كشر الإخوان المسلمون عن أنيابهم, وظهروا علي حقيقتهم, ودخلوا سباق برئاسة الجمهورية! إنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر! وطوال تاريخهم الممتد منذ إنشاء الجماعة في عام8291 لايحفظون عهودا, ولا يلتزمون بالوعود التي يقطعونها علي أنفسهم, ويسارعون إلي تغيير مواقفهم حسب مصالحهم الخاصة! وعدوا بعد ثورة52 يناير بأنهم لا يطمحون في اكثر من03% من مقاعد البرلمان, لكنهم استطاعوا السيطرة مع السلفيين علي اكثر من07% من مقاعد مجلسي الشعب والشوري. ووعدوا بالعمل علي انتخاب جمعية تأسيسية تضم كل الأطياف والقوي الوطنية والتيارات السياسية لكتابة دستور لمصر, لكنهم احتكروا بتحالفهم مع السلفيين غالبية مقاعد الجمعية سواء من داخل المجلسين أو خارجها. ووعدوا بأنهم لا يسعون إلي ترشيح رئيس يحكم البلاد, لكنهم أعلنوا أمس الأول ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد لمنصب الرئيس بحجة التهديد بحل البرلمان, وما سموه إعاقة عمل الجمعية التأسيسية للدستور, وظهور مرشحين تابعين للنظام السابق, وتعويق المجلس العسكري تشكيل حكومة ذات صلاحيات. فما هو المشهد الآن وإلي أين يتجه بالنسبة لهم ولغيرهم؟ لاشك في أن أخطاء المجلس العسكري دفعت الأمور إلي هذا الوضع الشائك كما أن جماعة الإخوان المسلمين تأكدت أنه لا توجد منافسة حقيقية في مواجهتها من الاحزاب الأخري, فضلا عن تشتت القوي الثورية وعدم اجتماعها علي رأي واحد بسبب نقص درايتها بخبايا السياسة وبالكثير من الاعيبها, إلي جانب الصدام بين الحكومة والبرلمان, فالحكومة في واد والبرلمان في حالة تربص. ومصر المسكينة تائهة وضائعة وسط كل هؤلاء! فمتي يجتمع العقلاء ؟ إن مصر لا تستحق منا كل هذا الذي يجري, ونحن للأسف نسكن وطنا لانعرف قيمته ولا قدره. لقد آن الأوان أن نخرج من هذا المنزلق من أجل أولادنا وأحفادنا وأمتنا. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد