قام الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس مرتديا الزى العسكرى للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، بجولة تفقدية لمقر قيادة عناصر القوات المسلحة فى شمال سيناء، حيث اطلع من كبار القادة العسكريين على سير العمليات العسكرية فى مركز العمليات، وتفقد أسلحة المجموعات الإرهابية التى تم ضبطها. كما قام الرئيس بزيارة أحد الكمائن وحرص على مصافحة الجنود الموجودين به، كما التقى أيضا عناصر الشرطة المدنية بأحد الكمائن. وحرص الرئيس خلاصل زيارته على ارتداء الزى العسكرى وذلك لتقديم التحية الواجبة لكل فرد من أفراد القوات المسلحة ولتأكيد تضامنه معهم. وعقب الجولة التفقدية ، ألقى الرئيس السيسى كلمة أمام مجموعة من ضباط وجنود القوات المسلحة، استهلها بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء.
وأكد الرئيس أن ارتداءه الزى العسكرى خلال زيارته يمثل تقديرا واحتراما للقوات المسلحة فى سيناء، كما توجه الرئيس للحاضرين بالتحية العسكرية، وأكد أنه قام بهذه الزيارة ليقدم الشكر بنفسه للجنود والضباط وليس من خلال وسائل الإعلام. وأضاف أن اليومين الماضيين شهدا حجما من الجهد وعظمة الجيش المصرى فى الدفاع عن أرض مصر وتأمين سيناء، مشيرا إلى أن التاريخ سيتوقف كثيرا ليسجل الدور العظيم الذى يقوم به الجيش المصرى من أجل مصر. وأوضح أن الجيش لم يقدم فقط تضحيات وشهداء ومصابين ولكنه قدم لمصر، فى ظل ظروف صعبة ، تنمية وتطويرا كما يسهم مع الدولة مساهمة ضخمة فى تحسين قدرات البلاد والبنية الأساسية ومشاريع التنمية المختلفة. وأشار الرئيس إلى أن الجيش يقاتل فى اتجاهين، الاتجاه الأول هو حماية الحدود وتأمين البلاد، والاتجاه الثانى هو تنمية الاقتصاد المصرى والتنظيم مع الشركات المدنية لإعطاء دفعة أكبر فى مجالات تطوير البنية الأساسية. وأضاف أن القوات المسلحة تقوم بجهود ضخمة للحفاظ على البلاد واستقرارها منذ 4 سنوات فى ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة وهو ما سيسجله التاريخ. وقال الرئيس: إن الضباط والجنود صغيرى السن سيرون نتائج جهود القوات المسلحة سواء فى تأمين البلاد أو تنميتها خلال السنوات المقبلة وأشار إلى أنه شعر بوجود قلق بين المصريين خلال اليومين الماضيين، موجها لهم رسالة بألا يقلقوا فى ظل وجود رجال القوات المسلحة الذين يحافظون على البلاد ليس على الحدود الشرقية فقط ولكن على كل حدود مصر، مطالبا المصريين بالاطمئنان بشكل كامل. وقال الرئيس ، موجها حديثه للمصريين، كلمة تحت السيطرة ليست كافية وأؤكد أن الأمور مستقرة تماما. وأوضح الرئيس أن الأحداث التى وقعت خلال الأيام الماضية مرتبطة بمناسبة محددة والغرض منها إرسال رسالتين، مشيرا إلى أن حادث استهداف النائب العام يمثل الرسالة الأولى وكان الهدف منها هو أن يقال تم كتم صوت المصريين الذين خرجوا فى 30 يونيو 2013. أما الرسالة الثانية فتتمثل فى محاولة هذه العناصر إيهام المصريين بإعلان وجود ولاية إسلامية فى سيناء بعد عامين من خروج المصريين فى 3 يوليو 2013 ليغيروا نظاما دينيا فاشيا.. وأوضح الرئيس أن رفح والشيخ زويد والعريش التى تكرر العناصر الإرهابية هجماتها عليها لا تمثل سوى 1% من مساحة سيناء. وأشار الرئيس إلى أن إعلام الداخل والخارج سهم فى إخراج العملية الأخيرة بصورة بها التباس وقلق ، مطالبا وسائل الإعلام المصرية بالانتباه لهذا الأمر. وقال الرئيس إن العناصر الإرهابية تدرك جيدا أن الجيش المصرى لديه قيم ومبادئ ويحرص على أرواح الأبرياء ، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن يراعى الجيش هذه القيم والمبادئ لكان قد تم تدمير مساحات واسعة دون تفرقة ولكن الجيش حريص على مبادئه فى ظل هذه الظروف الصعبة. أوضح أنه تلقى خبرا يوم الأربعاء الماضى بالموقف وتطوراته وكان مطمئنا وكان يدرك أن العملية لا تشكل بالنسبة لجنود القوات المسلحة حدثا كبيرا وسيتم التعامل معها كما ينبغي، مضيفا أنه مع نهاية اليوم تم بالفعل التعامل مع الهجمات بالشكل المناسب القوى المخطط. وأشار إلى أن سقوط شهداء ومصابين يأتى فى إطار مهمة وطنية شريفة مخلصة يقوم بها الجيش لحماية شعبه وأرضه ، مؤكدا أنه لا يمكن تنفيذ هذه المهمة دون ثمن. وقال إن الشعب المصرى قدم من خلال القوات المسلحة ثمن الحماية والدفاع والحفاظ على مصر ، متوجها بالتعازى باسم مصر وباسم القوات المسلحة لكل بيت مصرى قدم شهيدا أو مصابا. وأكد الرئيس أن حجم الخسائر فى العناصر الإرهابية ضخم للغاية ، مشيرا إلى أن رسالة هذه العناصر هى أن تجعل المصريين لا يشعرون بقوة ما تم تحقيقه فى مثل هذا اليوم منذ عامين. وقال الرئيس :طول ما الجيش المصرى موجود لا يستطيع أحد أن يروع المصريين أو يقهر إرادتهم وقبل أن يمس المصريين هيعدى على الجيش الأول. وأضاف أن حجم القوات الموجود فى سيناء 1% من حجم القوات المسلحة ، مشيرا إلى أن الصراع الحالى صراع متطور يستخدم فيه الجيل الرابع من الحروب للتأثير فى الإعلام ووسائل الاتصال بهدف هز إرداة المصريين. وأوضح أن الشعب المصرى مستعد للمجابهة ودفع الثمن من أولاده فى الجيش والشرطة ، مشيرا إلى أن العملية الأخيرة كانت تستهدف كرامة شعب مصر لكن القوات المسلحة ردت بعزة واقتدار والنتائج تشرف مصر وجيش مصر. وقال الرئيس إن العناصر الإرهابية لم تكن تتصور أن ينهى الجيش المصرى العملية بهذه السرعة وأن يسقط منهم عددا كبيرا بهذه الحجم. وأشار إلى أن العالم الخارجى بدأ يتفهم ما تعانى منه مصر وبدأوا يتعاملون معه وأيقنوا أن مصر ركيزة الأمن والاستقرار فى المنطقة ودعامة حقيقية للأمن فى العالم كله ، كما أيقنوا أن مصر تقوم بدور حضارى وأخلاقى ودينى فى ظل ظروف صعبة للغاية. واختتم الرئيس حديثه بتوجيه الشكر للقوات المسلحة وأجهزة الدولة وأكد أن الأمور مطمئنة وتسير بشكل جيد جدا ، مشيرا إلى أن افتتاح قناة السويس الجديدة فى موعدها يوم 6 أغسطس المقبل. وقال :لن يستطيع أهل الشر الإقدام على إيذاء المصريين ثقة فى الله بأننا نقدم كل الخير لبلادنا..مصر وشعبها فى رقبتنا جميعا كما تقدم الرئيس فى ختام كلمته بالشكر لأهالى سيناء، مشيرا إلى أنهم يدفعون الثمن أيضا مطالبا بتلبية طلباتهم.