يوجه رجال القوات المسلحة والشرطة ضربات موجعة كل يوم للإرهابيين، سواء في سيناء أو في مناطق أخري من الجمهورية، وبعد حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات والعملية الإرهابية الخسيسة في شمال سيناء منذ أيام، أخذت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية توجه ضربات استباقية لخلايا وبؤر الإرهاب، خاصة في شمال سيناء. وجاءت عملية ضبط أحد العناصر الإرهابية الشديدة الخطورة ويدعي كمال عيد سالم، خلال محاولته اقتحام أحد الكمائن بسيارة في سيناء أمس الأول، بمنزلة ضربة استباقية للعناصر الإرهابية والبؤر التي يتفرخ منها الإرهاب. وتعد الضربات الاستباقية للإرهاب عملا إحترافيا عالي المستوي، إذ إنه يعتمد أولا وأخيرا علي المعلومات التي يتم جمعها وتحليلها عن أماكن وتجمعات وبؤر الإرهابيين، وكيفية تسليحهم، وحصولهم علي التمويل المالي اللازم، والأسلحة والعمل علي قطع كل تلك الخطوط حتي يتم شل حركتهم تماما ويصبحوا عاجزين عن توجيه أي ضربات جديدة، بل وعاجزين عن تجنيد عناصر جديدة من الشباب المغرر بهم والمخدوعين بشعارات أن ذلك جهاد في سبيل الله، ومن يقتل فيه له الجنة. وبالتوازي مع الضربات الاستباقية، التي توجهها القوات المسلحة والشرطة للإرهاب، فإن تجديد وتطوير الفكر يعد ذراعا في غاية الأهمية لدحر الإرهاب، وهو أيضا بمنزلة ضربات «فكرية» استباقية لهذا الوباء العصري. وتتحمل مؤسسة الأزهر الشريف المسئولية الرئيسية في تجديد وتطوير الفكر الديني، وتنقيته من كل الأفكار التي تحض علي الكراهية والعنف والتطرف والإرهاب، وتفعيل قيم التسامح والسلام والمواطنة، وهكذا يتم الانتصار علي الإرهاب من خلال هذين المسارين اللذين يكمل كل منهما الآخر حتي يتحقق الأمن والاستقرار لمصر، والرخاء والرفاهة لأبناء هذا الشعب الذي عاني طويلا ويتطلع إلي مستقبل أفضل. لمزيد من مقالات رأى الاهرام