أسبوع واحد فقط فصل بين الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ذى الجذور الصعيدية ومشاهدة حلمه الذى طال انتظاره، وهو افتتاح متحف السيرة الهلالية بمسقط رأسة فى قرية أبنود بمحافظة قنا، حيث أعلن اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا اتفاقه مع الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة على افتتاح المتحف خلال الأسبوع المقبل ليستقبل عاشقى السيرة الهلالية من الباحثين والأفراد. وتعد سيرة بنى هلال، التى يضمها المتحف، أحد أهم مأثورات الفلكلور الشعبى وما يضمه من مئات الآلاف من الأبيات الشعرية التى سجلت من أفواه أجيال متعاقبة من عازفى «الربابة» فى مصر ووصولا إلى تونس مرورا بربوع المغرب العربي، وكذلك كبار العازفين فى هذا الفن الذى جال قرى وربوع مصر قاطبة طيلة العقود الماضية والتى تربى عليها جيل كامل فى الصعيد. وجمع الأبنودي، قبل رحيلة، كل هذا التراث داخل متحف السيرة الهلالية بقرية أبنود مركز قفط جنوب محافظة قنا، وربما يسجل أيضا أهم المحطات فى حياة شاعر السيرة الهلالية ومؤسسة عبدالرحمن الابنودي، الذى أمضى حياته في جمع السيرة الهلالية، بعدما استشعر أنها فى طريقها للانقراض وتنتهى بموت شعراء الربابة الكبار الذين تغنوا بها فى حياتهم، ولم يجد الأبنودى أفضل من قرية أبنود، مسقط رأسه، التى شهدت طفولته لإقامة هذا المتحف بها، حيث للربابة من يقدر قيمتها من أصحاب جذوره الصعيدية. ويضم متحف السيرة الهلالية المعلق افتتاحه منذ 10 سنوات كل ما حوته السيرة سواء مكتوبة أومسموعة ومرئية، حيث تضم مخطوطات للسيرة مكتوبة بخط اليد، وكذلك شرائط كاسيت، ومجلدات للسيرة، وكتب السيرة التى صدرت للأبنودي، وتسجيلات مصورة، ناهيك عن الآلاف الصور الفوتوغرافية النادرة والتى تسجل رحلة الابنودى فى جمع السيرة، وصورا للابنودى مع شعراء الربابة العظام مثل جابر ابو حسين وسيد الضوى ، الغريب فى الامر ان المتحف أنشئ عام 2003 من قلب صندوق التنمية الثقافية، وتم إهدائه فى عام 2004 إلى قطاع الفنون الشكيلية، ليتبع قطاع المتاحف القومية بقطاع الفنون التشكيلية، لكى يكون متحف السيرة الهلالية تراثا لحفظ السيرة من الاندثار، ومرجعيا عالميا للباحثين والدارسين، والطلاب من محبى وعشاق السيرة الهلالية، وتأجل افتتاح هذا المتحف أكثر من مرة، وليتحقق حلم الأبنودى بعد أسبوع فقط من وفاته.