هل جربت يوما الافطار فى حضرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ .. عندما تطأ قدميك ساحات المسجد النبوى تجد من يتزاحم عليك من أهل المدينةالمنورة حتى يقنعوك بالقدوم للإفطار فى أحد موائدهم المنتشرة داخل الحرم النبوى .. موائد الحرم تعد الأكبر على وجه الأرض، من حيث الطول وعدد المستفيدين، يفطر يوميا خلال شهر رمضان في مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام عدد كبير من الصائمين الذين تصل أعدادهم إلى ملايين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. إفطار الصائم داخل الحرم النبوي يتكون من التمر وماء زمزم الذى ينقل يوميا من مكةالمكرمة والخبز والقهوة واللبن والزبادى ونوع من البهارات يطلق عليه اسم «الدقة». المدهش حقا هو النظام الدقيق فى «تنظيف» هذه الموائد العملاقة قبل التوجه الى صلاة المغرب .. كل ذلك يتم فى دقيقة واحدة. يمتد تاريخ هذه الموائد منذ بناء المسجد النبوي قبل 14 قرنا، و تعتبر العائلات القاطنة في المدينةالمنورة موائد إفطار الصائمين إرثا تاريخيا تتناقله أجيالها. فى هذا المشهد العظيم يظهر تلاحم الأمة الإسلامية، ولا تستطيع أن تفرق بين غنى وفقير، الكل سواسية لا تفرقهم جنسياتهم ولا حتى لغاتهم، فالكل يفطر فى حضرة المحبوب.