هل يستطيع مشرط الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم أن يبتر المراكز التعليمية الخاصة الشبيهة بالورم السرطاني في جسد العملية التعليمية والذي لم يستطع أحد استئصاله حتي الآن.. اما لضعف المواجهة أو عدم الرغبة والدخول إلي عش الدبابير؟! القرارات الجريئة التي اتخذها الوزير خلال الفترة القصيرة التي مضت منذ توليه منصبه برغم اختلاف البعض مع تصريحات رددها جعلت الكثيرين ينتظرون منه علاجا شافيا لمشكلة الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية الخاصة التي أصبح لها جمهورها والطلب عليها أكثر من العرض لدرجة أن الحجز يبدأ قبل بداية العام الدراسي بعام كامل وإذا اكتمل العدد تبدأ قوائم الانتظار وهي أضعاف المحظوظين الذين حصلوا علي مكان.. أيضا هذه المراكز لم تكتف بوجود مدرسين أصحاب ألقاب مغرية, لكن لها أيضا مذكرات وكتب خاصة به ولكن بنفس المناهج! الأغرب أن الالتحاق بهذه المراكز يحتاج إلي واسطة قوية! عندما قمنا بجولة في بعض المراكز بالاسكندرية اكتشفنا أن الفصل الواحد يضم سبعين طالبا, وعندما دخلنا أحد المراكز التعليمية الشهيرة بمنطقة شرق الاسكندرية وقد قام بطبع ايصالات عند الحجز.... وقد حصلنا علي ايصال خاص بالصف الثاني الثانوي لطالب في الصف الأول الثانوي تم الحجز به يوم2010/2/28 لمادة اللغة العربية علي أن تبدأ يوم2010/8/5 وبخط واضح مدون به أيضا الحجز بالحضور شخصيا أعتبارا من2010/7/10 وحتي اكتمال العدد.... رغم أن الطلبة قاموا بالحجز من شهري يناير وفبراير أي قبل بدء المجموعات بنحو ستة أشهر, وللعلم هذا الموعد متأخر لأن هناك طلبة وطالبات قاموا بالحجز منذ شهر نوفمبر سنة2009, كما أن شروط الالتحاق تتضمن انه لا يحق للطالب استرداد قيمة حجز الكتب بعد تسلمها وهذه قصة أخري ولا يحق للطالب المتغيب ولم يحضر من البداية استرداد ثمن الكتب بعد مرور15 يوما من بداية الحصص وهذه الشروط مذكورة في الايصال بلا اضافة منا أو حذف... ولارضاء الطلبة والطالبات تضمن الايصال بأنه مسموح بتغيير المواعيد لمدة يوم واحد فقط والموافق2010/7/1!! أما عن قائمة الأسعار للحصص فمن خلال جولتنا أتضح أن حجز مادة اللغة العربية(150) جنيها للكتب التي يقوم صاحبها بتأليفها و(120) جنيها شهريا للحصص.... أما مادة الكيمياء فيسدد مبلغ(210) جنيهات قيمة للكتب التي ألفها صاحب المركز أيضا.. وتبلغ رسوم الحصص(170) جنيها شهريا.... ولأن الاقبال شديد علي مجموعات مادة اللغة الانجليزية فقد تحدد مبلغ(130) جنيها قيمة الكتب التي يؤلفها مدرس المادة والتي تضاهي الكتب الواردة من انجلترا وأمريكا... أما رسوم الحصص فوفقا لعددها طوال الشهر. وعن مادة الرياضيات فيتم حجز الكتب بمبلغ(100) جنيه فقط.. ورسوم الحصص أيضا وفقا لعددها شهريا. ويتكرر سؤال مهم يطرحه أولياء الأمور: لماذا يقوم السادة المدرسون بتأليف كتب دراسية مادام هناك كتب مدرسية يبلغ ثمنها أكثر من(3200) جنيه في العديد من المدارس الخاصة؟! وبالبحث عن اجابة ثانية جاء الرد غاية في الغرابة أن الكتب المدرسية التي يتسلمها الطلبة والطالبات تتسم بالغموض أحيانا وعدم الفهم والتشتت أحيانا كثيرة. أما مؤلفات الأساتذة فتتسم بالشرح الوافي والفهم السريع والوضوح.. لذلك فالطلبة وأولياء الأمور يرضخون رغما عنهم لسداد قيمة هذه المؤلفات التي يصل ثمنها لعدة آلاف من الجنيهات في عدد من المواد الدراسية.... وهذا يتم دون أن ينبس أحد منهم بكلمة أو حتي مجرد الاعتراض الذي يكون نتيجته الطرد من المركز ويكون عادة مصيره المدرسة فقط هذه تفاصيل صغيرة لعالم يفرض نفسه علي الأسر المصرية بقوة وبلا خوف لانه ببساطة شديدة لا توجد عقوبات علي القائمين علي هذه النوعية من المراكز التعليمية والتي تقع معظمها داخل العقارات السكنية... ولا عزاء للقانون أو المسئولين بوزارة التعليم! أما عن الدروس الخصوصية الخاصة جدا والتي لا يتعدي عدد الطلبة والطالبات بها أكثر من ثلاثة أو أربعة طلبة علي الأكثر فحدث ولا حرج.... فقد وصل ثمن الحصة الواحدة لأكثر من50 جنيها وأيضا100 جنيه للمواد العلمية بالمدارس الأجنبية.... عدا ذلك كل حسب المادة وأهميتها!!