أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس ، خلال استقباله وفداً من أعضاء الكونجرس الأمريكى برئاسة ديفين نونيز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، أن الزيارة تعكس عمق العلاقات الإستراتيجية التى تربط بين البلدين، فضلاً عن حرص مصر على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها، بما يصب فى مصلحة الدولتين والشعبين المصرى والأمريكي. ومن جانبه، أعرب رئيس الوفد الأمريكى عن سعادته باستئناف المساعدات العسكرية لمصر وعلاقات المشاركة بين البلدين، مضيفاً أن عدداً كبيراً من أعضاء الكونجرس باتوا يتفهمون وجهة النظر المصرية، ويرغبون فى تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع مصر، ومساعدتها على تجاوز التحديات التى تواجهها، فضلاً عن تعزيز التعاون مع مصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى استعرض خلال اللقاء الذى حضره سامح شكرى وزير الخارجية وخالد فوزى رئيس المخابرات العامة والسفير الأمريكى بالقاهرة، التطورات التى شهدتها مصر خلال الفترة الماضية. وأكد الرئيس أن ما حدث فى 30 يونيو كان تجسيداً لإرادة الشعب المصرى، الذى ثار على محاولات تغيير هويته واستخدام الديمقراطية فى تحقيق أهداف جماعة بعينها وفرض إرادتها على حساب الوطن، مطالباً بتفهم ما يدور فى مصر فى ضوء اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التى تواجهها. وأشار الرئيس إلى ضرورة قيام الدول الصديقة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، بمساندة مصر على الصعيدين السياسى والاقتصادي، ودعم الجهود المصرية الرامية إلى مواصلة عملية التنمية وتوفير الأمن للشعب المصري، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وأضاف السفير علاء يوسف أن الاجتماع تناول أيضا الأوضاع فى ليبيا، حيث ذكر الرئيس أن عملية الناتو غير المكتملة فى ليبيا كانت لها عواقب وخيمة على الشعب الليبى الذى أضحى مصيره فى أيدى جماعات متطرفة مسلحة دون وجود جيش وطنى يحميه. وأكد الرئيس على ضرورة مساندة ودعم مؤسسات الدولة الليبية المتمثلة فى الحكومة والبرلمان المنتخب والجيش الوطنى الليبي، ومساعدته على بسط سيطرته على كامل الأراضى الليبية، فضلاً عن ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة الموجودة فى ليبيا، لمنع تحولها إلى بؤرة للتطرف والإرهاب تهدد المنطقة. كما أشار الرئيس إلى ضرورة قيام المجتمع الدولى بالتعامل مع ظاهرة الإرهاب بمنظور شامل، لا يعتمد على الحلول الأمنية فقط، وإنما يشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية. وأكد أن الجماعات المتطرفة تتبنى أفكاراً مغلوطة ولا تؤمن بالقيم الحقيقية للدين الإسلامى الحنيف الذى يدعو إلى التسامح والتعايش السلمى واحترام الآخر، مشيراً إلى تضافر عدد من العوامل معاً لخلق بيئة مواتية للإرهاب والتطرف من بينها الجهل والفقر والخطاب الدينى الخاطئ. وأبرز الرئيس وحدة المرجعية الفكرية التى تجمع بين جميع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التى تسعى إلى فرض رؤيتها ومعتقداتها بالقوة على باقى المجتمع. وأشار السفير علاء يوسف إلى أن أعضاء الوفد أبدوا تفهمهم للصعوبات التى تواجه مصر فى المرحلة الحالية، وذكروا أن الخطوات التى تقوم بها تعكس رغبة حقيقية فى التعامل مع كل التحديات وتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصرى نحو غد أفضل. كما أكد أعضاء الوفد أن مصر تعد حجر الزاوية وأساس الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأوضحوا أنهم سيستمرون فى دعم مصر داخل الكونجرس الأمريكى وتقديم كل الإسهامات الممكنة، بما فى ذلك على الصعيد العسكري، لمساندة مصر فى حربها ضد الإرهاب، سواء فى سيناء أو مواجهة الأخطار التى تهدد أمن مصر القومى على حدودها الغربية. كما استقبل الرئيس السيسى أمس فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات والتحديات التى واجهتها مصر خلال الفترة الماضية. واكد الوزير الالمانى تطلع بلاده لزيارة الرئيس برلين فى يونيو المقبل، مؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات. واكد السفير علاء يوسف اتفاق الرؤى بين الجانبين على أهمية التوصل لحلول سياسية للأزمات بكل من سوريا وليبيا.