الخيانة تبدأ دائما بالشك الذي يصيب أحد طرفي العلاقة العاطفية ليصبح ضحية هواجس وكوابيس لا يمكن تجاهلها تقوده للبحث عن أدلة تؤكد شكوكه وفي نفس الوقت يتمني ألا يجد أي دليل واحد يؤكد هواجسه، يبحث عن دليل و يرفض وجوده وتصديقه، أما أن نجد شخصا يرتكب أبشع الجرائم من قتل وحرق وذبح لمجرد شكه دون يقين أو دليل فهذا الأمر يضعنا جميعا أمام مشهد غاية في الاستغراب والاستنكار معا. تنتهي بعض قصص عش الزوجية بجرائم قتل بشعة ،المتورطون فيها اكتشفوا حقيقة مؤلمة ووقفوا علي خيانة زوجية فتفننوا في إزهاق أرواح من راودتهم الشكوك أو تأكدوا من وقوع فعل الخيانة، انتقاما للشرف والكرامة حين لا يأبه شريك الحياة بمبادئ الوفاء والإخلاص للطرف الآخر لتصبح"الخيانة" كلمة السر في أي جريمة قتل ترتكب من قبل الزوج أو الزوجة. فبدم وأعصاب باردان يتبادل الزوجان الأدوار، حين يتحولان إلي مجرمين بعيدا عن اعتبارات العشرة الزوجية ووجود أطفال أبرياء ثمرة حب أو معاشرة، جرائم يندي لها الجبين وتقشعر لها الأبدان، خصوصا عندما يكون أبطال تلك الروايات والأحداث آباء أو أزواجا انتقموا لشرفهم عن طريق القتل والذبح والتنكيل بالجثث دون أن يرف لهم جفن لطخوا أيديهم بدماء شريك الحياة، ظنا منهم أنهم مسحوا العار والفضيحة ولكن في حقيقة الأمر أنهم صنفوا أنفسهم من المجرمين الذين يقبعون خلف أسوار القضبان حتي ينتهي بهم الأمر في بعض الأحيان إلي إعدامهم جراء ما اقترفوه من جرم. بعد أن التقي "عامل" فتاة بسيطة فتحت له قلبها وفرشت طريقه إلي بيتها بالرمال، وتقدم لخطبتها ثم تزوجها وأنجبا طفلتهما الوحيدة ليكون نهاية هذا الحب وتلك العشرة القتل والذبح والحرق من وجه تجردت منه مشاعر الإنسانية، امتلك قلبا من حديد، بعد أن بدأ الشك في سلوك زوجته يتسلل إلي قلبه ورغم أن هذا الشك دون دليل إلا أن رب الأسرة أقدم علي وضع حد لحياة زوجته بعد أن تجرد من كل مشاعر الرحمة لم يكتف بقتلها بل ذبحها ومزق جسدها إربا، ثم أشعل فيه النيران أمام أعين ابنتهما التي لم تتجاوز عامها الثاني، ووضع الرفات في جوال وألقي به في ترعة بمنطقة الصف. تلك الجريمة البشعة ارتكبها عامل بمزرعة بعدما تسرب إليه الشك في زوجته، وتمكن رجال الأمن من القبض عليه بعد العثور علي جثمان الزوجة في العقد الثالث من العمر، موضوعة في جوال ملقي بترعة في منطقة الصف، وكشفت التحريات أن الجثة مقطعة ومحروقة مما يدلل أن الجريمة انتقامية، وتبين أن الجثة لزوجة عامل في مزرعة دواجن بالصف، وذلك بعد أن عثر علي كميات من الدواجن النافقة بمكان الجثة، وتم ضبط عامل بمزرعة، حيث قرر أن عامل بمزرعة مجاورة له هو من أعطاه الجوال وطلب منه إلقاءه بالترعة، بعد أن قال له إن به دواجن نافقة. تم ضبط الزوج وبتضييق الخناق عليه اعترف بأن الشك تسرب إليه في سلوك زوجته ووقعت مشاجرة بينهما، وانتظر حتي نامت ثم قتلها وقطع جثمانها، حتي تمكن من وضعه في الجوال ثم أشعل فيه النار ووضعه بالجوال، وأعطاه لزميله وطلب منه إلقاءه بالترعة علي أنه دواجن نافقة. فغياب الحب والعاطفة والرحمة بين الزوجين أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة، ويحدِث في صرحها تصدعات وشروخ، خصوصا عندما تبدأ العلاقة بين الزوجين قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، ثم تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت، وتصبح رمادًا لا دفء فيه ولا ضياء، فدون الحب والعشرة الطيبة تصبح الحياة عاصفة من الأهوال فتزداد الهموم وتكثر المشاكل ويعبث الشيطان بحياة الزوجين فتصبح الصغيرة كبيرة ويقل الاحترام والتقدير وينظر كل منهما إلي عيوب الآخر بعين الشيطان فيراها كالجبال حتي تضيق به نفسه ويشل تفكيره ويعجز عن التفاهم ليصل به شيطانه إلي الغدر والانتقام ..ليس في يوم عاصف فحسب بل في ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم شهر الرحمة التي خلت من قلوب وحياة البعض.