تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددا من المشروعات الكبرى، ومنها تأهيل عدد من المطارات ذات الاستخدام المزدوج العسكرى والمدنى، حيث طلب من المسئولين والشركات الوطنية المنفذة تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة سرعة الانتهاء من تنفيذها لافتتاحها بمواكبة احتفال مصر بتدشين قناة السويس الجديدة فى السادس من أغسطس المقبل. بدأت الجولة فى السادسة صباحا، حيث إصطحب الرئيس معه على الطائرة الهليوكوبتر رئيسى تحرير «الأهرام» و«الأخبار» محمد عبدالهادى علام وياسر رزق، وذلك بتفقد مشروع إنشاء مطار مدنى جديد غرب القاهرة مجاور لقاعدة غرب القاهرة الجوية لخدمة مناطق ومحافظات غرب النيل لتخفيف الضغط على مطار القاهرة الدولي. حيث عرض المسئول الهندسى عن المشروع المنشآت الجارى تنفيذها وفقا للمعايير الدولية، ويستوعب المطار الجديد مليونا وسبعمائة ألف راكب سنويا، بمعدل 208 ركاب فى الساعة، ويتضمن المشروع إنشاء ممرين رئيسيين للإقلاع والهبوط إلى جانب ممرات مساعدة وإنشاء محطة مياه ورفع القدرة الكهربائية من 3 ميجاوات إلى 10 ميجاوات. وقد طلب الرئيس من المسئولين عن تنفيذ المشروع بحضور الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية، سرعة الانتهاء من تنفيذه لافتتاحه بمواكبة افتتاح قناة السويس الجديدة، وأشاد بدور القوات المسلحة فى تحقيق التنمية الشاملة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للقطاع المدنى بالتعاون مع الشركات الوطنية المنفذة التى أشاد كذلك بتنفيذها المشروع بتكلفة أقل، والذى يخدم حركة السياحة ويخفف الضغط على مطار القاهرة الدولي. ويشار إلى أن مدة تنفيذ المشروع تم اختصارها إلى الثلث وخفض تكلفة التنفيذ إلى أقل من نصف التكلفة حاليا. وأكد الرئيس أهمية هذه المشروعات القومية الكبرى لتحقيق التنمية ودعم للاقتصاد الوطني، وإيجاد وظائف وتشغيل وتحسين حياة الناس، مشيرا إلى أن مصر فى سباق مع الزمن لتعويض ما فاتها ولذلك نطالب بتنفيذ هذه المشروعات فى مدة زمنية أقل لتحقيق مصالح الشعب المصرى وتحسين حياته ومستوى معيشته بعد معاناة سنوات طويلة، مؤكدا أن مصر فى حاجة إلى عمل شاق ودءوب من مواطنين ومسئولين لمدة 4 سنوات حتى تستطيع مصر حصاد ثمار المشروعات الوطنية الكبري. وانتقل الرئيس بعد ذلك إلى منطقة شمال شرق القاهرة، حيث تفقد مشروع إنشاء مطار مدنى جديد آخر لخدمة مناطق ومحافظات شرق النيل لخدمة العاصمة الإدارية الجديدة، ويستوعب جميع أنواع الطائرات المدنية أيضا، وذلك بنفس سعة الركاب فى مطار غرب القاهرة، وتنفذه شركات وطنية تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة. وعرض المسئولون عن المشروع معدلات التنفيذ التى بلغت حتى الآن 41.5%، وشدد الرئيس على سرعة الانتهاء من التنفيذ لافتتاحه أيضا بمواكبة تدشين قناة السويس الجديدة حتى يكون المطار جاهزا للتشغيل خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر المقبلين. وانتقل الرئيس بعد ذلك إلى تفقد مشروع إنشاء مدينة الجلالة فى منطقة جبل الجلالة البحرية فى منطقة عين السخنة، حيث عرض رئيس أركان الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزيرى تفاصيل المشروع الذى يتضمن إنشاء طريق بطول 85 كيلومترا لربط العين السخنة بطريق الزعفرانة بنى سويف الجديدة. وذلك ضمن إنشاء محور بورسعيد الحدود المصرية السودانية، «محور 30 يونيو» بطول 1400 كيلو متر والذى سيفتتح كذلك مع احتفال مصر بتدشين قناة السويس الجديدة والانتهاء من تنفيذ ثلاثة آلاف كيلومتر من الطريق شرق الدلتا وسيناء ضمن مشروع إنشاء شبكة الطرق التى يبلغ طولها خمسة آلاف كيلومتر، والتى تمثل شرايين حياة وتنمية. وأشار الوزيرى إلى أن مشروعات الطرق فى مصر يعمل بها نحو مليون مواطن. وعرض اللواء كامل الوزيري، لمشروع إنشاء سحارة مياه لنقل المياه من غرب القناة إلى الشرق تحت القناتين بعمق 20 مترا من قناتى السويس، وذلك لخدمة 80 ألف فدان مسجلة، و120 ألف مواطن بقرى الأبطال والتقدم وميت أبو الكوم الجديدة والأمل فى سيناء، وسيتم الانتهاء من هذا المشروع منتصف الشهر المقبل، قبل افتتاح قناة السويس، مشيرا إلى أن مشروعات الحفر توفر نحو 40 ألف وظيفة. وقد حيا الرئيس العاملين بالمشروع الذين حرصوا على التقاط صور تذكارية مع الرئيس. ثم انتقل الرئيس لتفقد مشروع إنشاء مدينة «جبل الجلالة البحرية» والذى يتضمن إنشاء مدينة ملاه مائية وترفيهية وفنادق وشاليهات ومدينة سكنية تلبى جميع المستويات، وهو المشروع الذى يبلغ عدد العاملين فيه من أبناء سيناء 90% من إجمالى العاملين بالمشروع. وذلك على ارتفاع 700 متر من سطح البحر، وشرح الوزيرى مقترحات التخطيط للمشروع والذى يتضمن إنشاء جامعة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ومركز دولى للمؤتمرات ومسجد والمدينة السكنية ومنشآت خدمية وذلك على مساحة 25 ألف فدان (نحو مليون متر مربع)، كما أشار إلى أفكار تتم دراستها مثل انشاء تليفريك ومضمار لسباق الخيول وأخر لسباق الدراجات. وشدد الرئيس فى هذا الصدد على أنه لن يسمح بعد الآن بإنشاء قرى سياحية مغلقة على البحر مثلما حدث فى الساحل الشمالى فى السابق مما حرم غير القادرين من البحر وإنما إنشاؤها على بعد 100 متر على الأقل من البحر حتى يتسنى إنشاء كورنيش لكل الناس. وقال: لو انه كان تم تنفيذ ذلك فى الساحل الشمالى لكان من السهل إنشاء مدينة الإسكندرية الجديدة. وطالب الرئيس العاملين والمسئولين والشركات المسئولة عن تنفيذ المشروع سرعة الانتهاء من تنفيذ الطريق من سطح البحر إلى أعلى نقطة فى الجبل حتى يتواكب افتتاحه أيضا مع تدشين قناة السويس الجديدة، وقال إن تنفيذ هذه المشروعات يحتاج لنحو 5 سنوات ولكن تقديم المواعيد هدفه سرعة فتح أبواب الرزق للمواطنين «عشان الناس تشتغل وتعيش». وأكد الرئيس أن هذا المشروع وغيره من المشروعات تفتح أبواب الرزق، حيث توفر فرص عمل كثيرة بإنشاء فنادق ومطاعم ومحال ومصانع، حيث تزخر هذه المنطقة بثروات معدنية عديدة وهناك تنسيق حاليا بشأن استغلالها. ودار حوار بين الرئيس وأهالى سيناء العاملين بالمشروع، وأكد الاهتمام الكبير بأهالى سيناء، مشيرا إلى أن المواطنين المصريين فى سيناء تم إهمالهم لأكثر من 40 عاما، وهناك اهتمام بتلبية احتياجاتهم من تعليم وصحة ومياه ووظائف، مشيرا إلى أن هناك مواطنين مصريين آخرين يحتاجون إلى الاهتمام بهم فى مناطق مختلفة من الوطن مثل النوبة والمنطقة الغربية وحلايب وشلاتين، حيث تم اهمال المواطنين فى هذه المناطق سنوات طويلة مضت، مشيرا إلى أن القرى الجديدة فى سيناء يتم إنشاؤها بنفس الطابع البدوي، كما وعدهم بتوفير 12 معدية جديدة للنقل بين شرق وغرب القناة لربط سيناء بالدلتا.. كما أشار إلى أن هيئة قناة السويس تعد حاليا عددا كبير من مراكب الصيد لتوزيعها على الشباب بمناسبة افتتاح القناة. وأكد الرئيس أن توفير الخدمات فى المشروعات الجديدة متاح للجميع من شركات ومواطنين، مشيرا إلى أن مشروعا مثل مشروع جبل الجلالة البحرية الذى يتم تنفيذه تحت اشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة كان يمكن تنفيذه فى عشر سنوات لو كان مطروحا للاستثمار الخاص، وأشاد بالعاملين بالمشروع الذين يعملون ليل نهار من أجل الانتهاء من تنفيذه لفتح ابواب الرزق وتوفير فرص عمل ووظائف، وقال ما كان من المفترض ان يتم تنفيذه فى خمس سنوات يتم تنفيذه الآن فى سنة واحدة بفضل الله وهمة واخلاص العاملين. وقد حرص العاملون بالمشروع الذين اصطحب بعضهم أطفاله لتحية الرئيس على التقاط الصور التذكارية معه وأكد الرئيس أن هذا المشروع وجميع المشروعات القومية هى من أجل مستقبلكم، وهتف أحد الأطفال ربنا يخليك لمصر. ورد الرئيس «ويخليكم لمصر.. ابوك الذى يعمل فى هذا المشروع راجل جدع». وفى طريق العودة شاهد الرئيس من الطائرة، قناة السويس الجديدة التى انتهى العمل فى الحفر الجاف بها. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة ، بأن الرئيس أكد خلال الجولة أهمية تيسير حركة الطيران المدنى لخدمة العاصمة الإدارية الجديدة والمناطق المتاخمة للقاهرة، التى تشهد نهضة تنموية وعمرانية جديدة . وقد التقى الرئيس العاملين فى الشركات الحكومية والخاصة المساهمة فى عمليات تطوير وتأهيل المطارات، كما التقى بمجموعة من طيارى القوات المسلحة، حيث أشاد بالكفاءة القتالية التى يتمتعون بها ودرجة الاستعداد العالية. شكوى من نقص العمالة خلال الجولة اشتكى أحد أصحاب شركات المقاولات المنفذة للمشروع (65 شركة) من نقص العمالة رغم الرواتب الكبيرة التى تدفعها الشركات. وقال إن سائق معدة تسوية الأرض يحصل على ستة آلاف جنيه شهريا، وسائق البلدوزر على أربعة آلاف والموظف (كاتب) على 2500 جنيه، وأمين المخزن ثلاثة آلاف والطباخ على ثلاثة آلاف ومساعده على ألفين من الجنيهات، وذلك بالإضافة إلى 3 وجبات يوميا.