أجمعت الدوائر الغربية في تحليلاتها لرحيل البابا شنودة علي أن يرحل في مرحلة مفصلية من تاريخ مصر وأن المصريين يحتاجون أحد أبرز الرموز الوطنية المصرية للعبور إلي بر الأمان. وقد بث التلفزيون الفرنسي( فرانس24) تقريرا إخباريا عن رحيل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, والذي تشيع جنازته أمس.. مؤكدا فيه أن البابا شنودة الثالث رحل وترك مصر وشعبها من مسلمين ومسيحيين في وضع سياسي يشبه الوضع الذي اختير فيه في بداية عهد الرئيس الراحل أنور السادات. ووفقا للتقرير, فإن المصريين تفصلهم أيام قليلة عن أهم وأكبر تجربة انتخابية في تاريخهم المتمثلة في الانتخابات الرئاسية التي ستكون الأولي من نوعها بعد سقوط حكم مبارك. ونقل التقرير عن عضو مجلس الشعب عن حزب( الكرامة) الناشط السياسي أمين إسكندر مطالبته البابا الجديد بأن يراعي الأصوات الشابة, والحفاظ بشكل دائم علي فكرة العلاقة بين الوطن والكنيسة والدولة والكنيسة دون تبعية أو قلق في هذه العلاقة.. معتبرا أن المسيحيين قادرون خلال الفترة المقبلة علي الإتيان بقداسة بابا جديد يسمح بنسج هذه المعادلة لصالح الوطن والكنيسة والمصريين بشكل عام. واختتم التليفزيون تقريره بالتأكيد علي أن مسلمي مصر تعايشوا مع أقباطها في نسيج وطني واحد ومتماسك علي مر العصور. ودع العالم العربي والعالمي أمس البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, وأشاد بمواقفه الوطنية وسماحته وثقافته وحرصه علي وحدة مصر بعد أن كرس حياته لدعم قيم السماحة والسلام. ففي تصريح خاص للبرفسيور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام التعاون الإسلامي وصف البابا شنودة بالشخصية العالمية التي تعمل من أجل بناء توافق بين اتباع الأديان والتعايش السلمي. فقد تميز البابا شنودة بالحكمة وبعد النظر والثقافة الرفيعة التي تعرفت عليها عبر لقائي به في ندوات الحوار بين الأديان حيث بهرتني ثقافته العميقة وتواضعه الشديد وشخصيته الهادئة. ويضيف البروفيسور إحسان أوغلو أنه يظل أهم ما قدم البابا شنودة هو قدرته علي تجاوز الأزمات في فترات عصيبة مرت بها مصر كان يمكن أن يكون لها أثر علي التفاهم والتعايش بين أصحاب الأديان. ولهذا أعزي الشعب المصري ونسأل الله تعالي الصبر والسلوان ونتمني أن يكون البابا الجديد خير خلف لخير سلف, وقد اعتبر الرئيس اللبناني العمال ميشال سليمان, وفاة البابا شنودة الثالث خسارة لمصر وللعالم العربي, مشيدا بمسيرته الكنسية المنفتحة علي الأديان الأخري, وبمواقفه الوطنية والعروبية المتشددة ضد العدو الإسرائيلي التي كلفته الاضطهاد. وتقدم الرئيس سليمان بتعازيه إلي المصريين عموما والأقباط خصوصا, متمنيا مواصلة مسيرة الأنبا الراحل في الحوار والانفتاح ليبقي هذا الشرق مهد الحضارات والأديان, مساحة تلاقي بين أبنائه وسائر شعوب العالم. كما وجه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب بولس روحانا رسالة تعزية بالأنبا شنودة الثالث, قال فيها: بحزن ورجاء كبيرين تلقي مجلس كنائس الشرق الأوسط نبأ وفاة قداسة البابا شنودة الثالث, بعدما خدم كنيسته طوال أربعين سنة بورع النساك وتجردهم. ومن جانبه أصدر رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق بيانا قال فيه: إن مصر والأمة العربية فقدت علما من أعلام الحوار الإسلامي المسيحي هو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث, الذي أمضي مسيرة حافلة في الدفاع عن القضايا العربية وحماية الوحدة الوطنية في مصر حتي استحق بجدارة لقب بابا العرب, وأضاف الحريري: إنني أتوجه بالتعزية إلي الشعب المصري عموما وإلي الكتيسة الأرثوذوكسية القبطية في مصر وسائر أنحاء العالم. ومن جانبه اعتبر الرئيس اللبناني السابق رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل أن وفاة البابا شنودة خسارة كبيرة لمصر والعالم العربي, وقال الجميل في بيان صادر عن حزب الكتائب: نتمني أن تترسخ مسيرة الانفتاح والحوار بين الأديان التي آمن بها وأن يتعزز التعايش الحضاري الروحي الذي عمل له طوال حياته. ومن جانبه تقدم رئيس حزب الكتائب اللبنانية سمير جعجع من الشعب المصري ولا سيما من الطائفة القبطية الكريمة وبالأخص من رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في جمهورية مصر العربية المشير محمد حسين طنطاوي بخالص التعازي الحارة لخسارتهم الغالية التي لا تعوض. كما توجه شيخ عقل طائفة الدروز الشيخ نعيم حسن من الطائفة القبطية في لبنان ومصر وبشكل خاص ومن عموم المسيحيين والعرب بشكل عام. وفي أثينا توافد كبار الشخصيات اليونانية والسفراء العرب والأجانب إلي مقر السفارة المصرية في أثينا, حيث فتح سفير مصر بأثينا طارق عادل سجل تعازي لنعي قداسة البابا شنودة الثالث, كما سجل في دفتر التعازي العديد من الشخصيات العامة من المصريين والأجانب المقيمين في اليونان. وبعثت الكنيسة اليونانية المطران يؤانيس أسقف منطقة ثيرموبولون إلي القاهرة, ممثلا عن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ليشارك في مراسم تشييع جثمان البابا شنودة الثالث. وفي كلمته في سجل التعازي كتب السفير المصري بأثينا أن الشعب المصري مسلمين ومسيحيين, فقد واحدا من أعز أبنائه, ورمزا أصيلا من رموز الوطن والوطنية, بتاريخه الحافل منذ أن اعتلي كرسي البابوية لأكثر من أربعين عاما مضت, وأن مصر الآن بحاجة لمثل هذا الرجل ليأخذ بيد أبنائها إلي بر الأمان, وخصوصا في هذه اللحظات الفاصلة والاستثنائية من تاريخ مصر. وفي إيطاليا أرسل جياني أليمانو عمدة العاصمة الإيطالية روما, ببرقية عزاء إلي الأب برنابا السرياني قس الأقباط الأرثوذكس في مدينتي روما وتورينو الإيطاليتين, في وفاة البابا شنودة الثالث. وأعرب أليمانو في برقيته, عن عميق تعازيه, وسائر أعضاء مجلس الحكم المحلي بالعاصمة. وقال إنه في صباح هذا اليوم تقف روما إلي جانب الجالية القبطية المصرية بها لتبدي أشد الدعم. وأضاف أنه بعد الهجمات المأساوية التي تعرض لها الأقباط في مصر في مطلع عام2011 نسجت علاقة خاصة ومشاركة بين السلطات المحلية والجالية القبطية من أجل ضمان حرية الاعتقاد في كل بقعة علي الأرض. وأكد أن روما ترغب في أن تكون الحارس اليقظ, من خلال مرصد الحريات الدينية لحماية الحق المقدس في التعبير عن المعتقد الديني. كما عبر أساقفة أوروبا عن الصدمة لنبأ حزين هو وفاة قداسة البابا شنودة الثالث والذي فقد العالم المسيحي بوفاته واحدا من القادة الأكثر مثالية, وفق رسالة بثتها أنباء آكي الإيطالية. وجاء في رسالة التعزية التي بعث بها رئيس مجلس الأسقفية الأوروبية, الكاردينال بيتر ايردو أن ذكري زيارته العام الماضي وتعاليمه الحكيمة وتصميمه المثالي, لا تزال تعيش في قلوبنا: وأضاف بينما نعهد بروحه إلي الله, نشاطر أحزان المؤمنين, وجميع الناس من ذوي النوايا الطيبة, وفق تعبيره. وفي برلين قامت السفارة المصرية والقنصليات المصرية في كل من فرانكفورت وهامبورج بتنكيس الأعلام المصرية حدادا علي وفاة قداسة البابا شنودة تجاوبا مع حالة الحداد العامة في مصر, وصرح قنصل مصر العام في فرانكفورت عمرو معوض في رسالة للبيت المصري, وكذلك الروابط والاتحادات والأندية المصرية في وسط وجنوب ألمانيا بأن القنصلية أعدت دفترا لتلقي التعازي في وفاة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وذلك حتي يوم الجمعة المقبل. من ناحية أخري وجه وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله رسالة عزاء للمصريين خاصة الأقباط نعي فيها البابا شنودة الذي وصفه بأنه عمل سنوات طويلة من أجل قيم التفاهم والحوار والتعايش السلمي بين الأديان السماوية, وقال إن صوته المعتدل لعب دورا اجتماعيا ودينيا في غاية الأهمية بالنسبة للأقباط في مصر, وطالب من يخلفه بالحفاظ علي ميراث إنجازاته له. وفي فيينا أعرب نائب المستشار وزير الخارجية النمساوي شبيندل ايجر عن حزنه العميق لوفاة رئيس الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث وعبر عن مواساته للجالية القبطية بالنمسا لوفاة البابا, وكان نائب المستشار قد التقي البابا شنودة منذ عام تقريبا في القاهرة وأجري معه حوارا مهما ومفتوحا حول وضع الكنيسة القبطية في مصر والتغييرات السياسية في العالم العربي. وقال شبيندل ايجر: لقد ترك البابا شنودة الثالث اثرا في نفسي بإيمانه العميق وتفاؤله وهمته العقلية. لقد أكدت لي المحادثات معه ضرورة أن يكون للاتحاد الأوروبي دورا منطقيا في حماية الأقليات الدينية وحرية العقيدة في كل أنحاء العالم. وكان البابا شنودة قد قام بزيارة النمسا أربع مرات بدأها عام1998 عندما وضع حجر الأساس لكنيسة عذراء الزيتون, وتضم الجالية القبطية بالنمسا الآلاف من الأعضاء يترأسهم الأنبا جبرائيل أسقف النمسا العام الذي يتخذ من فيينا مقرا له. القاهرة من هالة أحمد زكي بيروت من عبداللطيف نصار فيينا من مصطفي عبدالله, برلين من مازن حسان أثينا من عبدالستار بركات ميلانو من هند السيد هاني