يعقد رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو بعد غد الإثنين قمة استثنائية ببروكسل فى محاولة أخيرة لمنع سيناريو «كارثى» بخروج اليونان من المنطقة الاقتصادية الأوروبية بعد فشل اجتماع الجهات الدائنة أمس الأول، وسط مخاوف من انهيار النظام المصرفى اليونانى وغرق البلاد فى موجة إفلاس قد تعصف بالاقتصاد الأوروبى والعالمى. وانتهى اجتماع «منطقة اليورو» مع ممثلى اليونان مساء أمس الأول بعد أقل من ساعة ونصف الساعة دون التوصل إلى اتفاق مما يعنى مباشرة تخلف أثينا عن سداد ديونها نهاية الشهر الحالى.. وكان الاجتماع مخصصا للاتفاق حول قيام اليونان باصلاحات مالية جذرية مقابل الحصول على 7،2 مليار يورو (8،2 مليار دولار) من دائنيها لتتمكن من سداد ديونها لصندوق النقد الدولى ودائنين آخرين. ووصف مسئولون أوروبيون الاجتماع بأنه كان «مأساويا» حيث فشل المفاوضون فى اقناع اليونان بتنفيذ إصلاحات اقتصادية تتضمن بالأساس تغيير نظام التقاعد والمعاشات ورفع الضرائب مقابل مساندتها ماليا، حيث يفترض أن تسدد أثينا 1،6 مليار يورو لصندوق النقد الدولى بنهاية يونيو الحالى وهى الأموال غير المتوفرة بالفعل فى الخزينة العامة لليونان. وفى تهديد مباشر لليونان، قال يورن ديسلبلوم رئيس «منطقة اليورو» إنه يستعد لكل الاحتمالات بما فيها التخلف عن السداد الذى يمكن أن يشكل مقدمة لخروج أثينا من «منطقة اليورو»، مطالبا أثينا باقتناص «الفرصة الأخيرة» للتوصل إلى اتفاق مع الدائنين الأوروبيين. من جهته، حذر بيار موسكوفيسى المفوض الاوروبى للشئون الاقتصادية من اقتراب «نهاية اللعبة»، مشددا على أنه يجب على الجانب اليونانى أن يقبل بتقديم تنازلات معقولة وذلك «لتفادى مصير كارثى».. كما حذرت مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد اليونان من أن الصندوق لن يمدد مهلة سداد الديون المترتبة عليها والتى تنتهى فى 30 يونيو وفى حال عدم الالتزام ستعتبر أثينا متخلفة عن الدفع.. واستخدمت لاجارد لهجة شديدة، وقالت: إن «الأمر العاجل هو العودة إلى الحوار مع راشدين فى القاعة». وفى محاولة لرفع سقف المفاوضات والهروب إلى الأمام، حذر رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس أمس من أن خروج بلاده من «منطقة اليورو» يمثل بداية النهاية للمنطقة الاقتصادية.. وقال تسيبراس إنه واثق من إيجاد حل لأزمة الديون يسمح لليونان بالعودة إلى النمو والبقاء فى «منطقة اليورو».