شوارع من الطين وبرك الصرف الصحى باتت العلامة المميزة لقرية السنباط التى تقع على بعد نحو أربعة كيلو مترات فقط من مدينة الفيوم، ويعيش مواطنو القرية الذين يتجاوز عددهم العشرين ألف نسمة حياة مليئة بالمشكلات وسوء الخدمات، فى البداية يقول محمد جمعة ، القرية تملؤها المشاكل وتعبنا من الشكوى ولا مجيب، فمنازل القرية تحاصرها المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى مما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى انهيارها، ومشروع الصرف الصحى متوقف بحجة نقص الإعتمادات، ولا ندرى إلى متى ستظل هذه الأعذار الواهية وحياة المواطن البسيط فى خطر من الأمراض من جهة، ومن جهة أخرى من انهيارات المنازل التى من الممكن حدوثها فى أى لحظة، وجزء كبير من اقتصاد مواطنى القرية يضيع فى عمليات الردم لتعلية الشوارع والمنازل خوفاً من المياه التى تجرى حولها من كل جانب. ويضيف علاء شعيب باحث بيئي، أرض القرية منخفضة عن الأرض الزراعية مما يؤدى إلى تسرب كميات كبيرة من المياه داخل الأرض وبالتالى أسفل المنازل، ويقوم أهالى القرية بعمل خزانات للصرف الصحى »طرنشات» داخل منازلهم لتعويض عدم وجود خدمة الصرف الصحي، ويتم كسح هذه الخزانات مرة فى الأسبوع ب 25 جنيهاً للمرة الواحدة مما يرهق الأسر محدودة الدخل. فيما يقول حسن نجيب،الطرق غير ممهدة، والإنارة ضعيفة مع أننا ندفع فواتير الكهرباء بمبالغ كبيرة تتجاوز فى كثير من الأحيان المائة جنيه مقابل خدمة معدومة، ومن يتأخر فى الدفع يفاجئ بقطع التيار الكهربائي، وعندما نطالب بحقوقنا التى لا نحصل عليها يقولون «ادفع وبعدين اشتكي» ، مضيفا انه قد تم إنفاق نحو 11 مليون جنيه لتوصيل خدمة الصرف الصحى لقرى السنباط ودسيا والشيخ فضل وحتى الآن لم يصلنا أى شئ، ولم نر بوادر للعمل بمحطة الطرد التى كان من المقرر إقامتها بالقرية على الرغم من قيام أهالى القرية بالتبرع بقطعة الأرض الخاصة بالمحطة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم. أما كمال عبد العظيم مواطن فيقول الشوارع دائماً تغرق بمياه الصرف الصحى حيث لا تستوعب الخزانات مياه الصرف الزائدة فتخرج إلى الشوراع متدفقة مثل الأنهار، حتى أن المياه المتراكمة تمنع أهالى القرية من التنقل فيما بينهم فيضطرون إلى وضع الأخشاب الكبيرة أو ما يعرف بالسقالات للتنقل بين منازل القرية، وفى أحيان أخرى نتنقل بين أسطح المنازل فى مشهد يجسد كافة أنواع المعاناة، ويضيف أن الحديث عن إنشاء محطة الصرف الصحى بدأ منذ عشرات السنين ولم نر شيئاً حتى الآن ومنازلنا أصبحت مهددة بالانهيار والروائح الكريهة تزكم أنوفنا ليل نهار، حتى المدرسة غرقت فى مياه الصرف الصحي. ويقول كريم جابر لا توجد فى القرية مدرسة ثانوية، فقط توجد مدرسة إبتدائى وأخرى إعدادى مما يؤدى الى تسرب العديد من الفتيات من التعليم بعد المرحلة الإعدادية، لأن الأهالى يخافون على بناتهم من الإنتقال إلى مسافات بعيدة ، وكل ذلك أدى الى انتشار الأمية بين أبناء القرية، وانتشار ظاهرة الزواج المبكر بين الفتيات نتيجة تسربهن من التعليم. أما عن مشكلة المواصلات فيقول سامح عبد الستار: سائقو سيارات الأجرة يفعلون ما يشاءون دون خوف أو رقابة من أحد، فقد زادت تعريفة المواصلات بنحو الضعف بحجة نقص السولار والبنزين وكل ذلك نتيجة جشع السائقين، وقد قمت بتحرير محاضر ضد السائقين فى مديرية الأمن ومباحث المرور وإرسال فاكسات للمحافظ ولإدارة المرور ومسئولى المواقف لوضع حد لهذه المهزلة لكن لم يستجب لشكوانا أحد. ويقول سيد شعبان، مركز الشباب يشبه مزرعة الدواجن، وجميع الأنشطة الموجودة به حبر على ورق منذ ما يقرب من عشرين عاماً.