من قصائد بيرم التونسي العبقرية التى كتبها عن الوالى النابه الطموح محمد على تلك التى كتب فيها يقول: لم اللصوص والنشالين والشحاتين وحطهم فى أرض بور تصبح إذا ما أصلحوها ملكهم الأرض جادت والعباد اتخلصت من شرهم وهما ذاتهم اصبحوا أعيان والأشيا فللى والفاتحة لمحمد على ...هذا الألمعي النابه الذي بنى مصر بلا خطط خمسية أو عشرية أو خطب رنانة وكلمات مفخمة مفخخة للبسطاء التي يصدقون أن الحداية بتحدف كتاكيت .وقد ظلت مصر لسنوات تعانى من حكومات مليئة بالحدايات .... ديكتاتور نعم تخلص من خصومه السياسيين بمنتهى القسوة بلا شك، لكنه بنى هذا البلد حت يمكننا أن نقول «اللى بنى مصر كان ألباني « أقول هذا والعالم يحتفل بمرور مئة عام على ذكرى المذابح الأرمينية التي تعرضوا لها على أيد العثمانيين وبمعاونة الأكراد منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين والتي راح ضحيتها مليون ونصف الأرمني . عندما بدأ محمد على مشروعه النهضوي في مصر مطلع القرن التاسع عشر تلفت حوله كي يختار أهل الخبرة، فوجد ضالته في الأرمن الذين أرجع المؤرخون وجودهم في مصر إلى الفتح الإسلامي .استعان بهم محمد على في كل أمور الإدارة رافعا شعار أهل الكفاءة والثقة ..فقد كان الأرمن معروفون بالأمانة الشديدة حتى أطلق عليهم العثمانيين لقب «الملة الصادقة «. كانوا معه في كل محافل الاقتصاد حتى قال الجبرتي»إنهم كانوا أهل الرأي والمشورة في عهد الباشا» . وكان مستشار محمد على وفيلسوفه رجل أرمني يدعى بوغوص يوسيفيان والذي بلغت مكانته لدى محمد على شأوا عظيما ،جعل الباشايقول: «قضيت الشطر الأكبر في حياتي لا يؤازرني فيه سوى بوغوص بك» تقلد بوغوص وظيفة كبير تراجمة محمد على ثم ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنجية فكان بذلك اول وزير خارجية لمصر .وعندما مات بوغوص لم يجدوا في منزله مالا فحزن محمد على كما روى نوبار باشا ابن أخت بوغوص الذي أصبح أول رئيس لوزراء مصر حتى قال الوالي ليتني وضعت مبلغا من المال تحت سريره حتى لايقال إن محمد على يترك رجاله بلا أموال . وعندما علم أنه تم دفن بوغوص في الإسكندرية بلا مراسم، غضب وأمر باستخراج الجثمان وعمل جنازة عسكرية تليق ببوغوص بك