«تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل فى أرض الضلال صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة، وبصرك للرجل الردىء البصر لك صدقة»..هكذا يفصل الرسول الكريم بعضا من مظاهر الخلق الكريم التى هى الغاية والمقصد الأساسى للإسلام. وفى هذه الأيام المباركة من شهر رمضان فرصة للتأمل والتدبر فى هذا الجانب المهم، الذى هو غاية العبادات وفيه صلاح الدنيا والآخرة، ومن أعظم ما كتب فى ذلك شيخنا الجليل محمد الغزالى فى كتابه «خلق المسلم».وقد جعل الإسلام من الصدق أول الأخلاق التى يجب أن يتحلى بها المسلم، وأكد أنه لا يمكن جمع الايمان مع الكذب ودعا إلى الصدق بالقول والنية والعمل، وعدم الكذب حتى على الأطفال، ولو مزحاً، وأكد ضرورة الصدق عند البيع و الشراء وفى الشهادة. ومن الأخلاق التى أعلى الإسلام قيمتها الأمانة، ومنها أن نضع كل شخص فى مكانه المناسب، وأن يؤدى الشخص واجبه كاملا، وألايستغل الشخص منصبه لمنفعة شخصية، وعدم خيانة الواجب، وعدم إفشاء الأسرار. وكذلك خلق الوفاء، وبه يبذل الإنسان قصارى جهده لتحقيق العهد، وأعظم عهد هو ما بين العبد وربه ورسوله، والوفاء يجب أن يكون مع الناس جميعا على قدم المساواة ، فالفضيلة لا تتجزأ. ومن آداب الحديث فى الإسلام الابتعاد عن الثرثرة وتعويد اللسان على القول الجميل والتعبير الحسن مع الأصدقاء والأعداء، وكظم الغيظ، وعدم الجدل، وعدم تسقط أخبار الناس. وحث الإسلام على إصلاح ذات البين، والاعتذار والمسامحة، وعدم الافتراء على الأبرياء والغيبة والنميمة وستر عورات المسلمين، وعدم الهمز واللمز وتعيير الناس، وتنقية الصدر والكرم وتقديم الخير والإنفاق فى سبيل الله. كما دعا إلى الصبر الحياء والإخاء والرحمة والاتحاد، وحارب الأثرة والأنانية والفرقة، ودعا إلى العلم وإعمال العقل والاستفادة من الوقت، والسير على طريق الحق والخير مع النفس ومع الناس، التطلع للكمال فى أعلى مراتبه. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى