لم ترض جماهير الاهلي والمصري عن العقوبات التي وقعها اتحاد الكرة علي الناديين بعد أحداث مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها74 قتيلا في حادثة لم تعرف لها كرة القدم المصرية نظيرا في تاريخها. العقوبات التي أقرتها الجبلاية فجرت براكين الغضب في القاهرة وبورسعيد, فالالتراس الاهلاوي يري أن العقوبات التي وقعت علي النادي المصري لاتتناسب مع حجم الكارثة التي خلفت حمامات من الدماء سالت علي ملعب لكرة القدم وليس في ساحة قتال, بينما يري المصراوية أن اتحاد الكرة جامل الاهلي وظلم المصري وان العقوبات ليس لها نظير, ولم تحدث من قبل في وقائع مماثلة في بلدان عديدة مثل التي حدثت في غانا بين جماهير كوتوكو وهارتس اوف اوك, وان اتحاد الكرة يكيل بمكيالين مع الاندية. وعدم قبول قرارات اتحاد الكرة له أسبابه ويأتي في مقدمتها انعدام الثقة بين الجماهير واتحاد الكرة مستشهدين بوقائع كثيرة, كانت قرارات الجبلاية تخضع لعوامل أخري بعيدة عن اللوائح والقوانين, وهذا أدي إلي تعقيد الازمة وعدم قبول كل طرف أي قرار يخرج من الجبلاية التي يتهمها البعض بانها السبب الأول في تفاقم الازمة ووصولها إلي طريق مسدود بعد ان تعمدت الجبلاية الهروب من تحمل المسئولية, وحل الازمة طبقا لحجم الكارثة وتقارير الحكام أو المراقبين وشرائط المباراة, وهذا لايستغرق أن يظل اتحاد الكرة أكثر من خمسين يوما صامتا لاينطق تاركا الموضوع برمته في يد القضاء ونسي أن هناك شق رياضيا غير الشق الجنائي الذي يتولي القصاص من المجرمين. سوء ادارة اتحاد الكرة الازمة اوصلنا إلي طريق مسدود وأصبح الحل الوحيد الذي قد يرضي جميع الاطراف هو اللجوء إلي المحكمة الرياضية في زيورخ والاحتكام لها خاصة, وان عقوبات اتحاد الكرة غامضة, وغير واضحة المعالم مما أثارت حالة من الريبة حول كيفية تنفيذ هذه القرارات المطاطة التي لايعرف الكثيرون كيفية تنفيذها. قرار تجميد النشاط لدي النادي المصري لايتوافق مع مبادئ الفيفا لان هناك موضوعات أخري مرتبطة بنشاط النادي منها عقود اللاعبين والمدربين والرعاة والاعلانات وهي كلها موضوعات ستتأثر بايقاف النشاط في الوقت الذي تعمل فيه الفيفا علي نشر اللعبة وزيادة شعبيتها. والربط هنا بين عقوبة الاتحاد الاوروبي علي ليفربول بعد أحداث نهائي الاندية الاوروبية مع اليوفنتوس ليس له مكان من الاعراب لان هناك فرقا بين عقوبة اتحاد قاري المشاركة في مسابقات محدودة وبين اتحاد وطني( المحلي) هو كل شيء بالنسبة للاندية وعلي سبيل المثال لم تتأثر الاندية الانجليزية بايقافها خمس سنوات بعدم المشاركة في المسابقات الاوروبية لان النشاط مستمرا لكل الاندية من خلال مسابقاتها المحلية. الحادثة لم تحدث من قبل في تاريخ كرة القدم وبالتالي لم تستوعبها اللوائح والقوانين سواء في الاتحاد الدولي لكرة القدم أو لوائح اتحاد الكرة المصري, ويقول سمير السيد وكيل اللاعبين بالفيفا ان لوائح الفيفا مطاطية في مثل هذه الاحداث ولايوجد نص واضح ومحدد لتوقيع العقوبة التي تتناسب مع ماحدث. وأشار إلي ان ادانة مدير عام النادي المصري يؤكد مسئولية النادي عما يحدث, ويعرضه لجزاءات شديدة. في الوقت الذي يري فيه الحكم الدولي السابق جمال الغندور ان قرارات اتحاد الكرة غامضة وتحتاج لتفسيرات عديدة خاصة عن كيفية عودة النادي المصري للمسابقات وكيف سيتم الاحتفاظ بمكانه في الدوري الممتاز, ويري جمال الغندور أن ماحدث يستلزم أولا تصفية النفوس وازالة التوتر من خلال لجنة من الحكماء الذين لهم رصيد كبير عند الجماهير تتولي مهمة التوفيق بين الجماهير والوصول إلي نقطة اتفاق ترضي جميع الاطراف. الدكتور عمرو أبو المجد يري ضرورة تشكيل لجنة من الحكماء تضم اللواء حرب الدهشوري والدكتور طه اسماعيل ومحمود أبو رجيله وحسن شحاتة وعلي أبو جريشة والشاذلي ومحمود الخطيب ومدحت فقوسة وهم من الاسماء التي ليس عليها خلاف تقوم بالوساطة بين جماهير الناديين خاصة بعد أن خرج مجلس ادارة الناديين من اللعبة واصبحا لا حول لهما ولا قوة, وان الموضوع اصبح في يد روابط المشجعين وهو ما يزيد من صعوبة الازمة. وقال عمرو أبو المجد إن مهمة اللجنة هي الخروج بعدة نقاط يتفق عليها الجانبان ويلتزما بها سواء رضيا باللجوء إلي المحكمة الرياضية مشيرا إلي ان الجميع يتفق علي القصاص من القتلة وهذا ما يحقق فيه القضاء في شقه الجنائي. اللواء حرب الدهشوري لم يرض عن الطريقة التي اعلن بها اتحاد الكرة العقوبات لانها تنم عن ضعف وعدم قدرة علي مواجهة الاطراف فجاءت القرارات من خلال موقع الاتحاد, وليس من خلال مؤتمر صحفي كان يمكن من خلاله الرد وتوضيح بعض النقاط بدلا من اغلاق الباب علي أنفسهم وفتحه علي مصرعه للاجتهادات.