تعصف بمصر الآن الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والتي تجمعت في وقت واحد, منها أزمة الوقود التي يعاني منها الشعب علي جميع الاصعدة, بجانب ازمة المواصلات بعد اضراب النقل العام. ثم أطلت علينا أزمة عقوبات اتحاد الكرة ومحاولة اقتحام هيئة قناة السويس من قبل جماهير النادي المصري, واعتصام جماهير الاهلي, كل ذلك في الوقت الذي يخطط فيه حزب الحرية والعدالة للسيطرة علي البلاد من خلال لجنة تأسيس الدستور, والتفكير في الدفع بأحد مرشحيها لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية, وأخطر تلك الازمات الاخيرة منها, لأننا بدأنا نرسخ من جديد مبدأ الحزب الواحد والاغلبية المطلة مرة أخري في كل مناحي الحياة السياسية المصرية, وأصبح حزب الحرية والعدالة الذي كان يعاني أعضاؤه كثيرا- قبل تأسيسة- من سطوة ونفوذ الحزب الوطني, جاء ليكرس نفس مبادئ الوطني القديم ويحاول أن يفرض سيطرتة علي مقاليد الدولة, من أغلبية في البرلمان, ثم المطالبة بتشكيل حكومة جديدة تابعة لهم والاغلبية في التأسيسية ثم مرشح لرئاسة الجمهورية. ان حالة النهم السياسي الذي عليه أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وجناحهم السياسي حزب الحرية والعدالة جاء نتيجة 80 عاما من الحجب المتعمد لهم من الانظمة السابقة, وانشغال القوي السياسية بمختلف تياراتها بعد ثورة يناير في تكوين الائتلافات و تفرغ أغلب قادتهم للظهور في القنوات الفضائية, ومكرسين جهودهم في مهاجمة المجلس العسكري من خلال المليونيات والاعتصامات والاتهامات, كل ذلك ترك الساحة خاوية أمام الاخوان المسلمين للتحرك بمنتهي الثقة والتنظيم من أجل الوصول الي السيطرة علي حكم مصر فكلما وصلوا الي هدف وأعلنوا أنهم اكتفوا به يجدون أن الساحة فارغة تماما امامهم لمكان اخر وهكذا حتي أنهم يطمعون حاليا في حكم مصر اي السلطة التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية. الغريب في الامر ان القوي السياسية الاخري ورموزها مازالوا يتحدثون في الفضائيات ويهاجمون ويتهجمون علي المجلس العسكري ولا يلتفتون لما يحدث حولهم, المهم في الامر الآن والذي يجب أن يتم الانتباه له أن الشعب سيقول كلمته في الاستفتاء علي الدستور, وكذا رئيس الجمهورية الجديد, ويجب هنا الا يتم السكوت علي الخطأ وهي الفرصة الاخيرة والا بعدها لن ينفع البكاء علي اللبن المسكوب. المزيد من أعمدة جميل عفيفى