تلعب الثقافة دوراً هاماً وجلياً فى نهضة أى أمه بصفة عامة، وزادات أهمية الثقافة بعد ثورة 25 يناير العظيمة بصفة خاصة ، حيث أن نجاح أى دولة يعتمد بشكل أساسى على سياسات الحكومة الفاعلة والهادفة والعادلة وعلى ثقافة الفرد، فلا قيمة لأى مجتمع بدون توازن سياسات الحكومات وثقافة الأفراد فما الفائدة من سياسة حكومة فاعلة وأفراد غير مثقفين والعكس ، لذا كان لازماً علىّ أن أتطرق لكتابة هذا المقال لأهمية الثقافة فى الفترة الهامة، وخاصة ً أن هذه الفترة فى تاريخ مصر تشهد بداية عصر جديد يتسم بالحرية والقدرة على التعبير عن الرأى ومشاركة الأفراد فى صنع القرارات التى تحدد مصيرهم ، هذه الحرية التى تتطلب وعى مستنير وثقافة كافية تمكنهم من المشاركة ومعرفة الصالح من الطالح ، وتساعدهم على فهم الأحداث الجارية وتفسيرها بشكل سليم . ولا شك أن ثقافة المرء هى التى تحدد سلوكه وإتجاهته، لذا نحتاج جميعاً إلى الإستزادة من التثقيف جميع المجالات بصفة عامة، والتثقيف السياسى بصفة خاصة حيث أننا مقبلين على مرحلة هامة فى تاريخنا وهى إنتخابات رئيس الجمهورية والتى تتطلب المعرفة والوعى الكافى حول كيف يكون الإختيار، وما هى القدرات والمقومات والصفات التى يجب أن تتواجد فى رئيس الجمهورية القادم ، وكيف يمكن تقييم برنامجه الإنتخابى، وما هو الدور المطلوب من الشعب فى الفترة القادمة بصفة عامة والشباب بصفة خاصة ، وثقافة الفرد هى التى تمكنه من من المشاركة الفاعلة فى صنع تاريخ بلادهم ، كما أن الثقافة من أهم الأسلحة التى يمكن أن نواجه بها أى عدو يريد أن يمس الوطن ، وأذكر مقولة جوبلز وزير إعلام هتلر أنه قال: " إذا سمعتُ كلمة مثقفين تحسستُ مسدسي" . وذلك لأن الثقافة هى الزاد الذى نستطيع الإعتماد عليه حين نتعرض لأى أزمة حتى نتمكن من مواجهاتها. فالثقافة هى زينة فى الرخاء وحصن فى الفقر، وهى منهج أساسى للتقدم الإجتماعى والإقتصادى .
ويأتى هنا الدور الهام للإعلام المصرى ليكرس كل طاقته فى التوعية السياسية ومعرفة الحقوق التى لنا والواجبات التى علينا، وطرح المزيد من البرامج الواعية التى تساعد المرء من التثقيف وفهم ما يحدث من حولنا بدلاً من التركيز على البرامج التى تقدم الكثير عن السلبيات والقضايا السابقة التى تعرض للطرح مئات المرات دون التعرض لكيفية بناء مستقبل جديد يشارك فيه كل أبناء الوطن ، ويأتى هنا أيضاً دور الأسر المصرية والمدارس والجامعات لزرع الثقافة فى شباب هذا الجيل حتى يستطيع أن يقود مسقبل هذا الوطن بوعى ورشد ، ولتبدأ الأن ثورة الثقافة فى كل مكان لنستطيع أن نرسخ أقدامنا على أول طريق التقدم الذى نسعى إليه .