تعهد وزراء دول منطقة آسيا-المحيط الهادئ بمواجهة الإرهاب والتطرف خلال اجتماع في سيدني أمس، فيما كشف وزير العدل الأسترالي جورج برانديس عن عزم بلاده توسيع حملتها ضد الإرهاب والجماعات المتشددة. وتمحورت قمة مكافحة التطرف في سيدني التي استمرت يومين بمشاركة وزراء من 24دولة ومن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة ومديرون تنفيذيون لشركات إنترنت كبرى حول تبنى إجراءات عالمية للحيلولة دون انضمام المزيد من الشباب إلى التنظيمات المتطرفة. وأعلن وزير العدل الاسترالي أمام القمة أن بلاده ستتبنى تشريعات جديدة في إطار مكافحة الإرهاب وفرض المزيد من التشريعات الأمنية الصارمة، وركز برانديس على التحدي المتمثل في وقف الدعاية التي يبثها المتشددون على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووصفها بأنها من أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجهها حكومته. وأضاف أن "قادة منطقتنا وجهوا رسالة قوية إلى العالم، بأننا لن نبقى مكتوفي الايدي ونسمح للجماعات الإرهابية مواصلة تجنيد مواطنينا ودفعهم إلى التشدد عبر أيديولوجياتهم المنحرفة". وقال برانديس إن "المؤتمر يوضح أن الحكومات لا يمكنها مواجهة هذا التحدي بمفردها، وإن هناك ضرورة لتطوير شراكات قوية دائمة مع صناعة التكنولوجيا والمجتمع المدني، عبر رفض من يبث افكار التطرف العنيف بل كذلك توفير بدائل قابلة للحياة"، وشدد المجتمعون في سيدني على أنه "لا يمكن ولا ينبغي ربط الإرهاب والتشدد العنيف بأي ديانة أو جنسية أو حضارة". واجتمع 60 من العاملين في المجال الالكتروني على هامش قمة سيدني بهدف إيجاد وسائل وبرامج مناسبة لمواجهة الحملة الترويجية لتنظيم "داعش" على الإنترنت، حيث يلجأ التنظيم الإرهابي بشكل كبير إلى وسائل التواصل الاجتماعي لجذب آلاف الشباب من كافة انحاء العالم. وبالتوازي مع جهود حكومية لمكافحة التطرف، يجول متعهدان من منطقة وادي السيليكون (سيليكون فالي) في الولاياتالمتحدة، المعروفة في مجال التكنولوجيا، في انحاء العالم لتنظيم ما يطلق عليه "هاكاتون" او لقاء القراصنة الالكترونيين، والذي يبحث فيه المشاركون عن وسائل مناسبة لمكافحة تنظيم "داعش" في العالم الافتراضي. وقال كوينتان فيكتوروفيتش، احد منظمي اللقاء والمستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لجهود مكافحة التطرف: "نريد ان نربط الابتكار بقطاع الامن القومي وفلسفة وادي السيليكون" في اشارة الى التقنية الالكترونية العالية وذلك بهدف ايجاد برامج "جديدة وسريعة"، وأضاف أنه "ليس هناك أي حل سحري لمنع تطرف تنظيم داعش، لكننا نحاول بناء بيئة شاملة من خلال هذه اللقاءات، وخلال خمس سنوات يمكن أن تتحول إلى عامل تغيير وأن تعكس تأثيراً استراتيجياً". من جانبها، حذرت وكالة المخابرات الداخلية البريطانية "ام آي 5" من وجود عدد "غير مسبوق" بين الشعب البريطاني يتم تدريبه على الإرهاب، وأعرب جهاز الأمن البريطاني عن قلقه إزاء عدد البريطانيين الذين عادوا الى البلاد بعد أن تدربوا للقتال مع تنظيم "داعش" الارهابي، والذي تم تقديره الشهر الماضي بنحو 450 شخصاً، وحذرت وكالة المخابرات البريطانية من أن تهديدهم لا يشمل فقط "التخطيط لشن هجمات"، ولكن زرع الفكر المتطرف بين أصدقائهم وجيرانهم وجمع الأموال للتنظيم الإرهابي، وأشارت "إم آي 5" إلى أنه يمكن تدريب المتطرفين على تنفيذ هجمات دون الانضمام إلى "داعش" أو أي تنظيمات إرهابية أخرى، وهو ما يسمى "بهجمات الذئاب المنفردة"، وحذرت من وجود عدد كبير من الجهاديين الذين تدربوا مع القاعدة في أفغانستان وباكستان وشرق افريقيا وفي اليمن، ونتيجة لهذه التهديدات الحالية فإن مستوى التهديد الارهابي في البلاد ارتفع عند خط "خطير"، وهو ما يعني أن وقوع هجوم ارهابي مرجح جداً. وفي الولاياتالمتحدة، اعترف فتى أمريكي (17 عاماً) بدعم منظمة إرهابية، بعد نشره أكثر من سبعة آلاف تغريدة دعائية لتنظيم "داعش" وتسهيله سفر شاب يبلغ من العمر 18 عاماً إلى سوريا، واعترف شكري علي امين، بأنه مذنب أمام قاض في محكمة الاسكندرية في شرق فرجينيا ومسئوليته عن "التواجد الكثيف على الانترنت" لدعم تنظيم "داعش".