واصل "عداد الموت" فى كارثة زلزال نيبال المدمر قفزاته، حيث أرتفع عدد القتلى إلى 3200 شخص،وبلغ عدد المصابين أكثر من 6500 شخص، بحسب تصريحات مسئوليين نيباليين أمس. وقدرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن نحو مليون طفل نيبالى تضرروا بشدة من الزلزال الذى بلغت قوته 7٫9 درجة بمقياس ريختر، وحذرت المنظمة الدولية من تفشى الأمراض المعدية فى الدولة الآسيوية الفقيرة التى يبلغ عدد سكانها نحو 27 مليون نسمة، وسط توقعات بإرتفاع أعداد ضحايا كارثة الزلزال خلال الأيام المقبلة مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض. وشهدت العاصمة النيبالية كاتماندو أمس حالة فرار جماعى خوفاً من الهزات الارتدادية التى ما زالت تشهدها المدينة عقب زلزال السبت المدمر الذى يعد الأسوأ الذى تشهده الدولة الآسيوية منذ 81 عاماً. وتكدست الطرق التى تربط مدينة كاتماندو الواقعة فى واد جبل ويعيش فيها مليون شخص بالسكان، وقد حمل كثيرون منهم أطفالا رضعا وهم يحاولون ركوب أوتوبيسات مزدحمة أو ايجاد مكان لهم فى الشاحنات والعربات المنطلقة من المدينة. وتشكلت طوابير طويلة فى مطار العاصمة النيبالية بحثاً عن رحلة جوية تخرجهم من البلاد. وقال كثيرون إنهم يبيتون فى العراء منذ زلزال السبت إما لانهيار منازلهم أو لخوفهم من أن تؤدى التوابع إلى تهدمها. وما يزيد من صعوبة وضع الناجين انقطاع التيار الكهربائي، وهشاشة شبكات الاتصال التى باتت على شفير الانقطاع. وأكدت السلطات النيبالية أنها تبذل أقصى ما بوسعها لمساعدة المناطق المعزولة الأقرب الى مركز الزلزال على مسافة حوالى 80 كيلومترا شمال غرب كاتماندو. وأدى الزلزال الى انهيار برج دارهرا التاريخى أحد أهم المعالم السياحية فى ساحة دوربار بوسط العاصمة، والذى لم يعد سوى كومة من الأنقاض. وهذا البرج التاريخى المعروف ب"البرج الأبيض" يتكون من تسع طبقات ويمكن تسلقه عبر سلالم حلزونية من 200 درجة تعلوها مئذنة برونزية تعود إلى القرن التاسع عشر. وتجاهد سلطات نيبال أيضاً للتعامل مع نقص المياه والطعام ومخاوف من انتشار الأمراض. وذكر شهود عيان أن المرضى والمصابون رقدوا فى العراء فى كاتماندو بعد أن فشلوا فى العثور على أسرة فى مستشفيات العاصمة، وأقام الأطباء خيمة فى فناء كلية الطب فى العاصمة لإجراء الجراحات فيها. وفى جبال الهيمالايا، تقطعت السبل بمئات المتسلقين فى قاعدة التخييم الرئيسية بجبل إيفرست. وساعد الطقس المواتى فرق انقاذ بالمناطق الجبلية على استخدام طائرات هليكوبتر لنقل عشرات من متسلقى الجبال فى مناطق عالية. وفى إطار النفير العام العالمى لإنقاذ ضحايا كارثة الزلزال، أدخل موقعا "فيسبوك" و"جوجل" مهام جديدة إلى مواقعهما الإلكترونية بهدف مساعدة الأشخاص فى الوصول إلى أصدقائهم وأقاربهم الذين تعرضوا لكارثة الزلزال فى نيبال. وقدم موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعى خاصية "سيفتى تشيك" (التأكد من السلامة) التى تمكن المستخدم من توضيح أن "وضعه آمن" ، أو جعل أصدقائه على "فيسبوك" يحدثون حالته نيابة عنه.