عضوية المنظمة، قال ديمترى ميزينتسيف الأمين العام لمنظمة "شنجهاي" فى تصريحاته ل"الأهرام" فى أوفا إن المنظمة تشكر اهتمام مصر بنشاط هذه المنظمة وتقدر طلبها الذى سوف تبحثه قريبا. وفى ختام أعمال القمة أيضا، سلمت روسيا رئاسة القمة الدورية إلى أوزبكستان. وقال الرئيس الروسى إن قمة منظمة شنجهاى تمثل مرحلة جديدة فى تطور المنظمة، ونقلت عنه شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية قوله إن تدهور الوضع فى أفغانستان يثير قلقا بالغا، منوها بأن تواجد القوات الدولية فى هذا البلد منذ 10 سنوات لم يؤد إلى أى تحسن ملموس للوضع. ومن العوامل التى تؤدى إلى تردى الوضع، أشار بوتين إلى تكثيف نشاط تنظيم "داعش" فى هذا البلد، وتنامى كميات المخدرات التى تنتجها أفغانستان. ودعا بوتين إلى إنشاء مجموعة عمل خاصة لدى هيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمنظمة شنجهاى للتعاون، معنية بمنع تمويل الأنشطة الإرهابية عن طريق تجارة المخدرات. وكانت وكالة أنباء "تاس" الروسية قد نقلت عن الرئيس الأوزبكى إسلام كريموف قوله خلال القمة أمس الأول - الخميس - إنه يجب على الدول الأعضاء تحسين الثقة لمكافحة الإرهاب الدولى والتطرف، مضيفا أن "كل الدول الآن تشعر بالقلق إزاء التهديدات المتنامية من الإرهاب الدولى والتطرف". وكانت منظمة شنجهاى للتعاون قد تأسست فى 15 يونيو 2001 فى مدينة شنجهاى الصينية، وتضم المنظمة فى عضويتها كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. والاجتماعات التى شهدتها مدينة أوفا وشارك فيها رؤساء الدول الأعضاء فى مجموعتى "بريكس" و"شنجهاي"، وكذلك "الاتحاد الأورو آسيوي" تدفع إلى تأكيد نجاح موسكو فى كسر حدة محاولات الدول الغربية لعزلها عن المجتمع الدولى بسبب دورها فى أزمة أوكرانيا. وكان الرئيس الروسى قد نجح فى أعقاب انتهاء اجتماعات "بريكس" فى اليوم الأول للقمة فى جمع كل رؤساء التجمعات الثلاثة حول عدد من الموضوعات المشتركة التى تخدم التنمية الاقتصادية وتحقق الأمن المشترك فى مجال مواجهة الإرهاب الدولى ومكافحة تهريب المخدرات والحد من الهجرة غير الشرعية وغيرها من تحديات العصر. وأشار بوتين خلال هذه اللقاءات إلى "أن هذه المنظمات الثلاث تملك كل المؤهلات لتوسيع آفاق التعاون المتبادل والاستفادة من المواد الخام الموجودة والقوة البشرية وسعة الأسواق الاستهلاكية من أجل تحقيق قفزة اقتصادية كبيرة، بشرط تعزيز التعاون المشترك، وتعزيز العلاقات مع المناطق الأخرى فى العالم".