فى الوقت الذى تحتاج فيه كل دولة إلى بناء مستقبلها من خلال الأطفال والبراعم الذين سيصبحوا شبابا وبالتالى يكون الإهتمام الأكبر بالجرعة الثقافية والإعلامية التى تقدم للأطفال عبر قنواتهم فإن تليفزيون الدولة الرسمى ألغى ما يسمى بقناة الطفل التى كانت إحدى القنوات المتخصصة ووضع بدلا منها قناة بعنوان العائلة لا تمت للطفل بصلة بل تقدم مواد لا تهم الطفل المصرى ولا تفيده.، فبعد إن أوقفت عدة دول بعض أفلام الكارتون، التى تؤثر بالسلب على تشكيل شخصية وثقافة أطفالها، حذر عدد من مخرجى برامج وأفلام الكارتون من خطورة مضامين الرسائل التى تبث للأطفال المصريين، عبر مسلسلات وأفلام الكارتون، مشيرين فى هذا الصدد إلى أن هناك دولا منعت بث أفلام كارتونية لتضمنها رسائل لا تتماشى مع أطفالها، متسائلين أين قنوات الأطفال المصرية؟من جانبها استغربت الكاتبة والمخرجة فاطمة المعدول ومديرة مركز الطفل سابقا من عدم وجود قناة تليفزيونية مخصصة للطفل رغم كثرة وتنوع القنوات الفضائية الحكومية وغير الحكومية. وقالت: أصبحنا نعتمد على قنوات فضائية عربية وأجنبية تصدر ثقافات تلك الشعوب لأطفالنا ونظل سلبيين بلا تحرك، وأوضحت أن كثيرا من المؤسسات التى اهتمت بدوبلاج الكارتون وتعريبه لم تعرب القيم والأخلاق بل اهتمت فقط بتعريب اللغة، مؤكدة أن إعلام الطفل من أهم أنواع الأعلام، وأن الشركات العالمية تعمل فى هذا المجال على أساس أن الطفل عامل سهل التشكيل من خلال امتلاكه والسيطرة عليه والتحكم فى ميوله. وطالبت فاطمة المعدول بضرورة وجود قناة خاصة بالطفل المصري، يتم خلالها عرض أغانى وأفلام ومسلسلات الأطفال الموجودة فى التراث القديم والتى تكفى لمدة 10 سنوات، وأضافت أنه لابد من التكاتف من أجل انتاج عمل ذى هدف واضح ومحدد مع ضمان استمراريته كى نستطيع جذب الطفل إليه، وأن نواكب العالم فى انتاج أفلام الكارتون. ودعت المخرجة شويكار خليفة رئيسة قناة الأسرة والطفل سابقا إلى ضرورة وجود قناة كارتونية للطفل تحت مظلة لجان مراقبة، من أجل التعرف على محتوى الرسالة الكارتونية، وحذف ما يؤثر على الأطفال بالسلب.بدوره رأى أحمد فوزى مخرج رسوم كارتون أن الدولة تتحمل المسئولية الكبرى لآن اهتمامها بالطفل اهتمام ضعيف، وهو ما يتضح من خلال برامج الأطفال التى لا يتعدى حجمها 6 ساعات فى السنة مقارنة بدول أخري، مؤكدا ضرورة وجود أفلام كارتون تجسد الحضارة والشخصيات المصرية كى يستفيد منها أطفالنا، وأشار إلى أن الدول الأوروبية شرعت قوانين لتسهيل ودعم أى كارتون جديد، داعيا إلى ضرورة التعلم من التجربة الأوروبية حيث لا توجد دول ليس لديها قناة حكومية خاصة بالطفل. من جهتها أرجعت أسماء محمود مخرجة ومدبلجة أفلام كارتون أسباب عدم وجود أفلام كارتون مصرية للميزانية الضخمة التى تتكلفها صناعة هذه الأفلام باعتبارها لا تحقق عائد ماديا، مما يجعل شركات الإنتاج تحجب عنها، معربة عن أملها فى مشاهدة فيلم كارتون مصرى بشخصيات مصرية.