ولم تمر أيامً قليلة، من حوار إيناس الدغيدى حول حديثها إلى الله، وإعلانها عن عدم اقتناعها ببعض ماتحدث به الأنبياء، وموافقتها على تصريح بيوت الدعارة، حتى عاد إعلامنا الفضائى ليتبنى حواراً آخر يأخذنا إلى نفس مُربع «المسخرة الإعلامية»، التى تتحدث فى العلن عن بناء دولة، بينما هى تحاول التخلص مما تبقى منها بالقضاء على منظومة قيمها! الحوار كان مع الكاتبة الناشطة فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة نوال السعداوى، صاحبة ال 83 عاماً من عمرها، خريجة كلية الطب عام 1954. فى حوارها دافعت نوال السعداوى عن «المثليين» وزعمت أن ثلث العالم «مثليون» لذا تغيرت القوانين فى أمريكا وأوروبا لإباحة زواجهم. وهى ترى أن « المثلية» سببها ليس التربية، وهى ليست ظاهرة مرضية ولكنها صدمات سواء كانت مرأة تتعرض لصدمة فى رجل «دنىء»، مما جعلها تكره الصنف كله وكذلك بالنسبة للرجل، وأن هذا يجب أن نفهمه ولا ندينه». ونوال السعداوى تعتبر أن الأخلاق تأتى بالتربية لا بالدين، وأنه لا توجد ثوابت، والإسلام فيه الرق، والعبودية التى سقطت من جميع الديانات بما فيها الإسلام، وهى ترى «أن الروح والجسد والعقل شىء واحد، وهى تتساءل لماذا لا يتحجب الرجل، مؤكدة أن من يأتون لها بعيادتها من النساء لسن مقتنعات بالحجاب لكنهن خائفات، وقالت ان الرجل له مفاتن مثل المرأة بالضبط، والنساء اللاتى ينظرن للرجل يشتهينه فالمرأة أيضاً لها شهوة »! هنا تعود نوال السعداوى لتقدم لنا، وجبة جديدة من الأفكار الشاذة - عبرإعلامنا - لاتعكس فى نهايتها إلا محاولة للعبث بثوابت شخصيتنا المصرية، فهى تحاول أن تخرج إنسانيتنا وقيمنا، وأخلاقنا عن منظومة الدين، وأن البشر هم وحدهم الذين، يحددون مسارات أى تقدم، أو اعتقاد، عبر تأكيدها أنه لاتوجد «ثوابت» بما فيها الدين، وان الأخلاق لاترتبط بدين، ومعالجة أى أمر من أمورنا يجب من وجهة نظرها أن يبعد عن هذه الدائرة! وهى تدعو الى ثورة ثقافية وتعليمية ودينية وفكرية، على طريقتها، فهى تُبدى تعاطفاً كبيراً مع المثليين والشواذ، فى الوقت الذى تضرب فيه بقوة وتشجع السيدات على خلع الحجاب، وعدم إرتدائه بدعوى إزالة الخوف من قلوبهن، وكأن الدولة ستحكم عليهن بالإعدام، فى حالة خلعه! إن ماتقدمه نوال السعداوى من أفكار، وقبلها إيناس الدغيدى، وممن مثلهما، والإعلام الذى يحتضنهم جميعاً يؤكد من جديد، أن هناك من لايريد بأبناء هذا الوطن خيراً، فهل من سبيل للمواجهة؟!