رغم إنخفاض نسبة الوفيات والمواليد فى العالم المتقدم خلال العقود الماضية إلا أنها تظل مرتفعة فى العالم الثالث، جاء ذلك خلال فاعليات اليوم الختامى لمؤتمر تطوير طب الأطفال المجتمعى والذى تنظمه الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل بالتعاون مع مجمع الجلاء الطبى للقوات المسلحة والكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وجامعة «مانيتوبا الكندية» والمركز العالمى لإسترتيجيات الصحة بفلوريدا بأمريكا والذى بدأت فاعلياته .. تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى. د.عمرو حسن المدير الطبى لمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة ومدرس النسا والتوليد بطب قصر العينى أكد أن المؤسسة تبذل كل جهودها لخفض نسبة الوفيات من الأمهات أوتحقيق أقل نسبة منها، وقد أثبتت الدراسات أن هناك أكثر من نصف مليون إمرأة تموت كل عام أثناء الولادة بسبب مضاعفات الحمل أو بسبب صحة الأم المتدهورة - تموت أكثر من إمرأة تقريبا كل دقيقة- وتكون فرص وفاة الأطفال الذين تتوفى أمهاتهم أثناء الولادة أكبر بكثير فى السنة الأولى من الحياة مقارنة بالأطفال الذين تظل أمهاتهم على قيد الحياة، وأشار مدرس النسا والتوليد إلى أنه 99% من وفيات الأمهات والأطفال حديثى الولادة تحدث فى العالم النامي، وبالتالى تعانى النساء بالدول النامية من معدلات أعلى فى الوفيات أثناء الولادة والتى تصل إلى مائة مرة أو أكثر عن مثيلاتهن بالدول المتقدمة حيث لاتزال أكثر من 50 % من النساء يلدن بدون مساعدة من عاملين صحيين مدربين. ويعد هذا مثالا قويا لعدم الإنصاف والحصول على الرعاية الجيدة بين الأمهات فى العالم، فمعدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة فى مصر بلغ (27) حالة لكل (1000) مولود حى، ومعدل وفيات الأمهات (52) حالة وفاة لكل (100ألف) حالة ولادة عام 2013، وبشأن عوامل تقليل نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد، أوضح د.عمرو حسن أن الأدلة الحديثة كشفت عن وجود حزمة من التدخلات، إذا مانفذت على نطاق واسع من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من معدل وفياتهن مثل المتابعة الجيدة أثناء الحمل بالكشف المبكر عن تسمم الحمل والسكر والأنيميا، والأكل الصحى المتوازن إلى جانب الإبتعاد عن التدخين والإهتمام بممارسة الرياضة. وشدد على أهمية دور الإعلام فى التوعية والتثقيف بقضايا المجتمع وصحة المرأة. وقال : نعمل فى مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة على خطة قصيرة الأجل عن طريق تدشين منظومة للإعلام الصحى توفر المعلومات الطبية والتوعية والصحية وتطوعها للنشر فى وسائل الإعلام المختلفة . وأضاف : وفى سبيلنا لتحقيق ذلك قمنا بعقد بروتوكولات تعاون مع كل المؤسسات الصحفية وكل القنوات التليفزونية لنشر الإعلام الصحى وتدريب الصحفيين على برامج التوعية الصحية وخطة بعيدة المدى عن طريق التعليم بالترفيه بالأغانى ومسرح العرائس وأفلام الصلصال والألعاب على الموبايل والكمبيوتر، ونسعى حاليا للتوسع فى توقيع هذه البروتوكولات وسنسعى لتدشين المشروع قريباً". ووجه د.عمرو حسن الشكر إلى السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة على حرصهم على الإرتقاء بمنظومة التطوير والتحديث والبحث العلمى خاصة فى مجال العلاج والرعاية الصحية المقدمة للمواطن المصري، مشيرا إلى أن الظروف الإقتصادية التى تمر بها مصر تشكل تحديا كبيرا أمام تقديم خدمة طبية حقيقية لجميع أبناء الشعب المصرى، والتى تستلزم تكاتف الجميع خاصة من شباب الأطباء الذين لديهم من الرغبة والإرادة والطموح للتخفيف من معاناة المواطنين خاصة من محدودى الدخل وأشاد د.سمير بانوب مستشار الإدارة الصحية الدولية، وخبير بمنظمة الصحة العالمية بفكرة «أنتى الأهم» وبدور مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة فى نشر التوعية الصحية بمصر.