تنتاب الأطفال حيرة كبيرة عند شرائهم فانوس رمضان الجديد خاصة مع تطور إبداعات الفوانيس التى ظهرت من عام ، وتوفر أشكالا جديدة تشبه ألعابهم ومختلف شخصيات الكرتون المحببة لديهم حتى تكون عامل جذب لهم، ونوعا من الترويج للصناعة، لكن يظل أيضا الفانوس التقليدى محافظا على مكانته لدى الأطفال، وبمجرد أن يظهر هلال شهر رمضان تتبادر للأذهان بهجة الأطفال وهم يمسكون فى أيديهم الفوانيس المضيئة وهى تتلألأ ويغنون فى فرحة غامرة» حلو ياحلو رمضان كريم ياحلو»و «وحوى ياوحوى». «بكره الفوانيس العادية أم شمعة لأنها بتلسع، و»بحب الفوانيس اللى على شكل ألعاب» هكذا بدأ الطفل «عمر عبدالله» كلامه ، موضحا.. أنه لا يحب الفوانيس العادية لأنها «بتلسعه» عند تغيير الشمعة أو عند محاولة إشعالها، كما أنها تحتاج إلى شخص أكبر منه لاشعالها بالإضافة إلى أنها سرعان ما تنطفئ عند تحريكها كثيراً، فهذا الفانوس لا يستطيع اللعب به، لذلك فهو يحب شراء الفوانيس التى تكون على شكل ألعاب. هديل شكرى»طفلة فى الصف الثانى الابتدائى تقول:إنهاتحب فانوس «القط توم» الذى يشبه لعبة الهواتف الذكية «توم المتكلم» والذى انتشر هذا العام حيث يعيد كلام الشخص عند التحدث إليه، فهذه اللعبة موجودة لديها على الهاتف، لذلكتفرح جداً أنها موجودة فى فانوس هذا العام. كرومبو، سوبر مان، سبايدر مان» وغيرها من الأشكال هى المفضلة لدى «محمد أسامة»، فهى تتيح له اللعب بها خاصة أنه يحب هذه الشخصيات الكرتونية بشكل كبير للغاية، مضيفا أنه كل عام يشترى شخصية جديدة ، حيث إشترى هذا العام فانوس على شكل ميكى ماوس. يقول محمد أحمد بائع فوانيس لم يظهر الفانوس بشكله الحالي إلا من 100 عام أو يزيد قليلاً مع بعض الاختلافات البسيطة، وظهر منه حوالى 5 آلاف نوع منذ بداية صناعته وحتى اليوم، فبدايته كانت عبارة عن علبة من الصفيح يوضع بداخلها الشمع، فتحته من أسفل، ثم تطوروأصبح له باب من الجنب، وهكذا حتى تعددت أشكاله المختلفة. وتتم صناعة الفانوس المصرى التقليدى من الصفيح والزجاج، عن طريق اللحام بالأزير والتركيب ونعقد إجتماعات قبل البدء في تنفيذ ه للتشاور حول كيفية تصميمه وشكله للوصول إلى إجماع، وتتم عملية الإضافات من ناحية القصر أو الطول، والرسومات والكتابة عليه وشكله العام، ثم يتم التنفيذ بعد الاتفاق على كل شيء، وتعد مدينة القاهرة المصرية من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس، وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر والغورية ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس،وبعد ذلك انتقلت فكرة الفانوس إلى أغلب الدول العربية وأصبحت تقليداً من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرهاولكن مع مرور السنوات تغيرت أشكال الفانوس وتبدلت وأصبح نادراً ما نرى طفلاً يمسك بالفانوس التقليدي الزجاجي الملون، المحتضن للشمعة المضيئة. أما الفوانيس المستوردة من الصين، فهناك مجموعة من الفوانيس المتغيرة كل عام التى تصنع خصيصاً لهذا الشهر،وغالبا ما تكون لبعض الشخصيات التى أثرت فى المجتمع خلال العام،وعالقة فى أذهان الناس مثل شخصية المفتش «كرومبو» التى ظهرت من ثلاث أعوام و تم صنعها وقت ظهورها،بالإضافة الى الشخصيات الكرتونية التى يعشقها الأطفال، حيث يأتى الأطفال فى رمضان بحثا عن الشخصيات التى يحبونها، ثم تحول الأمر إلى ظهور أشكال أخرى غير الفانوس، لكنها لا تباع إلا في رمضان تحت اسم «الفانوس». وكان أول استخدام للفانوس في صدر الإسلام للإضاءة ليلاً، للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وكلمة “فانوس” إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها «فناس»،وهناك روايات متعددة لبداية إستخدام الفانوس من أشهرها، أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها. وتروى قصة أخرى أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا،وبهذا الشكل كانت النساء يستمتعن بالخروج، وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال. وهناك رواية ثالثه أن أول ظهور له في الخامس من شهر رمضان عام 358 ه، مع دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلاً، إذ أمر القائد جوهر الصقلي فاتح مصر بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه، وكي لا تتعرض الشموع للإطفاء لجأ الناس إلى وضعها على قاعدة من الخشب وإحاطتها ببعض الزعف والجلد الرقيق، وهنا أعجب الخليفة بمشاهد الفوانيس التي يحملها المصريون، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الفانوس عادة رمضانية. ويقال أيضاً أن الخليفة عندما كان يخرج لاستطلاع رؤية هلال رمضان، كان يسلك موكبه الطريق من باب النصر إلى باب الفتوح إلى باب الذهب، وكانت تحوطه العربات الصغيرة المضاءة بالشموع، بينما تحمل جموع الأهالي الفوانيس المضاءة. أما صناعة الفانوس فازدهرت في عهد الحاكم بأمر الله في القرن العاشر الميلادي، عندما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات، وأبواب المنازل، وفرض غرامات على من يخالف ذلك , وظلت تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة.