تتزايد وتخبو من حين لآخر حملات وهمسات وأصوات مرتفعة دون مبرر، تتجاوز منسوب القلق بشأن العلاقات المصرية السعودية، البعض فى الإعلام والصحف يفاجئك بقصص إخبارية ومعلومات غير مؤكدة أو موثقة بالطبع، تثير القلق وتطاردك ليل نهار بأن التعثر والانسداد السياسى فى العلاقات بات سيد الموقف، حتى يخيل لك أن العلاقات باتت أقرب إلى الطلاق البائن. فى حين أن الصورة وواقع الحال على أرض الواقع عكس ذلك تماما، فالاتصالات ماراثونية والتحركات أكثر ديناميكية طيلة الوقت، والتنسيق والتشاور قائم على مدى الساعة والحميمية والإخلاص بين القيادتين تجاوز المدي، وربما يكون مثلث العلاقات النموذجية الثلاثية السعودية الإماراتية المصرية، نموذجا فريدا واستثنائيا فى زمن الخيبات العربية والإقليمية حاليا.من جانبى ساورنى القلق واتصلت بالفعل بصديق دبلوماسى مصرى فى مكتب وزير الخارجية سامح شكري، تحدثنا عن العلاقات المصرية السعودية وتلك المخاوف وحقيقة تلك الكتابات والشائعات، فأبدى الدبلوماسى اندهاشه وتعجبه من تلك الماكينة الإعلامية والصحفية التى تضخ كل يوم مثل هذه الترهات وطمأننى على حيوية واستثنائية هذه العلاقات وحجم الحيوية والتنسيق بين الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك بين وزيرى خارجية البلدين وسائر القطاعات فى القاهرة والرياض، ولكنه فى المقابل طالبنى بالتأكد من صحة هذا المنطق والنجاح الشامل الذى يلف جوهر العلاقات بين البلدين بعيدا عن مروجى الشائعات والسموم، وأن أسعى للتأكد بنفسى من قبل الطرف السعودى نفسه واقترح على تحديد لقاء مباشر مع السفير السعودى النشط والاستثنائى فى علاقات البلدين أحمد قطان وأبلغنى أنه سيسعى لتحديد موعد ثنائى بيننا، وبالفعل نجح وبعد دقائق أبلغنى أنه نجح ورتب لقاء عاجلا بينى وبين السفير وعلى الاتصال وتحديد الموعد، وقد كان، من جانبى رحبت وقلت لم لا، خاصة أننى أتابع وأرصد نشاط وحركية السفير قطان منذ فترة.وقيل لى من الدبلوماسى المصرى، فلتعلم أن السفير قطان متمرس ومحترف ويتمتع بذكاء سياسى ودبلوماسى بلا حدود وصاحب خبرة متراكمة وفريدة ورؤية عميقة، كما أنه أفضل مهندسى العلاقات المصرية السعودية صاحب الدور الأول والخفى بعد 25 يناير وما بعد 30 يونيو بقوة ضاربة فى إنقاذ وتطوير وتعزيز العلاقات المصرية السعودية والحفاظ عليها وثيقة مركبة ومتجذرة بالرغم من مساعى وجهود دول وجماعات ضغط كبرى فى الإقليم لضربها أو النيل منها. وبالفعل التقيت السفير قطان وقلت فلتكن ساعة الحقيقة، وليكشف لنا حقيقة التوتر والتراجع المنثور حول العلاقات بين القاهرة والرياض، وهل هناك من داع للخوف، وعلى أن أعترف صراحة أننى وجدت الرجل يختلف تماما من حيث الرؤية والحنكة والخبرة الدبلوماسية والسياسية، والاضطلاع بتفاصيل التفاصيل فى مشهد العلاقات الثنائية والعلاقات العربية فكان السفير قطان أكثر شجاعة وثقة بالنفس وفسر وفند لى كل محاولات الدس والوقيعة للنيل من علاقات البلدين، وأن كل ما يكتب ويقال ويتناثر هنا وهناك لا يمت للحقيقة بصلة، وأنه لا توجد خلافات أو يحزنون إلا فى رأس هؤلاء الذين يتمنون ويسعون للتخريب، ولكن فى المقابل العلاقات فى أفضل حالاتها، فهى عضوية رئيسية ولدى القيادتين الملك سلمان والرئيس السيسى نية وتصميم وكذلك الحال بينى وبين الخارجية المصرية ومؤسسات الدولة المصرية رغبة وحتمية للعبور الآمن طيلة الوقت بعلاقات البلدين، باعتبارهما جسر المستقبل لإنقاذ العالم العربي.وأبلغنى أننى عليّ وعلى سائر الإعلاميين والصحفيين الزملاء ألا نتوقف عند تلك التسريبات البغيضة والكاذبة لأصحاب نيات سيئة بالبلدين، وكما قال أهل البيت أدرى بالذى فيه.تحدثنا كثيرا فى نقاش ذكى ومثير ووجدت السفير قطان لديه عتب على بعض المنصات الإعلامية، التى تصوب بنادقها بغير حقيقة ولغرض ما ضد المملكة السعودية وقبلة الحرمين الشريفين، وفى بعض الأحيان يناله شخصيا جزء من هذا الشطط فروى لى بعض النماذج من الكتابات خارج الأدبيات المعروفة فى الإعلام، والخروج على النص لعلاقات الحب والاحترام التى يجب أن تسود وترتقى بين البلدين، وحتى بين الأشخاص وكذلك ممن يكتبون مثل هذه الأمور لكن لسان حاله يقول لى لن أدخل فى لعبتهم فكل هذا من حيلة العاجز والذين صدمتهم نجاحات وضربات المملكة فى عاصفة الحزم ونجاحنا فى تشكيل قوات التحالف العربى فى ساعات معدودة وعملياتها الناجحة الذين علينا الإقرار بأنها غيرت وجه المنطقة حيث لأول مرة يفاجئ العرب العالم أمريكا والغرب بتلك العمليات لإنقاذ المنطقة وضرب مشاريع سيئة كان يخطط لها للتمدد والتغلغل فى المنطقة، لكننا فى السعودية وبتعاون مع الأشقاء فى مصر والخليج أفشلناها لأن ما قبل عاصفة الحزم ليس كما بعدها. واعترف الرجل بصعوبة ورداءة الوضع العربى وما يحضر للعرب فى مطابخ المنطقة والعالم وجهود مصر والسعودية للملمة شتات وأشلاء الدولة العربية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وإطفاء تلك الحرائق مع التحرك والتمسك طيلة الوقت لرسم خطوط مفصلية ناجحة للعلاقات المصرية السعودية تكون قدوة وركيزة لإنقاذ هذا الواقع العربى البائس حاليا، فهذا هو ديدن العلاقة بيننا وهذا هو الهدف والغاية ولدى أمل سننجح فى ذلك ونعم تستطيع مصر والسعودية. لمزيد من مقالات أشرف العشري