اعتبره البعض وزير الأزمات .. انه د. عبد الواحد النبوي الذي أدي اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية قبل 95 يوما من هذا الحوار كوزير لثقافة مصر في تعديل وزاري محدود.. صحيح أنه واحد من أهل البيت الثقافي بمسئوليته عن دار الوثائق القومية فترة، إلا أن القارئ لم يلتق به إلا معلقا علي عمله وكأستاذ جامعي. فداخل البيت الثقافي لا يعرف القارئ والمتابع لأحوال الثقافة المصرية إلا صاحب البيت المسئول عن سياسته. وصاحب البيت الثقافي أو الوزير هو في الأصل خريج جامعة الأزهر، وهذا ربما ما جعل البعض يراه في مناصب أخري أكثر مناسبة له، وما جعل آخرين ربما يرون أنه ليس من المثقفين ولكنه من المنتسبين للثقافة بحكم وجوده الوظيفي في الوزارة. وربما وربما...ولهذا كان هذا الحوار الذي يعتبر حواره الأول ل «الأهرام»، ففي مقر الوزراة طال الحديث الذي امتد إلي ما يقرب الساعتين، وسط التساؤلات نبحث عن إجابات، لنتعرف علي ما يحدث الآن في وزارة ثقافة مصر... ولنبدأ الحوار: د. عبد الواحد أود أولا أن اسألك سؤالا تقليديا يشبه المراجعة عن مهمة وزير الثقافة وكيف تراها؟ ►هو جزء من مهمة الدولة المصرية بما يجب أن تلعبه من دور في هذه المرحلة، فهناك دور يجب أن تقوم به كل وزراة. و السؤال يكون ما الذي يجب أن تقوم به وزارة الثقافة في هذا الوقت، وبالتالي وزير الثقافة عليه أن يقوم بما كلف به في إطار خطة عامة، وليدرك المصريون أن هناك وزارة تؤدي خدماتها وتقوم بدورها. لأنه ضمن ما حلفنا عليه أن نرعي مصالح الشعب، وهذه أهداف كبيرة ومهمة. وعلي الوزير أن يبلغها لأجهزة وزارة الثقافة. والوزارة بها 12 قطاعا يؤدي خدمات للشعب المصري علي اختلاف أماكن تمركزه . كما ان الأمر أيضا عندما يتعلق بالشعب المصري يجب الا يغفل طموحاته الخارجية علي المستوي الاقليمي وعلي مستوي العالم ككل. ولهذا في الفترة الأخيرة لدينا نشاط خارجي ووجود ثقافي في 55 دولة . فنحن في وقت يجري فيه تفكيك كيانات، بينما تنطلق مصر ثابتة ومتماسكة وتتحدي عقبات كثيرة. فهذا شعب لديه القدرة علي الحياة والنجاح. بالتأكيد عندما وقفت تحلف اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية كان هناك حديث عن رؤيته الخاصة لمهمة وزارة الثقافة ورسالة لابد وأن تصل إلي الناس في بر مصر؟ رئيس الجمهورية راصد لحالة المجتمع و مدرك ان وزارة الثقافة مثلها كمثل مؤسسات أخري تعاني من مشاكل إدارية ومادية، وهناك إدراك أن البعض استكان لآليات العمل القديمة. و الرؤية والرسالة تتعلق بمحاربة الجهل والأمية والارهاب و التطرف والتغيير نحو مجتمع أفضل محب للخير والسلام قادر علي إنجاب مبدعين جدد، يبهر العالم دائما بمفكرين وأعمال ثقافية متواصلة مع الأجيال السابقة. ووجهة نظره اننا تربينا علي الثقافة المصرية التي حملت كتابات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والعقاد، فالأجيال يجب أن تتواصل ولابد من اكتشاف مبدعين جدد فمصر ولادة . ومن وجهة نظرك أنت من وزراء الثقافة ادي مهمته بشكل يحسب له في مصر ؟ ►أغلبهم أضاف للثقافة المصرية، د. ثروت عكاشة علي سبيل المثال نقل الثقافة لريف مصر والأقاليم، و محمد عبد الحميد رضوان اهتم بالنشر و مؤسسات مصر الثقافية في الأقاليم ايضا ، و كان شابا حين تولي الوزارة مازال في بداية الأربعينات . وهناك د. أحمد هيكل ولكنه لم يمكث فترة طويلة. نريد أن نبدأ من مسئوليتك السابقة في وزارة الثقافة وتحديدا اسألك عن دار الوثائق و كان لديك وقتها حلم بقانون خاص بالوثائق؟ ►نعم آخر منصب توليته كان مدير الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق ورئيس دار الوثائق القومية، وكنا في الدار حريصين عليه لأنه الأرشيف القومي المصري وثاني أرشيف انشئ علي مستوي العالم، بعد الأرشيف الفرنسي مباشرة. ولهذا كان لابد من العناية بهذا الأرشيف من خلال التدريب وآليات العمل. كما أنه بالفعل كان هناك نشاط كبير في لجنة الخمسين لوضع نص يتعلق بالزام مؤسسات الدولة بايداع أوراقها داخل دار الوثائق للمحافظة علي ذاكرة الأمة. و أمس ابلغني المستشار القانوني بالانتهاء من مشروع القانون حيث كانت هناك لجنة تعمل عليه. وأجرت كل التعديلات اللازمة ليتثني لي رفعه لمجلس الوزراء لعرضه علي لجنة الإصلاح التشريعي لتري فيه ما تراه لتكون بموجبه كل البيانات كاملة محفوظة في دار الوثائق لجميع الأجيال ولصانع القرار. فنحن نحتاج إلي القانون ليعطي من القوة المادية والمعنوية لهذه المؤسسة للحفاظ علي هوية الدولة المصرية. وبالمناسبة قيل أن هناك أزمة بالنسبي للكوادر المناسبة في دار الوثائق ؟ ►من ثلاث سنوات كانت هناك مشكلة في أن المبني الجديد يحتاج إلي فريق متميز، وتمت الموافقة لنا علي ستة وخمسين شخصا ليعملوا بالدار، واستكملنا بأوائل الخريجين وبالفعل استلموا العمل في دار الوثائق القومية لان هناك ما يقرب من عشرين مليون وثيقة في المؤسسات الحكومية لابد وان تدخل دار الوثائق. بمناسبة الكوادر أريدك أن تحدثنا عن قصور الثقافة المشكلة المزمنة؟ ►هي ذراع طولي للدولة والثقافة المصرية و تمتد من أسوان جنوبا وحتي الاسكندرية شمالا ومن سيناء وحتي السلوم. بالتالي يمكن تنفيذ أي خطة ثقافية أو نشر للثقافة و اكتشاف المبدعين عن طريقها. و عدد المواقع أو المراكز وصل إلي 575 موقعا. وهذه المواقع يمكن ان تكون مكانا في حدود شقة 30 مترا أو مكتبة في مركز شباب. وعلي فكرة مراكز الشباب عددها أكثر من أربعة آلاف مركز، بينما عدد القري المصرية تقريبا أربع آلاف وسبعمائة وخمس وستين قرية. وقد جاءت فترة من الزمن كانت وزارة الثقافة لا تتوسع افقيا لايصال الخدمة الثقافية و تهتم بانشاء قصور ثقافة يرصد لها الكثير وليست جماهيرية. ووجدنا الحل هو تغيير استراتيجيتنا في الانتشار الأفقي، وهناك تصميم للبناء ليكون علي مساحة اقل و تكون هناك مساحة حول المبني لممارسة الأنشطة. يعني المساحة الكلية قد تتجاوز 1000 متر وتضم كل الانشطة كالمكتبة والمسرح المكشوف والمرسم مثل نعمان عاشور في ميت غمر وحلايب وأبورماد. ولهذا لن نجد قصر الثقافة صاحب الزجاج العاكس والانارة المعينة. والبشر؟ ►البشر المهم له هو التدريب، و علي فكرة التوزيع ليس عادلا داخل قصور الثقافة. فبعضها يوجد فيه ألف شخص كقصر ثقافة الأقصر، في حين أن هناك قصور ثقافة لا تتجاوز الثلاثة أفراد وهذا لا يعني أن نظلم الناس فالتدريب أساس. فأي إنسان بعد تخرجه من الجامعة لا يضيف إلي نفسه مهارات وتدريب ستجده بعد فترة يكرر نفسه. ولهذا طلبنا أن تزيد ميزانية التدريب من العام القادم، كان هناك تدريب من خلال معسكر وورش عمل. ووجدت أن الافضل أن يكون هناك أسبوع تدريب كل شهر في كل محافظة من خلال أصحاب الخبرة والمهارات، و الأشخاص المجيدين في الثقافة الجماهيرية الذين يمكن الاعتماد عليهم، و أساتذة الجامعة في المحافظة أو الاقليم نفسه. وعلي مستوي الاقليم سيكون هناك تدريب شهري، ووجدنا اننا لا يمكن أن نتطور دون ضخ دماء جديدة من الشباب تتولي العمل الميداني في قصور الثقافة وبدأنا بمجموعة في القاهرة والقليوبية والبحيرة والاسكندرية. الثقافة الجماهيرية ظلم الناس بها في فترة من الفترات لأنهم لم يتلقوا تدريبات ليمارسوا الدور المنتظر منهم. د. عبد الواحد أحدث التعليقات علي عملك كوزير ظهرت مع إعلان جوائز الدولة.فهناك فائز صرح بأنه لم يكن ليفوز إلا في وجود مناخ من الشفافية، وهناك أيضا من يقف عند عملية التصويت الالكتروني التي تم بها اختيار الفائزين وينتقدها.فماذا تقول؟ ►كنت أقرأ مثل أي قارئ عن جوائز الدولة ولكني تحدثت مع الأمين العام للمجلس وخضنا التجربة وأعتقد أن التصويت حدث بشكل شفاف جدا. ومنذ العام الماضي وجدت الوزارة أن عملية التصويت الورقي أو التصويت من خلال ورق يجمع، تستنزف الكثير من الوقت. و كانت العملية تمتد من الساعة العاشرة صباحا إلي العاشرة مساء. ولهذا طرحت فكرة تطبيق هذا التصويت الالكتروني لانه أيضا يظهر موقف أعضاء المجلس سريعا من المرشح. وأرجو أن أوضح طبيعة جوائز الدولة الأربعة، فالجائزة التشجيعية يمكن أن يتقدم المرشح بنفسه ، وهناك لجنة تفحص وبشكل سري ولا أحد يتدخل فيها. والوزير نفسه لا يعرف بالتقرير الذي يفتح في جلسة المجلس. وبالنسبة لجائزة التفوق فهي أما مؤسسات ترشح أو أفراد يطلبوا ترشيح أنفسهم ، ويوجد أيضا في هذه الحالة لجان تفحص والمجلس في النهاية صاحب قراره. أما جوائز الدولة التقديرية فتقوم المؤسسات بالترشيح، ووزارة الثقافة نفسها لا ترشح. فليس من حق الوزير أن يرشح أحدا. وجائزة النيل كذلك بترشيح من المؤسسات. وما حدث اننا عندما اختبرنا التصويت الالكتروني، دعونا الأعضاء لاجتماع لورشة تدريبية للتصويت. وجاء من يقول إن هذا أفضل من الورقي، وكانت هناك انتقادات أيضا لهذا الأسلوب . ولكن . التصويت تم ما بين دقيقة ودقيقة ونصف فأنجزنا بشكل كبير لأنه عادة ما نصوت علي شخص واحد أو اثنين أو حتي أربعة حسب الجائزة. هل هناك نية لتخفيض عدد الموظفين الذين لهم حق التصويت؟ ►عدد المجلس ثلاثين معينين واثنين وثلاثين من المثقفين. والعدد الاكبر من غير المعينين. فيوجد عضو بحكم وظيفته ويوجد رموز مثقفة. وهناك مناقشات بشكل عام حول دور المجلس الأعلي للثقافة، فالدولة المصرية تسعي الأن لتحديث مؤسساتها، وهذا المجلس عندما أسس في الثمانينيات كانت الرؤية تناسب ذلك العصر، وكما نطالب بالاجتهاد وتحديث الخطاب الديني، لابد أن نجتهد في تطوير وتحسين المؤسسات. الاستاذ فاروق جويدة مثلا قال: أنا لا أصدق أن هذا المجلس ليس نصفه من الشباب. والبعض قال مهم أيضا أن يكون تواجد المرأة كبير. ونحن منفتحين علي كل الاراء، وكل ما يؤدي إلي مؤسسة قادرة علي إحداث تغيير في المجتمع و المحافظة علي هوية الثقافة المصرية نقف معه. لسنا ديكتاتوريين ولا متصلبي الرأي، وما يجمع عليه سنقوم بتطبيقه. ما أخبار منحة التفرغ هل مازالت موجودة و مجال تساؤلات ؟ ►المنحة موجودة وزاد عددها. وهناك لجنة مستقلة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ومقررها الاستاذ يوسف القعيد وهم المسئولون وهم من يقولون من يحصل علي المنحة. وما هي رؤيتك للمجلس القومي للترجمة ؟ ►لا يمكن أن تكون هناك حضارة دون ألية قوية للمعرفة والترجمة. وهذا حدث لكل الحضارات وفي كل الأزمان ولهذا فمشروع الترجمة مهم لمجالات المعرفة. يحتاج هذا المشروع إلي نقل الكثير من تجارب المعارف بشكل جيد مع إعطاء الاولوية لما يحتاجه المجتمع المصري من معارف، وأيضا أن يصل بمنتجه إلي الشعب المصري. وهناك مشكلة في المركز القومي للترجمة وهو أن هناك طبعا لإصدارات بأعداد كبيرة جدا وليس لديه القدرة علي التسويق، رغم انه عمل ثلاثة بروتوكولات للتسويق وأيضا لديه مجموعة أعمال متعاقد عليها ولم تدخل حيز التنفيذ. فهو يحتاج لنقلة نوعية. وعند مقابلتي مجموعة من السفراء الأجانب وأيضا وزير الثقافة السنغالي وجدت أن هناك أشياء غير معروفة لديهم. فيجب أن يدرك العالم أن لدينا أدبا وثقافة مصرية ولهذا فهناك فكرة اختيار مجموعة من إبداعات المصريين في الفكر والسياسة والأدب وتترجم. فإذا ترجمنا كل عام عشرة كتب في السنة للمكتبات الأجنبية لتغير الأمر ولو أودعنا نسخ في مكتبات مهمة في العالم فهذا يشجع علي القراءة ولا ننتظر النتيجة في الصباح الباكر.وعندما كنت في دار الوثائق كنا نقرأ التعليقات علي ما يحدث في مصر في الوثائق البريطانية والفرنسية ونتساءل وأين الرؤية المصرية لما حدث؟ و معرض الكتاب هذا الحدث السنوي الذي يعرفه كل أهل مصر..كيف تنظر إليه؟ ►عندما ذهبت إلي معارض كتب أخري، وجدت نشاطا ثقافيا أكبر يتم علي هامش المعرض. ولابد من وجهة نظري أن يكون هناك تسويق جيد وتعاقدات للنشر و خدمات، فمعرض الكتاب متعة ولا يجب أن نعمل علي أخر وقت ودقيقة وثانية.في فترة قريبة سيكون لدينا سبعة وعشرين معرض كتاب في سبعة وعشرين محافظة. بالمناسبة كيف ستكون مشاركتكم في حفل افتتاح قناةالسويس؟ ►هناك لجنة تعمل علي هذا ، و ستكون لوزارة الثقافة احتفالات في كل ميادين المحافظة وسيخرج للنور إصدار مهم لوثائق قناةالسويس من دار الوثائق القومية وهناك مشاركات لدار الاوبرا. دار الأوبرا و المتاحف كنز كبير للوزارة، وهناك متاحف تحت إدارة وزارة الثقافة وأخري تابعة لوزارة الآثار فهل يعني هذا ازدواجية أم طابع مختلف؟ ►عندما اتفق علي فصل الآثار عن الثقافة، اقتصرت متاحف وزارة الثقافة علي القومية والفنية.ولدينا خطة لانه ليس هناك اقبال عليها فنحن الآن في فترة استثنائية والمصداقية في الحكم حسب السياق العام للحدث. وأيضا أولادنا في المتاحف يحتاجون للتدريب وهذا ما اتفقت عليه مع السفير الايطالي .واتصور أن يعرف مديرو المتاحف كيف يجذبون الناس. فالمطلوب أفكار لتفعيل المكان. بمناسبة تفعيل الأفكار وتحويلها إلي حقيقة ماذا تقول عن جهاز التنسيق الحضاري وأعرف أن هناك حركة عمل ولكنه يلزم الطابع الاستشاري، في حين أن الصحافة تكتب كل يوم عن بيت أو قصر أو مسجد يتعرض للاغتيال؟ ►نحن شعب مغرم بالعمارة و لنا تراث رائع، فلكم أن تتخيلوا أن القاهرة وحدها بها عشرة آلاف موقع تراثي وهذه هي المباني ذات الطراز المعماري المميز. و مسئولية الجهاز هو عمل حصر وأن يبلغ الجهات المختصة بضرورة الحفاظ علي المبني وعدم الهدم وليس لديه سلطات أكثر من هذا. لو أراد أي شخص صيانة منزله المتميز فإن الجهاز يساعده ويقدم له رؤيته ولا يملك أكثر من هذا. القرارات التنفيذية مسئولية المحليات و المحافظة.و المحليات لابد وان تراجع الجهاز، وأن ينظر بعين الاعتبار لوجود هذا الجهاز و لا يتجاهلوه. ماذا يحدث الآن في دار الكتب في باب الخلق الذي تعرض للتدمير منذ أكثر من عام ونصف. فدائما نسمع فقط عن المتحف الاسلامي ؟ ►تحدث الشيخ سلطان القاسمي عن رغبته في ترميم هذا المبني. وبشكل عام دار الكتب في حاجة لجهود مضاعفة و لمساحة أكبر لأنها مكتبة وطنية. بالفعل حدث تطوير بها علي الطريق الرقمي ولكن خلال عشر سنوات الوضع بالتأكيد يختلف. - بصراحة هل أنت راض عن المهرجانات الفنية بمصر.. قرأت تصريحا بأنك غير راض عن منح الدكتوراة الفخرية لعدد من الفنانين؟ ►لم أقل هذا الكلام ومن حصل علي دكتوراة من أكاديمية الفنون يستحق. وهذه الأكاديمية من المؤسسات النادرة ولهذا من المفترض ان تطور المناهج والمقرارات بها. كنت أتحدث مع أحد المسئولين لأؤكد ضرورة تطبيق الجودة التعليمية. وهناك مجموعة حريصة علي الأكاديمية وبقائها قوية . وبالنسبة للمهرجانات البعض يقول ليس لها داع.والحقيقة ان الافراط في الشيء سيئا، ولكن التخطيط للعمل مهم. وعندما يأتي فنانون من الخارج ويلتقي بزملائهم في السينما والمسرح والفنون التشكيلية فهذا مهم. و يعطي انطباعا جيدا عن مصر. تتحدث عن خطة خمسية وعشرية وعشرينية هل تتوقع أن تكون خطة تستطيع وزارة الثقافة تنفيذها بنفس المضمون أم هي مجرد رؤية؟ ►مصر تعمل الان علي خطة مصر 20-30 ولا يمكن أن تنجز عمل بشكل جيد بدون تخطيط.لدينا 700 موقع في وزارة الثقافة و بحلول 2020 نتمني أن يصلوا إلي 1000 موقع وتعداد مصر وقتها سيصل إلي مائة مليون، وهو ما يعني موقع لكل مائة ألف. وفي الفترة الوجيزة لدينا 17 مشروعا جاهزين للافتتاح وتحدثنا عن مضاعفة الميزانية فالنشر مثلا أحد الاليات المعبرة عن مصر. ومن احلامنا ان نرصد 40 مليون جنيه للنشر، و أول الشهر القادم سنعلن عن مسابقة للنشر جوائزها وستكون المسابقة في كل التخصصات وستعلن شروط التقدم . والأهم التحكيم فلا أحد من المحكمين سيعرف لمن يحكم، وسيشارك محكمون عرب وأجانب حتي نكتشف موهبة لشخص في بيت من الطين في أسوان وهذا الأمر ليس جديدا فبعض دور النشر أجرت مسابقة للخيال العلمي والروايات الرومانسية. ولكن بماذا تفسر تحمس البعض للهجوم عليك منذ مجيئك؟ ►صراحة لا أعلم ، فقد تحملت الكثير من الهجوم العنيف بلا مبرر ، وتجاوزت ألفاظًا ، وشائعات بعيدة تمامًا عن النقد البنَّاء، تهد ولا تبني، استغربت لسماعها كثيرًا ، منها أنني محسوب علي الإخوان، وأنني أتيت ل»أخونة» الوزارة، وترضية للأزهر، وهذا غريب ، فأنا لاعلاقة لي بأي جماعة ، ولست محسوبًا علي أحد، أعمل فقط لصالح بلدي، مستخدمًا الحس الوطني، ولابد أن يعي الناس جيدًا أن انتسابي للأزهر الشريف شرف لي ، وليس شيئا أخجل منه ، فتلك المؤسسة الدينية، لها عراقتها، وتاريخها الوطني المجيد، في دفاعها عن مصر، ورجالها الرموز الأجلاء في جميع المجالات، وأغرب تلك الشائعات مازعموه من أنني سافرت إلي قطر ، وأنهم جندوني هناك، بعدها عدت لمصر عميلًا خائنًا!! حينما دخلت الوزارة اتبعت سياسة المهادنة مع رؤساء القطاعات واختلف الأمر فيما بعد؟ هل لأنهم محسوبون علي الوزير السابق أم لوجود قصور في الأداء ؟ ►دخلت الوزارة وأمامي هدف واحد ، هو ميكنة ، وهيكلة، الوزارة وقطاعاتها، وتحديث خدماتها، وتدريب جميع العاملين في الثقافة علي استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتكليفات عدة من الدولة ، بالعمل الجاد المخلص ، والإنجاز السريع، حتي يري المواطن إنجازات ثقافية حقيقية علي أرض الواقع، مع التوسع في الخدمات ، وضبط الانفاق في كل قطاع علي المشاريع لتحقيق عدالة توزيع ، وخاصة قصور الثقافة التي كان بعضها ، في بعض المناطق، تتكلف مبالغ باهظة تصل للملايين، ، في وجود عدد كبير من الموظفين وبالتالي تستهلك الميزانية في أجور هؤلاء الموظفين، ونحن لانحتاج لكل هذا العدد، وغيرها من التكليفات، التي وضعتها علي مائدة الاجتماع بكل رؤساء القطاعات، وطالبتهم بتنفيذها بسرعة ، ودقة، مع إعداد تقارير دورية وافية عن مراحل الإنجاز، وتابعتهم بدقة، وقيَّمت أدائهم في خلال الأشهر الثلاثة التي مرت علي توليتي المسؤؤلية، لكنني وجدت أن أداء معظمهم روتيني، لايتفق مع المرحلة الراهنة التي تعيشها الدولة ، والتي تتطلب تكثيف العمل، والإبداع بأفكار جديدة من خارج الصندوق، للانطلاق سريعًا ، ومواكبة دول تجاوزتنا في استخدام التكنولوجيا بسنين كثيرة، ودولة بحجم مصر لاتستحق أن تظل في مكانها الحالي ، حتي الآن، ورأيت أن نجدد الدماء ، ونعطي الفرصة لكوادر جديدة، مع احترامي لكل السابقين. ولكنك أقلت د. مغيث رئيس مركز الترجمة؟ ►ليس صحيحًا .. الدكتور مغيث انتهت فترة انتدابه، وسنستعين بقيادة جديدة ، تقوم بتنفيذ خطة التطوير. وماذا عن أزمة الدكتور عفيفي؟ ►أكن كل الاحترام للدكتور عفيفي امين المجلس الاعلي للثفافة، وهو مستمر معنا حتي انتهاء فترة ندبه، وقد وجهت له الشكر علي كل مابذله خلال الفترة الماضية، ولكن المجلس يحتاج للوصول بخدماته ، للقري ، والنجوع، وكل شبر في أرض مصر، لتنوير المجتمع. واكتشاف المواهب، التي قد تعثر عليها في أفقر الناس. وما حقيقة ترشيح د. أبو الفضل بدران بجامعة قنا أمينًا عامًا خلفًا للدكتور محمد عفيفي؟ ►لم أتحدث مع أحد - قيل انك ستستعين بقيادات من الجامعات الاقليمية؟ - ►المقياس عندي الكفاءة و الاخلاص و العمل الجاد وسرعة الانجاز والابداع فإذا توافرت تلك الشروط في أي شخص سيكون جديرا بالمنصب ايا كانت جهة تخرجه. فليس عندي تمييز في انتقاء القيادات فمن يثبت جدارته أهلا به. وماذا عن بقية المسئولين ؟ ►أحب أن أوضح لست في عداوة مع أحد ولا أحمل ضغينة لأحد فنحن نعمل بأسلوب الفريق الواحد ولن أنجح في تحقيق أهداف الدولة بمفردي ونحن لبنات في صرح الوطن و كل منا يعرف دوره وبالنهاية أنا بحكم منصبي مسئول عن التقييم،و ليس صحيحا ما تردد عن تغيير كل رؤساء القطاعات فهناك من تم التجديد له بالفعل ولكنني لن أذكر أسماء.
استدراك كتبت - زينب عبد الرزاق : في حوار د. مصطفي حجازي والذي نشر أمس غاب عن العنوان الرئيسي كلمات كانت واجبة لإتمام السياق وما قصده المفكر الكبير. وقد كان العنوان الأدق للحوار الذي أجرته الأهرام مع د. حجازي يدور حول 'مصر تغادر ثنائية القهر و الفوضي نحو مستقبل .. الحقيقة هي وعده و وعيده'.. وأيضا: "هناك تقدم نحو المستقبل في شأن كل إنسان مصري أراد ان يستعيد مصريته في 2011 .. وبدون تعميم' وبهذا تؤكد الأهرام احترامها وانحيازها لقيمة الكلمة فكرةً وقارئاً.