سعدية, عين الحياة, سميحة, بشري.. هن نماذج لسيدات اختارتهم مؤسسة مصر الخيركأمهات مثاليات يمثلن بحق رحلة كفاح للمرأة المصرية التي قد تضحي بحياتها من أجل ومن أجل اسعادها وبسبب الفقر والجهل والاحتياج أوقعهن حظهن العسر فريسة للديون وبالتالي قضوا سنوات من عمرهن بعيدا عن الأبناء خلف القضبان بلا ذنب سوي محاولاتهن تلبية ابسط احتياجات أسرهن الفقيرة. ودخلن السجن بسبب شراء ثلاجة أو غسالة أو بوتاجاز لجهاز البنات. ونحن نحتفل بعيد الأم نقدم نماذج لبعضهن.. لنبدأ بقصة سعدية كامل حامد عيسوي التي فازت بالمركز الأول وتبلغ من العمر64 عاما وهي امرأة بسيطة من صعيد مصر المنيا ارملة وتعول بنتين و ثلاث أولاد منهم ولد معاق ذهنيا.. تقول لم أكن أعرف شيئا عن العالم الخارجي حتي توفي زوجي السائق عام1993 وبعدها توليت رعاية أولادي فكنت ابيع بعض الحلويات ومستلزمات البيت البسيطة أمام باب المنزل الذي اسكن فيه... ولم يكن مكسب هذه البضاعة البسيطة يستطيع أن يلبي متطلبات أسرتي مع ازدياد مصروفات علاج ابني المعاق ذهنيا وعندما إضطررت لتجهيز البنات قمت بشراء بعض الاجهزة الكهربائية ولكن بعد سداد جزء من الثمن كثرت الديون وعجزت عن سداد باقي الكمبيالات وبالتالي حكم علي بالسجن لمدة12 سنة من عام2007 حتي عام2019 وبفضل اولاد الخير وبمساعدة مؤسسة مصر الخير تم سداد ديوان التي بلغت11 ألف جنيه وخرجت من السجن في يناير الماضي.. وكل ما أتمناه في الحياة شراء تريسكل لابني المعاق.ليستطيع أن يعول نفسه. وهناك قصص أخري منها قصة عين الحياة مراد علي محمود والتي تبلغ من العمر55 سنة من القاهرة وهي ارملة و تعول ابنين, عماد30 سنة متزوج معها في الشقة نفسها و يوسف17 سنة و ليس لديها مصدر دخل سوي معاش الزوج الذي يصل إلي450 جنيها يخصم منه225 لايجار الشقة ولا يتبقي بعد ذلك سوي225 جنيها لا تكفي للمعيشة, ولمساعدة ابنها علي الزواج فقامت بشراء أجهزة كهربائية بالقسط ولكنها لم تستطع السداد فقام الدائنون برفع القضايا ضدها وتم سجنها لعدم تمكنها من سداد الين الذي وصل الي5900 جنيها بالفوائد وغرامات التأخير فحكم عليها بالسجن لمدة4 سنوات وثلاثة أشهر وتم سداد هذا المبلغ بعد التفاوض مع الدائنين والاتفاق معهم علي دفع مبلغ3222 جنيها وانهاء سداد ديونها وانهاء القضايا التي عليها. أما سميحة عفيفي مرسي سيدة مسنة تبلغ65 عاما وأرملة ولا عائل لها سوي ابنها العاجز( لديه بتر في الساق اليمني)الذي لا يتعدي دخله بضع جنيهات من غسيل السيارات ولظروف صعبة مرت علي الأسرة اقترح عليها البعض شراء بعض الأجهزة الكهربائية( تليفزيون وثلاجة) بالقسط وبيعها كاش ولكنها لم تستطع سداد هذه الاقساط و حكم عليها بالسجن لمدة5 سنوات و6 أشهر مقابل دين لا يتعدي5000 جنيه إلي ان قامت مؤسسة مصر الخيربمساعدتها والافراج عنها وكان اجمالي المديونية المستحقة عليها1100 جنيه بعد الغرامات وبعد التفاوض تم الاتفاق علي حصولهم علي مبلغ940 جنيها وانهاء القضايا التي عليها. حكاية بشري محي الدين البالغة من العمر49 عاما من الدقهلية تختلف, فزوجها سافر الي العمل في ليبيا لرفع مستوي معيشتهم ولكنه تركها مع أولادها الثلاثة وهم في مراحل التعليم المختلفة ولم يعد مما اضطرها لاستثمار هوايتها وقامت بشراء ماكينة خياطة صغيرة بالمنزل لتساعدها في مصاريف أبنائها ومعيشتهم, واستمر الحال إلي أن تم خطبة ابنتها الكبري ولتجهيزها قامت بشراء بعض الاجهزة الكهربائية ورغم حرصها علي السداد الا أن قلة الدخل غلبتها وتوقفت عن السداد وجاء الحكم بالسجن. محسن محجوب امين الصندوق وعضو مجلس الامناء بمؤسسة مصر الخير قال إن المؤسسة تسعي دائما لتقديم خدماتها للفئات المهمشة في المجتمع, ليس الاسر الفقيرة وانما الأسر التي تقع تحت خط الفقر, مؤكدآ انه ستتم الافراج خلال عام2012 علي6 الاف غارم وغرامة, وقالت سهير عوض مديرة مشروع الغارمين ان هذا المشروع يعد من اهم المشروعات التي تهتم بها المؤسسة موكدة انه يهدف إلي اخراج كل الغارمين رغم كثرتهم من السجون, مؤكدة ان الغارمين دخلوا السجن بسبب الإحتياج فقد تم إخراج حوالي8 آلاف من الغارمين أكثر من نصفهم من النساء تستحق كل واحدة منهم أن تكون ام مثالية لانها ضحت بكل ما تملك من اجل أسرتها.