يأتى الطلاب من كل « فج عميق» قاصدين الأزهر الشريف، يجلسون إلى شيوخهم فى أروقة مختلفة، ينهلون من نهر العلم الجارى الذى لم يتوقف فيضه منذ تأسيسه عام 970م0 فى البدء كان بالجامع رواقان، الرواق الكبير وهو القديم ويلي الصحن ويمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة. والرواق الجديد ويلي القديم ويرتفع عنه بمقدار درجتين. وسقف الأثنين من الخشب، ثم تعددت الأروقة بعد ذلك ومنها الطيبرسية والعباسي والتركى والمغاربة والصعايدة، وغيرها0. بعد أن يرتشف الطلاب – عسل - العلم من شيوخهم، يطيرون مثل الفراشات الحالمة فى أرجاء الدنيا الواسعة، ينقلون للناس ما وقر فى قلوبهم وصدقه عقلهم من تسامح وخير وحب وإيثار وبر حتى تسود الرحمة فى كل مكان بفضل الإسلام الوسطى الذى لا تستقيم أمور الحياة بدونه0 كل ذلك – ويزيد – جعل عودة الرواق لممارسة دوره التنويرى أمرا غاية فى الأهمية، فى محاولة جادة من أزهرنا الشريف لتصحيح المفاهيم المغلوطة التى بدأت تنتشر كالنار فى الهشيم بفعل فاعل فى مجتمعنا الذى بنى على التسامح0