ربما كانت السمة الأساسية للقمة العربية المزمع عقدها بعد أيام ببغداد, أنها ستكون في تقديري قمة بلا توقعات أو بعبارة أكثر دقة وصراحة بلا نتائج عملية أو ملموسة تجد سبيلا لتنفيذها أو تطبيقها علي أرض الواقع!! ولا أظن أن القادة والزعماء والملوك والرؤساء الذين سيجتمعون في العراق سيتخذون قرارات تختلف كثيرا أو قليلا عن القرارات التي اتخذها وزراؤهم أو مندوبوهم في الجامعة العربية علي مدار الأسابيع والشهور الماضية!! ولعل ذلك يرجع الي أكثر من سبب أهمها أن القضايا الملحة والملفات المطروحة علي القمة شائكة ومعقدة.. وفي مقدمتها الأزمة السورية المستعصية والمشكلة الفلسطينية التاريخية التي تراوح مكانها منذ عقود طويلة دون أي تقدم يذكر علي صعيد عملية السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة رعاية منحازة لإسرائيل المتعنتة في ظل حكومات عديدة متعاقبة شديدة التطرف والعنصرية!! ولا أظنني أبالغ كثيرا إذا قلت إن زمام المبادرة وفرض القرارات والحلول قد انفلت من النظام العربي الي المجتمع الدولي الذي أصبح يتحكم ويتدخل الآن بشكل سافر في مصائر الكثير من هذه القضايا.. بحيث أصبح لا يتم اللجوء الي الجامعة العربية.. اللهم إلا لتمرير قرارات ومؤامرات تستغلها القوي الكبري لمصالحها الشخصية ومآربها الذاتية التي لاتراعي من قريب أو بعيد المصلحة القومية للأمة.. بل علي العكس ربما تتناقض وتتعارض معها, وبالرغم من ذلك نجد من يروج ويهلل لها من داخل البيت العربي نفسه.. والشواهد كثيرة لاتحتاج الي تذكير أو تحليل بدءا بالمشكلة العراقية مرورا بالمعضلة الليبية وحتي الأزمة السورية والفلسطينية واللبنانية.. وغيرها!! الحسنة الوحيدة المنظورة لقمة بغداد المقبلة إذن ربما يكون مجرد التئامها من جديد بعد عدم انعقادها العام الماضي بسبب التحولات والثورات التي تعرضت لها دول الربيع العربي وما صحبها من تداعيات وأحداث أثرت ولاتزال علي المنطقة بأثرها.. وفيما عدا ذلك فإن أي تطور ايجابي يطرأ علي القضايا العربية في القمة سيصب في دائرة انجازاتها.. في قمة لا ننتظر ولا نتوقع منها كثيرا أو قليلا!! [email protected] المزيد من أعمدة مسعود الحناوي