عن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: قال الله عز وجل:( أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا). فى هذا الحديث بيان من رب العزة سبحانه وتعالي, لأنه حديث قدسى رواه الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن رب العزة قال: أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا, أى أكثرهم محبة إلى الله سبحانه وتعالى الذى يكون مؤديا للعبادة فى وقتها, وفى أول وقتها ويكون مقتديا برسول الله (صلى الله عليه وسلم), ويكون أعجل الصائمين فى الفطر وأحب عباد الله, لأنه صار على هدى رسول الله(صلى الله عليه وسلم). (من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء آية 80 . ولأن الفطر عبادة كما أن الصوم عبادة وأداء العبادة فى وقتها الأول وهو وقت الفضيلة يكون أحب إلى الله سبحانه وتعالي, ويتضح من ذلك سبب من أسباب محبة الله تعالى لعباده وهى التمسك بسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) فى هذه وفى غيرها, فإذا كان التمسك فى سنة للنفس فيها حظ بتعجيل الفطر فلا شك أن غيرها مما لاحظ فى النفس فيها يكون الإنسان أكثر حظوة وقربا وحبا من ربه سبحانه وتعالي, والذى ينال محبة ربه سبحانه وتعالى هو الذى يحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) ويتبع منهجه ويقضى به, وهو الذى يكثر من النوافل بعد أدائه الفروض, وفى الحديث القدسي:(ولايزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) وتتجلى ثمرة هذه المحبة فى قوله تعالى فى الحديث القدسي: (فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به, وبصره الذى يبصر به, ويده التى يبطش بها, ورجله التى يمشى بها, ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذ بى لأعيذنه). فمن أسباب حصول العبد على محبة الله سبحانه وتعالى له أن يكثر من النوافل ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه, ومن أسباب حصول العبد على محبة الله سبحانه وتعالى له أن يحب أخاه المسلم لا يحبه إلا لله, ومن أسباب هذه المحبة أيضا تعجيل الفطر, لأن فى هذا اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا واظب الإنسان على الاقتداء فى هذه الأمور التى يحسبها ويظنها هينة ويسيرة, فإنه بهذا أعطى الدليل والحرص على تحقيق ما هو أهم, وعلى تحقيق ما هو فرض وعلى تحقيق ما هو فى غيرها من السنن, ولذلك أخبر الله فى الحديث القدسى أحب عبادى إلى وأضافهم إليه إضافة تشريف أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا وواضح أن تعجيل الفطر, حيث يتأكد الإنسان من دخول وقت المغرب, ومن غروب الشمس, لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر, ففيه حث على تعجيل الفطر, حيث تحقق الإنسان وتأكد من غروب الشمس لايزال أمر هذه الأمة منتظما ولا يزال الناس بخير ماداموا محافظين على هذه السنة, أما إذا أخروه فمعنى ذلك أنه قد ظهرت علامة على فساد يقعون فيه لبعدهم عن هديه صلوات الله وسلامه عليه, ولذلك ورد فى حديث آخر: لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر, أى أنهم مستمرون على الخير ماداموا يعجلون الفطر, حيث يتأكدون من دخول وقت المغرب, وفيما رواه الإمام مسلم بسنده عن أبى عطية قال:(دخلت أنا ومسروق على عائشة رضى الله عنها فقلنا يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد( صلى الله عليه وسلم) أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة, والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت: أيهما الذى يعجل الإفطار ويعجل الصلاة قال قلنا عبد الله يعنى ابن مسعود قالت: كذلك كان يصنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم). لمزيد من مقالات د.احمد عمر هاشم