الأحد المقبل.. هو موعدنا مع يوم الكذب الذي يوافق الأول من إبريل, لنعيش نحن العرب والعالم معنا في حالة من الدعابة والهرج والسعادة, حيث تصبح المقالب علي ودنه. وذلك بسبب كذبة إبريل التي يسميها الفرنسيون سمكة إبريل, حيث يرجع ذلك إلي عام 1564, عندما قرر الملك شارل التاسع أن يبدأ العام أول يناير بدلا من أول إبريل, وكان المؤيدون يرسلون الحلوي المخلوطة بالملح والخل في أول إبريل علي سبيل الدعاية للمعارضين فيلتهمونها مثلما تلتهم السمكة الطعم, أما الإنجليز فقد أطلقوا علي أول إبريل يوم المغفلين لتقبلهم الكذب, بينما سماه الأوروبيون يوم الحمقي احتفالا بذكري سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492 بعد حكم دام 781 عاما. ومن أطرف وأعجب ما حدث من كذب في أول إبريل اعلان صحيفة ايفننج ستار البريطانية عن تنظيم معرض لأغبي وأذكي الحمير, وعندما حضر الناس لم يجدوا الحمير فقالوا جئنا لعرض أنفسنا! وبثت ال بي. بي. سي خبر زيادة المحصول السنوي لزراعة مكرونة الأسباكيتي, فسارع البريطانيون بزراعة عيدان الأسباكيتي في حدائقهم, واذاعت إسرائيل عام 1976 نبأ هبوط طائرة الرئيس أنور السادات في مطار بن جوريون, ثم اعتذرت عن ذلك بعد عشر دقائق معلنة انها كذبة إبريل. وقد كنت شاهدا بنفسي علي أول كذبة إبريل في الأهرام عام 1969, فقد راهن ثلاثة من قدامي الصحفيين زميلا لهم بأن يدفعوا له 200 جنيه إذا ظل صامتا لمدة ساعتين, ثم اتصلوا بزوجته وأخبروها بفقدانه النطق, ولما حضرت الزوجة أخبروها بأنها كذبة إبريل وخسر زوجها الرهان. وإذا كان الغربيون قد اختاروا يوما واحدا سنويا هو الأول من إبريل للكذب فإننا نحن العرب نحتاج يوما سنويا للصدق, لا يكذب فيه: الحكام علي الشعوب, والحكومات والمسئولون علي المواطنين, وأحزاب الأغلبية علي الناخبين.. والانتهازيون علي الثوار, والصحافة والإعلام علي الجمهور, والزوج علي زوجته والزوجة علي زوجها, فالكذب محرم دينيا ولا يباح إلا في الحرب (للخدعة والتمويه) واصلاح ذات البين (المتخاصمين) وعلاقة الرجل بزوجته والمرأة بزوجها (لاظهار المودة والملاطفة وعدم الانشقاق)! المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين