يعتبر مفهوم الشهادة من المفاهيم والوسائل التى تستغلها الفرق التكفيرية والتنظيمات المتطرفة لتحقيق أغراضهما الدنيئة، من خلال جذب الشباب وتغييب عقولهم واتخاذهم كأداة لتنفيذ مآربهم. ويوضح الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مفهوم الشهديد قائلا: إن الشهيد هو: كل مكلف، قتل ظلمًا بجارحة، ولم يجب بنفس القتل مال، ولم يرتث, أي: لم يجهز عليه في المعركة إذا مات بعد ذلك متأثرًا بجراحه، وكذا لو قتله باغ أو حربي أو قاطع طريق ولو تسببًا أو بغير آلة جارحةا وقد رتب الله تعالى الموت على أسبابه، ومن هذه الأسباب ما يتعلق باعتلال البدن، كالمبطون: الذي أُصيب بداء في بطنه كان سببًا في وفاته, والمطعون: الذي أصيب بالطاعون, ومات بسببه, وصاحب ذات الجنب, وهو من أصابته آلام شديدة في جنبه, إذا كانت سببا في وفاته, ومنها ما ليس له تعلُّقٌ بالبدن بل مَرَدُّه إلى أمور خارجية، كالقتل أو الغرق أو الحرق أو الهدم, ونحو ذلك، فقد عَدّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الشهداء: المقتولَ في سبيل الله، والمقتولَ دفاعًا عن نفسه أو أهله أو ماله أو دينه، والغريقَ، وصاحبَ الحريق، والذي يموت تحت الهدم، والمرأةَ تموت عند ولادتها, إلا أن من مات في قتال مع الكفار, هو شهيد الدنيا والآخرة, وأما من عداه, فهو شهيد الآخرة فقط, أي أنه يكون له فضل الشهيد في الآخرة, وأما حكمه في الدنيا فهو كحكم غيره من سائر الأموات, وقد أعد الحق سبحانه لهؤلاء الشهداء منزلة سامية في الجنة لا يصل إليها إلا من كان مِثْلَهم أو كان من النبيِّين أو الصِّدِّيقين أو الصالحين، ومن فضائل الشهادة: أن الشهيد لا يجد ألم القتل, ويتمني أن يرجع إلى الدنيا ليقتل عشر مرات: وهو معدود من أهل الجنة, وأن الله تعالى يكفر عنه كل ذنب إلا الدَّيْن, وأن رائحة دمه كريح المسك, وتظله الملائكة بأجنحتها, ويشفع في سبعين من أهله: ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار: ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ولا تأكل الأرض بدنه.