أكثر من مرة بدلت ما أكتب ففي هذه اللحظات المصيرية من عمر بلادنا كيف تشارك الكلمات في استجماع واستنهاض وحشد القوي العظيمة التي يمتلئ بها أبناء هذه الأرض الطيبة.. وكيف يستطيع كل مصري أن يؤدي دورا في إسقاط وإفشال الحرب الكونية المرفوعة علينا وكيف تكون ظهرا وظهيرا قويا وراء قواتنا المسلحة المتقدمة علي خطوط القتال.. كيف نستدعي المعاني العظيمة لما فعله أكثر من 33 مليون مصري في 30/ 6 واستجابة جيشهم الوطني لاستدعائهم له في 3/ 7 وفي كل موقعة وواقعة وجريمة خسيسة يزداد وضوح وتأكيد أنهما 30/ 6 و3/ 7 كانا ضرورة حياة وانقاذ لتحرير وبقاء هذا الوطن واحدا وصلبا ومتماسكا. أظن أننا لم ندرك حتي الآن جيدا حجم وعظمة وبسالة ما انجزه أبناء مصر العظام من الجنود والضباط يوم الأربعاء المشهود في 1 يوليو 2015 والذي أدار فيه القتلة والمتآمرون والعملاء والوكلاء إلي جانب ما خططوا لتنفيذه علي الأرض واحدة من أقذر معارك الحروب الرابعة بدس وبث الأكاذيب وإثارة الفتن والترويع بوهم إمكانية كسر الصلابة النفسية والروحية للمصريين. لقد تعاملنا مع ما حدث كأنه مواجهة مع حلقة من حلقات الغدر المتكررة مع الجماعات الإرهابية العميلة المزروعة والمتسللة إلي سيناء، بينما ما توالي كشفه ثم عرضه في التقرير المصدر الذي قدمته القوات المسلحة لبعض تفاصيل ما حدث وأحاديث بعض أبطالنا المصابين عن حجم الهجوم وأسلحة الحرب والتخطيط المحكم والسيارات القتالية وأعداد المهاجمين وخطة الاستيلاء علي الشيخ زويد ورفع اعلامهم السوداء فوقها وكيف كان المقاتل المصري العظيم في مواجهة مئات من المهاجمين الإرهابيين وكيف اسقط كل واحد من أبنائنا العشرات من التكفيريين قبل أن يستشهد تجلت في دقائق التقرير القليلة. القوات المسلحة بطولات الأشرف والانبل من أبنائنا وحوش القتال من قواتنا المسلحة.. في دقائق الفيلم عن وقائع ما حدث الأربعاء المشهود 1/ يوليو يتبدي ويتأكد ما نعرف وما يجب أن يكون واضحا لدي جميع المصريين اننا نخوض حربا كونية وحرب وجود كما يصفها الرئيس السيسي، وأن قواتنا الباسلة كانت في مواجهات اكبر وأخطر من مجرد هجوم أو إغارات من مجموعات إرهابية. منذ أيام قليلة كنا نحتفل بانتصارات حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 وبالمعجزات والإنجازات العسكرية هزم بها خير أجناد الأرض تفوق وتقدم سلاح العدو الصهيوني.. جند الحق الذين لم يحاربوا أبدا إلا دفاعا عن الأرض والحق وكرامة وأمان وسلامة أهلهم ووطنهم لا تستطيع العصابات الإرهابية الأجيرة والمليشيات العسكرية الدموية العميلة ومن وراءهم من محركين وممولين ومخططين أن يدركوا أسرار قوتهم وصلابتهم المستمدة من انتماءاتهم العميقة لهوية وتاريخ وايمانية بلدهم.. جند الحق عادوا بعد 42 عاما من نصرهم العظيم يفرض عليهم أن يخوضوا حربا أكبر وأكثر غدرا وخسة وندالة وبدلا من عدو واحد يكون عليهم وعلي بلادهم أن يواجهوا حربا يشنها ويديرها ويشارك فيها وكلاء وعملاء كيانات دولية واقليمية ومنظمات وتنظيمات إرهابية علي رأسها التنظيم الدولي للإخوان وجماعته المندسة في جسد الوطن كالورم السرطاني.. واحد من أجنحتها العسكرية يتربص ويكمن علي حدودنا الشمالية الشرقية وبدلا من أن يوجهوا ضرباتهم للعدو الصهيوني محتل أرضهم أصبح جيشنا عددهم اللدود لأنه ما نعهم عن تحقيق حلمهم المستحيل بالتمدد في سيناء وإقامة إماراتهم الإسلامية المتوهمة!! إذن في 1973 حارب الجيش الباسل قوات العدو الصهيوني وحدها والآن الجيش ومصر كلها يواجهون وكلاء وعملاء ومخططات وتمويل اسلحة المخطط الاستعماري الأمريكي الصهيوني الاقليمي لتفكيك واعادة تقسيم وترسيم حدود دويلات وكيانات الأمة بدماء أبنائها والذي قارب علي الإجهاز علي سوريا والعراق وليبيا واليمن.. ولكنهم يعتبرون أن انتصارهم الحقيقي لا يتحقق إلا بإخضاع وتركيع مصر وهو لا يكون إلا بهزيمة جيشها أو بشق الصف والثقة التي جمعت عبر التاريخ بين المصريين وجيشهم وهو ما جمعوا له ما جمعوا من حشود ومئات من شراذم وعصابات ومليشيات دموية وأسلحة ومعدات حرب متقدمة متجاوزين ما حشدوا وخططوا في عمليات إجرامية سابقة مثل كرم القواديس والكتيبة 101. هل نسينا أن كل الدعم والأموال التي قدمها الرئيس الأمريكي للجماعة كان لأنهم الوسيلة التي سيحقق بها خطته لتمدد قطاع غزة كان في رفح والعريش والشيخ زويد.. وهو ما حاوله القتلة والعملاء والمأجورون الأربعاء المشهود للاستيلاء علي الشيخ زويد وقطعها عن الجسد المصري ورفع أعلامهم عليها هل نسينا الحديث الخطير الذي أدلي به الرئيس الفلسطيني أبو مازن إلي صحيفة الأخبار ديسمبر 2014 وكان عنوانه العريض علي الصفحة الأولي (مرسي عرض عليَّ 1600 كيلو متر من سيناء، قال لي: هات سكان غزة إلي حي شبرا وسنعطيهم وجبات ساخنة!!). ثم ما تكشف من خلال ما تسرب من معلومات عن خطة لحماس تدعمها قطروتركيا وإسرائيل لاجبار الجيش المصري علي الانسحاب من شمال سيناء، ثم ما أشارت إليه مؤخرا د. عبد الرحيم علي عما جاء في حوار له مع رئيس السلطة الفلسطينية عن مشروع يدعي إيجور إيلاند تنوي إسرائيل تنفيذه مع حركة حماس، وأن تركيا رعت اتفاقا بالمضي في تنفيذ المشروع الذي أعده مستشار الأمن القومي الإسرائيلي المتقاعد ايجور ايلاند وأنه يعد لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة علي أن يضم إليها أراضي من مدن رفح والعريش والشيخ زويد لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتسوية القضية الفلسطينية بشكل نهائي علي حساب حق الفلسطينيين في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية والتخلي عن حق العودة للاجئين واستبدال حماس بالسلطة الفلسطينية. وتوالت الأحداث والمعلومات وحلقات العدوان علي سيناء ليثبت وجود خطة للضغط علي الجيش المصري في شمال سيناء والترتيب لانتزاع مساحة من اراضيها تقدر ب 1600 كيلو متر تفتعل بعدها حركة حماس حربا مع إسرائيل وتدفع الجيش الإسرائيلي لاجتياح القطاع وتقوم كتائب القسام لدفع الفلسطينيين لاجتياز الحاجز الحدودي وليتمركزوا في هذه المساحة المنقطعة من الجسد المصري ويرفعوا أعلامهم عليه وبعدها تبقي الحال علي ما هي عليه ويكون علي المتضرر أي علي أصحاب الأرض اللجوء إلي الأمم المتحدة!! أي كما لجأ ابناء فلسطين وضاعت حقوقهم!! وكان الأربعاء المشهود محاولة كبري لتنفيذ المخطط جمعوا له ما جمعوا وما استطاعوا وما خزنوا من أسلحة واشتروا من عملاء وما سربوا من معدات حديثة، من المؤكد أن التحقيقات التي تقوم بها القوات المسلحة الآن ستكشف جميع أبعاد ما حدث رقم الحشود والأرقام الهائلة التي زحفت علي الكمائن وأسلحة الحرب التي استخدمت، كلل وتوج بانتصارات جند الحق، هذا الانتصار الذي يجب أن ندرك ويصل عبر جميع وسائل الاتصال والاعلام أنه اكبر من ان يكون انتصارا علي مجموعة من العصابات الإرهابية ولكن حلقة من حلقات الحرب المخططة أمريكيا وصهيونيا واقليميا لاستكمال تفتيت واعادة تقسيم وترسيم المنطقة واسقاط دولها وتدشينه بإسقاط الدولة الأكبر والأعظم مصر وتنفيذ وضع حل نهائي لمشاكل إسرائيل مع غزة بتمدد مساحتها وسكانها في رفح والعريش والشيخ زويد ورفع اعلام الجماعة علي قطعة من أرض مصر استولي عليها فرع الجماعة في غزة واعادة الصراع المتوهم والمزعوم علي الشرعية!! أثق أنه انتهي زمن المواجهة »بالنظامي« أو انتظار حلقة أو ضربة إجرامية جديدة وأثق أن الحرب الكونية المعلنة علي المصريين وجيشهم وأمنهم وحاضرهم ومستقبلهم تعد الآن مواجهات لها علي مستوي جميع مؤسسات الدولة وخطة لاشراك جميع القوي الوطنية وفي مقدمتهم الشباب وليت مجلس حرب يتشكل ويكون في حالة انعقاد دائم من الخبرات والكفاءات التي تمتلئ بها مصر مدنيا وعسكريا وبالتحديد في مقاومة الإرهاب وفي تأمين سيناء لقد استمعت إلي آراء بالغة الأهمية من قيادات عسكرية تعرف تفاصيل ما فوق أرض سيناء وما تحتها كأنها كف يدها أيضا من الضروري إشراك ابناء سيناء شبابا وشيوخا في قرارات وإجراءات المقاومة والتأمين القادمة أبناء سيناء الذين كانوا شركاء صناعة النصر في حروب مصر ضد العدو الصهيوني وأرجو مراجعة ما جوابه عقب الأربعاء 1 يوليو أنهم قدموا للأمن معلومات دقيقة عن أماكن الإرهابيين ولم يلتفت إليها؟! والمراجعات والحسابات المشددة لجميع أشكال التقصير، بالإضافة إلي المؤكد والمعلوم من توفير جميع أسباب دعم الظهير الشعبي المكون من ملايين المصريين بحلقات الأمان والاحترام والكرامة والعدالة الاجتماعية والمكاشفة والمصارحة فليس مثل مشاركتهم وثقتهم تأمينا وحماية لبلادهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد