رمضان لم يعد هو رمضان الذى نعرفه وأحببناه , إختفت طقوسه وشعائره ... يحاول دائما أعوان الشيطان طمس معالمه وتشويه كل جميل وتحويله إلى مسخ قبيح . رمضان شهر العبادة والنفحات الربانية فيه ليلة خير من ألف شهر فيه تتنزل الرحمات ويعتق رقاب العباد كل ليلة ...وفقنا الله لصيام نهاره وقيام ليله وختم القرآن وقبول زكاتنا وصالح أعمالنا ورزقنا الله فيه عمرة . ماهذا المسخ الذى نراه الآن ؟ الشوارع والميادين أصبحت تمتلئ بأصحاب العاهات المصطنعة من أجل إستدرار العطف والتسول ورجال النظافة الوهميين يرتدون ملابس عمال النظافة الشرفاء فى جميع الأوقات وليس فى وقت العمل الرسمى فقط مما يدل أنهم دخلاء يؤجرون تلك الملابس للتسول بها ليل نهار دون عمل فرجل النظافة الحقيقى يعمل قدر طاقته بشرف ونزاهة قال عنهم المولى عز وجل هم وفقراء المسلمون " تحسبهم أغنياء من التعفف " نعم الفقراء وما أكثرهم تجدهم عندهم عزة نفس وكرامة لايريقون ماء وجههم ولا يتذللون إلا لخالقهم الذى كفل لهم أقواتهم ويرزقهم بغير حساب . وإذا حاولنا الهرب منهم وجلسنا قليلا فى منازلنا لنستريح وجدنا شحاذون ولكن بشكل آخر تتسابق إعلانات التليفزيون للإستجداء والتسول بشكل مبالغ فيه ومستفز يبعث على الغثيان والتقزز لإلتهام كعكة الزكاة والصدقات بإسم المستشفيات والمرضى والجمعيات الخيرية فى حين تئن المستشفيات التى بحاجة حقيقية للدعم من عدم وجوده من أهل الخير لأنهم لا يملكون المال لتبذيره فى الإعلانات ووكالة الإعلان والممثلين وفريق العمل الذى يلتهم كل هذه الحصيلة أم إنهم يعملون دون أجر إبتغاء مرضات الله وصدقة جارية ومساهمة منهم لنيل الثواب والتجارة الرابحة مع الله ولو أنهم يقدمون هذه الخدمة دون أجر فهل القنوات الفضائية التى تذيعها هى أيضا تقدمها هدية وصدقة منها للمرضى وعمل الخير !!! ... هيهات اللهم إنى صائم ,إتقوا الله الذى إليه تحشرون ففى كل شارع وكل منزل بل وفى كل عمل نجد المحتاجين والمرضى بجد لايتسولون ولا يطلبون العون إلا من الله هؤلاء هم من يحتاجون الرحمة والعطف والإحسان وهناك معهد الأورام القومى ومعهد الكبد وكذلك معهد الكلى على أبوابها تجدون المرضى الحقيقيون وذويهم الذين يستحقون أموال الزكاة دون حاجة لإعلانات مدفوعة الأجر ولو أن هذه القنوات الفضائية والإعلانية تتق الله لما أنتجت تلك المسلسلات والبرامج التافهة التى تستفز المشاهد وتقدم قيم ومبادئ تهدم المجتمعات وتحث على الرذيلة وتقضى على الفضيلة وتستغل هذا الشهر الفضيل الذى يختطف من بين أيدينا ويسرق عنوة فما يلبث أن يأتى حتى نجده إختفى ليت المنتجين ورجال الأعمال يقدمون لنا أعمالا جليلة تبنى لا تهدم تقيم دعائم المجتمع لا تقوضه تغرس الخير فى نفوسنا ولا تقدم الإبتذال . لمزيد من مقالات أحمد متولى