ابتلى المجتمع المصري مؤخرا بأبشع أنواع الانحطاط الخلقى والإسفاف السلوكى والانحدار السمعي والتلوث البصري والعفن اللفظي، وانتشرت الإباحية الجسدية واللفظية فى جسد وبنيان الشارع المصري عبر مواقع التواصل ألانحرافي بكل وسائله مرورا بالقنوات الفضائية، التى أصبح همهما الأول اللعب على الغرائز فى تعمد واضح لتشويه الشعب المصري وخاصة المرأة المصرية صاحبة الريادة والنضال وتجلت في أبهى صورها إبان ثورتى 25يناير و30يونيو والاستحقاقات الانتخابية في مشهد بديع جسد صورة المرأة المناضلة صاحبة التاريخ البطولي . ابتلى الشعب المصري بأشد أنواع البلاء فتكا بالقيم والأخلاق في هجمة شرسة تأكل بنيانه وجسده في مخطط هدفه النيل من سمعة هذا الوطن ، وبدأنا نشاهد سيلا منهمرا من أردأ أنواع التحرش اللفظي والجسدي بالفتاة والمرأة في العمل والشارع ووسائل المواصلات والميديا الحديثة الفيسبوك وأخواته، وبدأت تظهر العديد من الدعوات التى تطالب بإباحية الجنس بعيدا عن العلاقة الشرعية إلى دعوات تطالب بحق المثليين في الزواج وترك الحبل على الغارب للشذوذ . وانتشرت الكليبات الفاضحة التى تلعب على إثارة الغرائز وإظهار جسد المرأة على انه سلعة للبيع والشراء من اجل المتعة وإشباع رغبات جسدية للباحثين عن الجنس والبغاء،وتنوعت وسائل الدعوة إلى الانحطاط الاخلاقى من إعلانات تقدمها عاريات إلى كليبات تثير الغرائز إلى دعوات تبيح ما حرم الله تحت دعاوى الحرية التى ينادى بها البعض إلى حد مطالبة احدهم بمليونية لخلع الحجاب واخر بتقنين الحشيش والترامادول وثالث بفتح بيوت الدعارة رسميا بدلا من عملها فى الخفاء ، وغيرها الكثير من الدعوات الهدامة التى تنخر فى ثوب المجتمع المصري وهي اشد فتكا بالدول والمجتمعات من لغة السلاح والمال . والغريب ان كل هذه الدعوات وما نشاهده عبر النت والفيسبوك والفضائيات تأتى كلها متزامنة فى حلقات واحدة تلو الاخرى، وكأنها بالفعل ممنهجة و تشى بأن هناك شيئا ما يدبر من جهات بعينها، والدليل لماذا سمح الإعلام المصري بمناقشة كل ما يخص الأمور الجنسية فى حياة الرجل والمرأة عبر الفضائيات مع وضع إشارة الكبار فقط، هذه القنوات والبرامج التى تدعو المرأة لإمتاع نفسها فى غياب زوجها أو تستعين بالبلاى بوى أو تتحدث عبر الشات، وكذلك الأمر بالنسبة للرجل والشباب غير القادر على الزواج إلى هذا الحد وصل بنا التناول الإعلامي . وليت الأمر بات مقصورا على الكبار فقط بل وصل التدنى الاخلاقى إلى نشر الرذيلة بين النشء ورأينا وسمعنا وشاهدنا عبر التلفاز هذا العام أسوأ مشاهد الانحطاط البشري عندما يهتك المدرس عرض تلاميذه وتلميذاته، وعندما تستعمل المدارس كأوكار للرذيلة بعد اليوم الدراسي وكم جرائم تمت بشكل يفتك بالقيم والمبادئ، وهناك مظاهر سيئة جدا وغريبة عن أخلاق المصريين والادهي أنها تتم تحت سمع وبصر الدولة مثل بعض الفنادق الكبرى التى تبيح ليلا لروادها ممارسة الرذيلة والفجور . ووسط كل هذا الكم السيئ والمقزز تظهر لنا صورة عظيمة للفتاة فريناز خسروانى الشابة الإيرانية صاحبة ال26 عاما والتى فضلت الموت رميا من الطابق الرابع فرارا من محاولة اغتصابها من احد رجال المخابرات الإيرانية، هذا هو النموذج المشرف للمرأة هو الذى يبث فينا الأمل ويجدد لنا الحياة فى زمن عزت فيه الرجولة والحياء والسؤال لماذا لم يسلط إعلامنا الضوء على هذه الفتاة بدلا من تسليطه الضوء على فيديو سلمي وبرديس؟ . لمزيد من مقالات فهمي السيد