من كل حدب وصوب توافد المشايخ والأتباع والمريدون إلي ساحة المسجد الحسيني للاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد الحسين مساء أمس الأول, أحباب آل البيت يلتمسون البركة وباعة يبحثون عن الرزق ورؤساء أحزاب ورموز سياسية جاءوا بحثا عن مؤيدين لهم في الانتخابات الرئاسية. ولم تكن الليلة الكبيرة وقفا علي حلقات الذكر والمدائح النبوية والإرشاد الديني, فقد عرف مرشحو الرئاسة طريقهم إلي أهل التصوف, وتجولوا بين الأتباع والمريدين. وأعرب عمرو موسي المرشح المحتمل عن سعادته بالمشاركة في الليلة الختامية للإمام الحسين, وأضاف موسي ان مصر بتاريخها الطويل القديم والحديث قدمت الكثير في سبيل الإسلام, واستشهد من أبنائها الكثيرون, لافتا إلي أن مصر لاتزال تعاني من سوء إدارة الحكم, الذي كانت نتيجته أن الشعب عاني, والأمية بلغت مستوي غير مقبول,والبطالة أصبحت عبئا علي الوضع الاقتصادي قائلا: نحن جميعا نتحمل مسئولية عودة النظام, مشيرا إلي أن مصر ستظل محروسة. وأشار حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الي أنه بعد قرون طويلة من استشهاد الإمام الحسيني, لم يعد الناس يتذكرون الطغاة الذين قتلوا سيد الشهداء الذي وقف أمام الظلم والطغيان فمازالت ذكراه تعطر القلوب, وان شهداء ثورة25 يناير هم أيضا يتمتعون بنفس المكانة وهم الآن بصحبة سيد شباب أهل الجنة مؤكدا أن مصر في انتظار القضاء علي مابقي من جسد النظام السابق. وأكد صباحي خلال حضوره لمؤتمر الدولة في الإسلام في اطار احتفال الطريقة الشبراوية الخلوتية بالجولة الختامية لمولد الإمام الحسين وحضرها مرشح الرئاسة عمرو موسي وعلاء عبد العزايم شيخ الطريقة العزمية والشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية والسفير السوداني كمال حسن ان الدولة الإسلامية دولة اخلاق, والإسلام هو دين العدل والحرية وليس دين جماعات تضرب الناس بالعصا. ولفت صباحي إلي أن مصر لن تعود لها مكانتها إلا بسياسة خارجية تعيد استقلالها الوطني وكرامتها ودورها الطبيعي بحكم الجغرافيا والتاريخ, وان تكون قائدة لامتها العربية والإفريقية ومنارة لعالمها الإسلامي, وذكر صباحي انه عندما شارك في وفد الدبلوماسية الشعبية الذي سافر إلي عدد من الدول الإفريقية, جري استقبالهم بترحاب عظيم, لأن مصر بلد الحضارة والعروبة والأزهر والكرسي البابوي وجمال عبد الناصر. وشدد صباحي علي وحدة مصر والسودان وضرورة عودة العلاقات المتينة بين دول حوض النيل من المنبع إلي المصب, وهنا ردد الحاضرون من أبناء الطرق الصوفية هتافات لتحية حمدين صباحي منها الله أكبر ياريس و الله يرحمك ياعبد الناصر, عاشت وحدة مصر والسودان ذلك في أثناء دخول سفير السودان بالقاهرة للحفل.