فى إطار التحركات المصرية نحو القارة الأفريقية يبدأ اليوم سامح شكرى وزير الخارجية جولة أفريقية تشمل دولتى جنوب السودان واريتريا حيث يلتقى خلالها بكبار المسئولين بالبلدين ويستعرض العلاقات الثنائية وبحث سبل الدفع بمزيد من تطوير لتلك العلاقات فى شتى المجالات بما يخدم المصالح المشتركة. كما سيتناول الوزير شكرى خلال لقاءاته التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الإهتمام المشترك خاصة القضايا المرتبطة بالإرهاب والأوضاع فى جنوب السودان ومنطقة القرن الإفريقى وقضايا التنمية والاستقرار فى القارة الأفريقية. ومن المقرر أن تشهد الزيارة لجوبا عاصمة جنوب السودان التأكيد على ما أعلنه الرئيس السيسى خلال زيارة رئيسها سلفاكير الأخيرة للقاهرة أن مصر تدعم الاستقرار فى جنوب السودان دون أى تدخل فى شئونها الداخلية كما تساند حكومة جنوب السودان فى تحقيق آمال وطموحات شعبها مع استمرار مصر فى تقديم مساعداتها إلى أشقائها فى جنوب السودان.وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى أن مصر حرصت على احترام إرادة شعب جنوب السودان بالانفصال عن الشمال، وكانت القاهرة أول عاصمة تعترف بجنوب السودان بعد الخرطوم مباشرة، كما كانت مصر من أوائل الدول التى قامت برفع مستوى التمثيل بعد إعلان الاستقلال مباشرة إلى مستوى سفارة. وأشار عبد العاطى إلى أن هناك عددا من مجالات التعاون المشترك التى تربط بين بلدينا وفى مقدمتها مجال حفظ السلام، حيث شاركت مصر بقوة قوامها 1526 عنصرا فى قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد قامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء العديد من المستشفيات الميدانية، وفى مجال التعاون الكهربائي، تم إنشاء أربع محطات للكهرباء فى مدن واو ورومبيك ويامبيو وبور، كما قدمت وزارة الكهرباء والطاقة 43 متدرباً من دولة جنوب السودان من خلال مشروع التعاون مع الدول الأفريقية، أما بالنسبة لمجال التعاون فى الموارد المائية، تقوم وزارة الموارد المائية المصرية بحفر 30 بئراً جوفية فى جنوب السودان، كما تقوم بتوفير دورات لعدد من الكوادر الفنية الجنوبية لتمكينهم من تشغيل الآبار بعد انتهاء الشركة المنفذة من الحفر بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية الأخري. وأضاف عبد العاطى أن التعاون بين مصر وجنوب السودان فى مجال التعليم شمل أيضاً بناء 3 مدارس فى جوبا وجونجلى وواو، كما تم تجهيز وافتتاح عيادة طبية بحى الجلابة بجوبا ويعمل بها أطباء مصريون متخصصون فى المجال الصحي، وتم توقيع بروتوكول إنشاء مركزين صحيين بجنوب السودان بمدينة بور بولاية جونجلى وبمدينة أكون بولاية واراب وتم تسيير قافلتين طبيتين تابعتين لوزارة الخارجية كما قدمت مصر مساعدات إنسانية عديدة لجنوب السودان منذ الاستقلال. ومن المنتظر أن يتم خلال الزيارة متابعة البرنامج التنفيذى للاتفاقيات الموقعة بين البلدين بالقاهرة فى مقدمتها مذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة والخاصة من تأشيرات الدخول، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الصحة ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الثقافة وبرنامج تنفيذى فى مجال التعليم العالى وبرنامج تنفيذى فى مجال الشباب والرياضة واتفاق ثنائى للتعاون فى مجال الموارد المائية ومذكرتا تفاهم للتعاون فى مجال الكهرباء وإنشاء مزرعة نموذجية مصرية فى جنوب السودان. وسيتم بحث مجالات التعاون والدعم التى تقدمها وزارة الخارجية فى مجال التدريب للكوادر من أبناء جنوب السودان فى العديد من التخصصات الفنية بالإضافة لتدريب الدبلوماسيين من خلال المعهد الدبلوماسى المصرى . كما يقوم الوزير بزيارة الى اسمرة عاصمة اريتريا حيث تتصدر مباحثات شكرى خطط وبرامج التعاون المشترك بين البلدين وتطورات العلاقات الثنائية المزيد من سبل تعزيزها فى مختلف المجالات خاصة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. كما أكد وزير الخارجية الإريترى خلال زيارته الأخيرة لمصر على هامش مؤتمر دعم وتنمية الأقتصاد بشرم الشيخ وقوف بلاده الكامل إلى جانب إرادة الشعب المصرى كما تجسدت فى 30 يونيو ودعم مصر فى حربها ضد الإرهاب معربا عن تأييد اريتريا لتصنيف الحكومة المصرية لجماعة الأخوان بوصفها جماعة إرهابية. كما تتعاون مصر وإريتريا بشكل وثيق فى ملف الهجرة غير المشروعة والاتجار فى البشر، وقد أيدت مصر خلال مؤتمر روما الوزارى فى 28/11/2014، كما شاركت إريتريا فى اجتماع لجنة تسيير إعلان روما حول المبادرة الأوروبية لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر فى منطقة القرن الأفريقى والذى انعقد فى شرم الشيخ مؤخراً، وتعد إريتريا كذلك ضمن الدول الأربع الأساسية فى عملية الخرطوم الخاصة بالاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة (مبادرة القرن الأفريقي) بجانب كل من مصر والسودان وإثيوبيا. وأضاف المتحدث أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية تلعب دوراً هاماً فى تعزيز العلاقات بين مصر وإريتريا ، حيث نظمت الوكالة عدة دورات تدريبية فى 2014، كما قامت بإنهاء إجراءات شحن المساعدات اللوجستية من الصوب والبذور الزراعية.