وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة كامب ديفيد التي عقدها مع قادة الخليج بالناجحة، مشددا على أن واشنطن ستساعد دول الخليج على مواجهة أي تهديد عسكري تقليدي على غرار غزو العراق للكويت في 1990، وتحسين التعاون الأمني لتقليل المخاوف بشأن أفعال إيران التي تزعزع استقرار المنطقة. واعترف أوباما في مقابلته مع قناة»العربية» أنه «لم يتم حل جميع المشاكل في قمة كامب ديفيد»، لكن «سيكون هناك اجتماع آخر العام المقبل مع دول الخليج». وأكد التزامه بعدم حصول طهران على أسلحة نووية، مجددا التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بدعم حلفائها في الخليج من خلال وجود عسكري قوي في المنطقة. ووعد بالمزيد من المناورات المشتركة مع دول الخليج. وقال أوباما «أوضحنا أن إيران ستكون أكثر خطورة بأسلحة نووية»، لكن «الترتيبات الأمنية تغطي قلق دول الخليج من أنشطة إيران». وتابع أن «حل الملف النووي لا يعني حل كل أزمات إيران لكن الاتفاق الإطارى سيشمل آليات للتحقق من التزامها حيث سيكون على إيران أن تكتسب ثقتنا وثقة المجتمع الدولي». وأشار إلى أن «دول الخليج هي أقرب حلفائنا في المنطقة»، وأنه «يكن احتراما كبيرا للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز»، مضيفا بقوله «كما كانت لنا علاقات مميزة مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز». وفي ملف محاربة الإرهاب والتطرف، أوضح الرئيس الأمريكي أننا «نعمل مع دول المنطقة لضمان منح الفرص للشباب، كما يجب حماية الشباب من الانضمام للتنظيمات الإرهابية مثل داعش أو القاعدة». ومن جانبه، أعرب عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عن رضاه التام عن النتائج التي أسفرت عنها قمة كامب ديفيد، واصفا القمة بأنها كانت تاريخية وغير مسبوقة. وقال الجبير إنه تم بحث كيفية تكثيف وتعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة، وقد بحثنا ثلاثة إطارات أساسية؛ الأول هو تعزيز التعاون العسكري، والثاني هو مواجهة الإرهاب، والثالث هو التعامل مع التحديات، وعلى رأسها تدخلات إيران في شئون المنطقة. وأضاف «أحرزنا تفاهمات جيدة فيما يتعلق باتفاقات التدريب العسكري المشترك، وتقديم أنظمة متطورة لدول مجلس التعاون الخليجي، وتطوير منظومة الدفاع الصاروخي والقدرات الصاروخية البالستية، وتطوير نظم الإنذار المبكر، وناقشنا أيضا إنشاء قوات للتدخل السريع، وتطوير قدرات تلك القوة، إضافة إلى أمور تتعلق بحماية الملاحة ومكافحة الهجمات، وكلها أمور جيدة ومفيدة، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية العميقة بين الجانبين». وحول مدى رضا دول مجلس التعاون الخليجي على التوضيح الأمريكي حول المفاوضات مع إيران والموقف الأمريكي، وما إذا كان الاتفاق مع إيران سيسهم في تحقيق الأمن لمنطقة الشرق الأوسط، قال الجبير إن «كل دول مجلس التعاون الخليجي مرتاحة لما دار في المحادثات، ودول مجلس التعاون الخليجي وكل دول العالم سترحب بأي اتفاقية تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي». وأوضح وزير الخارجية السعودي أنه خلال الأسابيع الستة المقبلة ، حتى الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق نهائي بين القوى الدولية وإيران بحلول الأول من يوليو القادم، ستستمر المشاورات الأمريكية السعودية بشكل يومي على كل المستويات، للتشاور حول آخر المستجدات في المفاوضات مع إيران. وفي غضون ذلك، قال عبد العزيز العويشق مساعد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إن نتائح قمة كامب ديفيد خيبت آمال المنتقدين، وتخطت كل التوقعات. وأكد العويشق أن أوباما جدد التزام الولاياتالمتحدة تجاه المنطقة ودول الخليج خلال القمة. وأضاف أن «أمن دول مجلس التعاون الخليجي أمر حيوي بالنسبة لمصالح الولاياتالمتحدة»، موضحا أن واشنطن جاهزة الآن للذهاب أبعد من ذلك بقليل، مشيرا إلى أن العلاقات القوية ارتفعت إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية، على حد تعبيره. وفي طهران، أكدت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلادها لاتشكل خطرا على دول مجلس التعاون الخليجى. وتعليقا على قمة كامب ديفيد، قالت أفخم إن إيران على استعدا د للبدء فى حوار مع دول مجلس التعاون الخليجى الست، موضحة أن بلادها ترى أن الحوار مع جيرانها أمر ضروري. ومن جانبه، أكد آية الله علي خامنئي الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية إن طهران ستساعد الشعوب «المظلومة» في المنطقة قدر استطاعها.